الأتراك يقرون إصلاحات دستورية "تاريخية" في استفتاء عام
١٢ سبتمبر ٢٠١٠أقر 58% من الناخبين الأتراك في استفتاء وطني اليوم حزمة إصلاحات دستورية أحدثت انقساما في البلاد بين مؤيد ومعارض. وتتضمن التعديلات التي تطال 26 بندا من بنود الدستور إصلاحات تهدف إلى تعزيز الديمقراطية في تركيا وحقوق الأفراد، ويتوقع أيضا أن تتسبب في إجراء تغييرات بعيدة المدى على السلطة القضائية القوية.
ويعتبر كثير من المراقبين دعم الاستفتاء بمثابة اقتراع بالثقة لحزب العدالة والتنمية الحاكم قبل الانتخابات العامة التي تجرى العام المقبل. ويشمل الاستفتاء 26 تعديلا على الدستور التركي، الذي تمت المصادقة عليه في عام 1982 في أعقاب انقلاب عسكري في عام 1980. وكانت استطلاعات الرأي قبل إجراء الاستفتاء توقعت بإقرار الاستفتاء لكن بفارق أصغر.
رجب طيب اردوغان: "التعديلات الدستورية ستعزز الديمقراطية"
وفي كلمة له في مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم عقب الإعلان عن النتائج، أكد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، أن التعديلات الدستورية ستعزز الديمقراطية في تركيا وتمنح فرصة للإصلاح. وقال إن تاريخ "الثاني عشر من أيلول/سبتمبر سيدون في التاريخ بوصفه نقطة تحول في الديمقراطية التركية. لقد فاز الاثنان، كل من صوت بنعم وصوت بلا اليوم لأن تعزيز الديمقراطية لصالح الجميع. جميع المواطنين فازوا الليلة".
ويستعد حزب العدالة والتنمية، وهو حزب معتدل ذو جذور إسلامية يتولى السلطة في البلاد منذ عام 2002، لخوض الانتخابات العامة في 2011، ويعتقد بأن اردوغان سينظر إلى مستوى الدعم الكبير للاستفتاء باعتباره تفويضا من الشعب لسياسات حزب العدالة والتنمية.
انقسام آراء الناخبين
وشارك نحو 77% من الناخبين المسجلين البالغ عددهم نحو 50 مليون شخص في التصويت، وهو ما يمثل نسبة إقبال كبيرة في تركيا تجاوزت تلك التي سجلت في آخر استفتاء جرى عام 2007. لكن لم يصوت سوى 33% من الناخبين في مدينة ديار بكر، أكبر مدن أقاليم جنوب شرق تركيا، التي تقطنها غالبية كردية وتعد معقلا لحزب السلام والديمقراطية المؤيد للأكراد الذي قاطع الاستفتاء.
وأفادت تقارير إعلامية تركية أن التصويت في الغالب جرى بشكل سلس، لكن أحداث عنف وترهيب للناخبين وقعت في أقاليم جنوب شرق البلاد التي تقطنها غالبية كردية. وفي مدينة ميرسين، أطلق محتجون هتافات دعما لحزب العمال الكردستاني المحظور وألقوا بالقنابل الحارقة على مدرسة تضم مركزا انتخابيا، لكن شرطة الشغب قامت بتفريقهم ولم ترد تقارير حول وقوع إصابات.
وفي مدينة سيرناك، أفادت وسائل إعلام تركية أن 11 شخصا أصيبوا بجروح ثلاثة منهم خطيرة في مشاجرة بالأسلحة البيضاء اندلعت أمام أحد مراكز التصويت. وفي عدة أقاليم شرقية أخرى بينها "فان" و "باتمان"، اعتقلت الشرطة مجموعات من المحتجين تؤيد مقاطعة الانتخابات التي يدعو لها حزب السلام والديمقراطية الكردي لمحاولتهم منع الناخبين من الوصول إلى مراكز الاقتراع.
(ع.غ/ د ب أ/ أف ب)
مراجعة: لؤي المدهون