"الأجسام الطائرة المجهولة".. البنتاغون يعد بكشف اللغز!
٤ يونيو ٢٠٢١
هل زارت الأرض كائنات فضائية؟ لطالما سمعنا عن ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة ومزاعم عن فضائيين ربما كانوا على متنها، وفي الأيام المقبلة يعتزم البنتاغون الكشف عن أسرار الظاهرة فيما يشكك عالم ألماني في مجيء فضائيين لكوكبنا.
إعلان
خلال الشهر الجاري، سيشارك فريق عمل من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) نتائج التحقيق في ظاهرة "الأجسام الطائرة المجهولة" مع أعضاء من الكونغرس وبعدها سيعلم الناس بهذه النتائج وسط تشوق من المتحمسين لهذه الظاهرة.
فمنذ إعلان البنتاغون عن تشكيل هذا الفريق، ينتظر كثيرون في العالم النتائج التي خلص إليها التحقيق في ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة والأسرار التي يعرفها أو توصل إليها مسؤولو الاستخبارات في الولايات المتحدة عن الظاهرة التي حيرت الكثيرين.
ومن المقرر أن يقدم هذا الفريق تقريره إلى أعضاء الكونغرس خلال الشهر الجاري حيال المعلومات التي جمعها مسؤولو البنتاغون عن ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة وكذلك كيفية تعاملهم مع هذه المعلومات.
وستبلغ وزارة الدفاع (البنتاغون) أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بما توصلت إليه من نتائج بشأن التحقيق في الاجسام الطائرة المجهولة والتي تم رصدها في المجال الجوي الأمريكي.
حماس مؤيدي نظرية المؤامرة
ولن يتوقف الأمر عند النواب الأمريكيين، بل سيُحاط الأمريكيون بفحوى هذه النتائج وسط حماس من أصحاب نظرية المؤامرة الذين يؤيدون هذه الظاهرة منذ "حادثة روزويل" عام 1947 عندما تحطم جسم غامض في منطقة روزويل بولاية نيو مكسيكو الأمريكية.
وبشأن حادثة روزويل، فقد أقر سلاح الجو الأمريكي بأن الحطام يخص منطاد لرصد الأحوال الجوية.
"معلومات عسكرية"
من جانبه، يؤكد أن عالم الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد الأمريكية آفي لوب لـ DW أن هذا التقرير وما سيكشف عنه فريق العمل الأمريكي، سيكون أمرا بالغ الأهمية.
وقال لوب إن "هذا التقرير سيكون مختلفا عن المناقشات السابقة حيال ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة إذ أن التقرير سيشمل على أدلة موثقة جمعها عناصر عسكرية استنادا على رصد عبر أدوات متعددة كأجهزة الرادارات وكاميرات الأشعة تحت الحمراء وأيضا الكاميرات الضوئية".
وأضاف لوب أن المعلومات التي سيتم الكشف عنها التقرير من المرجح ان تشير إلى "وجود محتمل لأشياء تتصرف بطرق لا يمكن تفسيرها من خلال التقنيات التي نمتلكها".
ويعمل لوب كأستاذ علوم في جامعة هارفارد ومدير معهد النظرية والحساب في مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية.
وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة غالوب عام 2019، فإن ثلث الأمريكيين البالغين يعتقدون أن بعض حوادث رصُدت فيها أجسام طائرة مجهولة ربما كانت سفن فضاء.
بيد أن هذا الأمر يشكك فيه العالم الألماني هانز فيرنر بينيغر الذي أصبح مهتما بظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة منذ أن كان في عامه الخامس عشر وعلى مدار 50 عاما يجرى أبحاثا على هذه الظاهرة.
وفي مقابلة مع DW، قال بينيغر الذي يرأس رئيس جمعية "البحث في ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة" في ألمانيا "إنه منذ 1972، قمنا بالتدقيق والبحث في قرابة 4500 مشاهدة لظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة تم إبلاغ الجمعية بوقوعها". وأضاف "ومن بين هذه الحوادث، فإننا توصلنا إلى أن فقط 5 بالمائة منها لم نتمكن من العثور إلى تفسير يمكن فهمه".
أما باقي الحوادث، وفقا للعالم الألماني، غالبا ما كانت بالونات هيليوم كالتي نراها في المعارض أو حشرات تظهر وهي طائرة كأنها صحن طائر حين يتم التقاطها في الصور أو حتى ظواهر جوية أو ربما كانت أقمارا صناعية.
ويؤكد بينيغر على أنه بعد إجرائه أبحاثا في العديد من الحالات، فإنه يساوره الكثير من الشكوك حيال أن تكون أي حادثة رُصدت فيها أجسام طائرة مجهولة تنطوي عن "سفن فضاء".
وأضاف "إذا كان هناك حالات لكائنات ذكية من خارج الأرض جاءت لزيارتنا، فكان لابد من وجود شيء مشترك في الاجسام الطائرة المجهولة التي كانوا على متنها فعلى سبيل المثال شكل المركبات الفضائية أو نمط وأسلوب الرحلة".
وقال "لكننا لم نعثر على أي شيء من هذا القبيل في كافة الحالات التي قمنا ببحثها". وأشار إلى انه لا يستعبد هذا الأمر تماما، لكنه استدرك قائلا: "أفترض أنه لم يحدث أي زيارات (لكائنات) من خارج الأرض لكوكبنا".
كارلا بلايكر/ م.ع
كويكبات ونيازك متربّصة بكوكب الأرض
من المؤكد مرور كويكب في جوار الأرض خلال أعياد الميلاد، لكنه لا يمتلك ذيلا وهّاجا كنجوم الزينة الصناعية في مدينة مهد المسيح بيت لحم في فترة الأعياد. ومن الصعب على الناس وهواة علم الفلك رصده، نظرا لعدم قربه كثيرا من الأرض.
صورة من: AP
نظام إنذار مبكر أوروبي: ثمة حوالي 10 آلاف كويكب صغير تحوم قريباً من الأرض وقد تكون خطيرة على البشر وكل ما هو على سطح الأرض. ولذلك تقوم وكالة الفضاء الأوروبية ببناء نظام إنذار مبكر في منطقة فراسكاتي الإيطالية. وسيتم تجميع البيانات والمعلومات من تلسكوبات مثل الذي في الصورة والموجود في جزيرة تينيريفي الإسبانية الموجودة في المحيط الأطلسي.
صورة من: IQOQI Vienna
أهمية نظام الإنذار المبكر الراصد للكويكبات: لمعرفة أهمية نظام الإنذار المبكر الذي يرصد الكويكبات المقتربة من الأرض فلا بد من معرفة القوة التدميرية للنيزك الذي ضرب الأرض في القرب من منطقة تشيليابنسك الروسية بتاريخ 15 / 02 / 2013، والتي تكافئ القوة التدميرية لـ 100 إلى 1000 كيلو طن من مادة تي إن تي المتفجرة وقد أصيب نحو 1500 شخص في هذا الانفجار.
صورة من: picture-alliance/dpah
قبل احتراقه في الغلاف الجوي للأرض قُدِّرَ قُطر نيزك تشيليابنسك بـ 20 متراً، وكل ما تبقى منه هو صخرة واحدة فقط تزن كيلوغراماً واحداً سقطت على الأرض ونَجَمَتْ عنها فجوة واسعة عمقها 6 أمتار في الجليد الأرضي.
صورة من: Reuters
كان هناك كويكب اسمه "2012 دي أيه 14" كان أكثر خطورة بكثير. فقد كان وزنه 130 ألف طن وقد مر هذا الكويكب طائراً على بُعد 27 ألف كيلومتر فقط من الأرض في اليوم نفسه الذي ضرب فيه نيزك تشيليابنسك الأرض. وهذه المسافة جعلته أقرب إلى الأرض من بعض الأقمار الصناعية الدائرة حولها.
صورة من: NASA/Science dpa
من المتوقع أن تقترب من الأرض كويكبات ومذنبات عديدة أخرى خلال عام. والعلماء يرصدونها ويراقبونها عن كثب، وذلك لأن أصغر الصخور القادمة من هذه المذنبات والكويكبات يمكن أن تكون خطيرة على البشر.
صورة من: picture-alliance/dpa
المذنبات والشُّهب.. رصاصات نجمية نارية فهي تتكون من سحابة غازية ومن ذيل غازي ضخم ومن الحجارة وجزيئات غبارية. وحين تدخل الحبيبات التابعة للمذنبات إلى مجال الأرض الجوي فإنها تصبح ساخنة إلى درجة حرارة كبيرة تصل إلى 3000 درجة مئوية، وتبدأ بالتوهج وتصبح مثل رصاصات نجمية نارية.
صورة من: picture alliance / dpa
شُهب البرشاويات وهي عبارة عن زخّات كثيفة من الشهب تبلغ ذروتها في فصل الصيف، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة وهي تخترق بشكل كبير ووافر مجال الأرض ومصدَرها هو المذنب "سويفت تاتِل" الذي اكتُشِف في القرن التاسع عشر. وكل صيف تعبر هذه الشُّهب مجال الأرض الجوي واسمها "شُهب البرشاويات" هو نسبة إلى كويكبة "برساوس" أو "برشاوس" أي "حامل رأس الغول" في الأساطير اليونانية القديمة.
صورة من: AP
غبار النيازك يحترق في غلاف الأرض الجوي، ومعظم النيازك المخترقة له هي غير خطيرة وغالباً ما تصل إلى الأرض وحجمها أقل بقليل من حَجَر صغير، لكن النيازك الكبيرة يمكن أن تسبب الكثير من الضرر. وإحدى أكبر الفوهات، الناجمة عن سقوط نيزك على سطح الأرض، موجودة في ولاية آريزونا الأمريكية، وقطرها يبلغ ألف متر وعمرها 50 ألف سنة.
صورة من: cc-by/LarryBloom
قبل نحو 65 مليون عام سقط نيزك عملاق في أمريكا الوسطى في شبه جزيرة يوكاتان (انظر محاكاة سقوط النيزك على يمين الصورة)، وأدى ذلك إلى إنشاء فوهة قطرها أكثر من 180 كيلومتراً على الأرض. ويعتقد الخبراء أن ذلك أدى إلى انقراض الديناصورات. وثمة مؤشرات نُشِرَت مؤخراً، تقول إن انقراض الديناصورات يعود إلى تصادم اثنين من الكويكبات قبل 160 مليون سنة.
صورة من: picture alliance/dpa
النيازك تبدو وكأنها صخور محترقة وتتشكل القشرة المحروقة للنيزك عند دخوله عبر الغلاف الجوي للأرض حيث ينشأ الاحتراق بسبب الاحتكاك والسرعة. النيازك تضرب أيضاً كواكب أخرى غير الأرض، وقد اكتشف مسبارُ " أبورتيونيتي روفَر" التابع لوكالة ناسا الفضائية أولَ النيازك التي ضربت كوكباً خارج كوكب الأرض وذلك على سطح المريخ عام 2015.
صورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb
ليس فقط غبار المذنبات هو الذي يصل إلى الأرض ولكن المذنبات نفسها تصل إلى هذا الكوكب. ويعتقد الخبراء أن المذنبات هي عبارة عن بقايا تكُّون الكواكب وقد نشأت عند تشكل هذه الأخيرة، وقد تختفي في طياتها أسرار حول بدايات تكون النظام الشمسي.
صورة من: AP
معظم النيازك (99.8% من 30 ألف نيزك) التي عُثِرَ عليها على الأرض وُجِدَ أن مصدرها هي الكويكبات. وتنشأ الكويكبات أثناء تشكُّل الكواكب، لكن ليس للكواكب غلاف جوي محيط بها، وتكاد جاذبيتها تكون معدومة.
صورة من: picture-alliance/ dpa
وبعد ذلك كله يُقال إن احتمال أن يضرب كويكبٌ كوكبَ الأرض في السنوات الـ 100 المقبلة هو احتمال صغير للغاية.