1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الأبطال" مبادرة من أجل تغيير أفكار تنتقص من المرأة

٦ يوليو ٢٠١٠

قد تتغير فرحة المولود الجديد لدى معرفة جنسه في بعض العائلات، إذ لازالت بعض المجتمعات تعاني من بعض الأفكار الاجتماعية الموروثة التي تميز بين الذكر والأنثى. ولمناهضة التمييز بين الرجل والمرأة ولدت مبادرة "الأبطال".

صورة من: Bilderbox

"لو طلعت على المريخ آخرها للطبيخ"،"هَمّ البنات حتى الممات"، "ظِل راجل ولا ظِل حيطة" تساهم هذه الأمثال الشعبية وغيرها بشكل كبير في تعزيز هيمنة المجتمع الذكوري و ترسيخ بعض العادات الاجتماعية القديمة والمتوارثة في بعض المجتمعات، ألا وهي التمييز بين الذكر و الأنثى. وبالرغم من أن هذه الأمثال ليست سوى خلاصة تجارب فردية أو جماعية عاشها بعض الأفراد خلال فترات زمنية مختلفة، إلا أن الكثيرين مازالوا يرددونها إلى يومنا هذا. فهل صحيح أن الرجل أفضل من المرأة ويفوقها ذكاءاً وقوة؟

في ألمانيا مثلا يوجد العديد من الفتيات اللائي ينتمين الى أسر من أصول مسلمة عربية أو تركية، يعانين من بعض مظاهر التمييز مثل ظاهرة إجبارهن على الزواج، حيث تضطر الفتات للزواج ممن لا تحب تحت ذريعة الحفاظ على شرف العائلة، كما يتم أحيانا التحكم بمصير الفتاة بحرمانها من مواصلة تعليمها الجامعي رغم تفوقها. ولمكافحة مظاهر التمييز أطلق مدافعون عن مساواة المرأة والرجل مبادرة"هيروس" أو "الأبطال" في برلين عام 2007 ، وولد المشروع على خلفية تنامي جرائم القتل دفاعاً عن الشرف.

ثقافة التمييز لها جذور

مبادرة الأبطال تقوم على إقامة حوار بين الشباب مع مختصين اجتماعيين لتغييرالأفكار الموروثة حول تفضيل الذكور على الإناثصورة من: DW

و تهدف مبادرة "الأبطال" إلى المساواة بين المرأة والرجل ومناهضة أشكال اضطهاد المرأة والذي يتم أحيانا تحت ذريعة الحفاظ على الشرف، كما أكد أحمد منصور وهو شاب فلسطيني متخصص في علم الاجتماع و أحد القائمين على هذا المشروع في حديث مع دويتشه فيله. وأوضح منصور أن المشروع "انطلق أساساً في استوكهولوم عام 2001 برعاية ملكة السويد، ونحن نناقش من خلاله مواضيع مختلفة مع الشباب تتعلق بالحياة في ألمانيا والخوف من المجتمع الألماني والخوف من ضياع الهوية الاسلامية الذي يشكل دافعا أساسيا أحيانا للتمييز بين الذكر والأنثى".

وقال منصور أن حرص بعض العائلات في الحفاظ على الهوية الاسلامية يجب ألا يكون سبباً في عدم المساواة بين الفتيان والفتيات، مشيرا بأن الكثير من الأفكار التي يحملها الشباب تكون موروثة عن أبائهم دون التفكير بمدى صحتها.

وتوافق سميرة وهي شابة مغربية منصور في رأيه ، وترى أن للمرأة دور كبير في صنع التمييز الذي تتعرض له ، فهناك الكثير من الأمهات اللواتي يميزن أولادهن عن بناتهن وتضيف في هذا السياق قائلة:"ما يثير استغرابي هو أن الأم التي كانت تعاني وتتذمر من تفضيل الذكور عليها تربي هي بدورها أولادها على مسألة التفاضل".

ويرى حمزة وهو شاب بحريني ويعمل في أحد البنوك، الأمر من منظور آخر، إذ يؤكد أن النساء في البحرين يتمتعن بمساواة تامة مع الرجال فيما يتعلق بحق التعليم "أكثر خريجي الجامعات هم من النساء"، إلا أن الأمر يختلف تماماً عندما يتعلق بسوق العمل أو تقلد مناصب عليا في الدولة، حيث يجري تفضيل الرجال على النساء ، كما يؤكد حمزة.

رجال يطالبون بالمساواة مع المرأة

هل فعلا أن الرجل أذكى من المرأة؟صورة من: bilderbox.de

وتثني ناديا وهي صحافية مصرية تعمل في إذاعة الشباب والرياضة في مصر على فكرة مشروع "الأبطال"، وتحيي جميع الجهود المبذولة لزرع أفكار جديدة لدى الشباب لتغيير الأفكار الموروثة، إلا أنها في الوقت ذاته ترى أن المساواة بين الجنسين في العالم العربي يظل أمرا نظريا لا يطبق على أرض الواقع، "يجب أن تكون هناك فرص حقيقة في المساواة ليس فقط في التعليم وإنما أيضاً في دعم الأفكار الجديدة باتجاه عدم التمييز". وتشير ناديا إلى أن تزايد الدعوات التي تطالب بمساواة المرأة بالرجل في مصر "يدفع بعض الرجال مؤخراً وإن كان على محمل المزاح للمطالبة بمساواتهم بالمرأة ".

ويرجع الكثيرون سبب التمييز بين الذكور والإناث إلى طبيعة المرأة، فكثيرا ما ينظر إلى أنها كتلة من المشاعر والعواطف، الأمر الذي يجعلها أقل تحملا من الرجل، وهو ما يرفضه أحمد بشكل قاطع مشيرا إلى أن المجتمع هو من يصنع صورة معينة عن المرأة، والعاطفة التي تتميز بها الأنثى أمر ايجابي ، كما قال" ماذا نعطي المرأة عندما نزرع فيها على أنها مخلوقة غير قادرة على حماية نفسها؟ ". ويذكر أحمد بعض الأمثلة التي تدل على قوة المرأة وقدرتها على تحمل المصاعب "أضحت المرأة في يومنا هذا صانعة قرار كالمستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي تحكم بلدا يضم 82 مليون نسمة، هناك الكثيرات اللواتي استطعن أن يحاربن، ومنهن من يقود طائرات".

هل انتهى زمن الحريم؟

زمن الحريم قد ولى ... والنساء يقدن الطائرات ويصنعن القراراتصورة من: ATCE

ولا تعلق سميرة من المغرب آمالاً كثيرة على دور ورش العمل في تغيير مثل هذه القيم الاجتماعية المتوارثة عبر القرون، وترى أن المقررات المدرسية تساهم بدورها في ترسيخ التمييز بين الإناث والذكور في أذهان الأطفال "يغلب على الصور في الكتب المدرسية تصوير الشاب يلعب مع أصدقائه ويدرس، أما الفتاة فتساعد والدتها في الأعمال المنزلية".

ويوافق حمزة سميرة في رأيها مشيراً إلى أن إلغاء التمييز يجب أن يبنى على أساس المساواة الحقيقية في التربية والتعامل بين الذكور والإناث "الاعتماد على النفس هو أساس تربية الذكور في البحرين على عكس الإناث، لكن هناك إفراط في تدليل البنات".

لا شك أن العادات الاجتماعية والتقاليد الموروثة لها دور كبير في صنع التمييز بين الذكر والأنثى، إلا أن هناك الكثيرين ممن يرون أن زمن الحريم قد انتهى.

الكاتبة: دالين صلاحية

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW