بدأت كُبرى الأحزاب السّياسية الألمانية تدخل رسميا في حمّى الحملات الانتخابية قبيل انطلاق الانتخابات البرلمانية المقرّرة في السابع والعشرين من أيلول/سبتمبر المقبل والتي ستحدّد من سيشكّل الحكومة ومن سيترأسها. في هذا الإطار أقرّ التحالف المسيحي، المؤلّف من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي، بزعامة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في برلين برنامجه الانتخابي لتشتدّ بذلك حدّة التنافس مع أشدّ المنافسين الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بزعامة وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير، الذي يسعى بدوره إلى الفوز بالانتخابات البرلمانية القادمة.

التحالف المسيحي الحاكم يروّج لتخفيض الضرائب

وهو ما يسعى إليه أيضا حزبا التحالف المسيحي، فبعد خلافات بينهما فيما يتعلّق بأهمّ نقاط البرنامج الانتخابي استمرّت لأشهر، اتفق كلّ من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي بالإجماع أمس الأحد (28 يونيو/حزيران) على برنامج انتخابي مشترك يتضمّن إجراءات متعدّدة يهدف من خلالها إلى استقطاب عدد كبير من الناخبين، خاصّة منهم من الطّبقة العُليا والوسطى وذلك من خلال تخفيف الأعباء الضريبية. كما يعتزم التحالف المسيحي زيادة المبلغ المُعفى من الضرائب على كل طفل في الأسرة وخفض جزء من الضرائب المفروضة على دخل العمّال والموظفّين.

بيد أن بعض الخبراء الاقتصاديين كانوا حذّروا في الأيام الأخيرة الماضية من أنّه من المستبعد التخفيض في الضرائب في الوقت الرّاهن، مشيرين إلى تداعيات الأزمة المالية العالمية على أكبر اقتصاد في أوروبا. كما توقّعوا رفع الضرائب بدل تخفيضها خاصّة في ظل تزايد مديونية خزينة الدّولة عقب ضخّ الحكومة الألمانية مبالغ كبيرة لإنعاش الاقتصاد وإنقاذ عدد من البنوك والشركات الألمانية المتعثّرة من الإفلاس. وما يزيد من واقعية هذه التوقعات أن التحالف لم يتطرّق في برنامجه لسبل تمويل هذه الوعود الانتخابية عقب نجاحه في الانتخابات البرلمانية المقبلة. من جهته، وصف أمين عام الحزب الاشتراكي الديمقراطي هوبرتوس هايل أن تعهدات التحالف المسيحي لا تمت إلى الواقع بصلة خاصّة في هذه الفترة الاقتصادية الصعبة.

الحزب الاشتراكي يسعى إلى ضمان أصوات الناخبات

على صعيد آخر، أعرب التحالف المسيحي عن رغبته في الائتلاف مع الحزب الديمقراطي الحرّ لتشكيل الحكومة الألمانية المقبلة في حال فوزه بالانتخابات البرلمانية في خريف هذا العام. وعليه فقد أبدى التحالف المسيحي تحفظّه من مواصلة الائتلاف الحالي مع منافسه الأوّل الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وعلى الرّغم من أن هذا الأخير لم يعلن بعد عن برنامجه الانتخابي، إلاّ أن مرشّحه لمنصب المستشار في الانتخابات البرلمانية المقبلة ووزير الخارجية الحالي فرانك فالتر شتاينماير قد بدأ الترويج لحملته الانتخابية، مركّزا على الصوت النساني، بحيث أعلن عزمه تحسين أوضاع ورواتب المرأة العاملة في ألمانيا في حال فوزه بتشكيل الحكومة المقبلة.

وقال شتاينماير في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس الأحد (28 يونيو/حزيران) إن تحسين وضع المرأة ومساواتها مع الرجل في الأجر وفرص العمل سيكون في مقدّمة اهتمامات الحكومة المقبلة التي يأمل في تشكيلها. وأشار الوزير إلى أن الوظائف المعتادة للمرأة تعاني من تدنّي الأجور وغالبا ما تضطر المرأة للعمل لنصف الوقت أو تشغل الوظائف ذات الحد الأدنى من الأجور مع افتقادها القدرة على التوفيق بين دورها في الأسرة والعمل. كما طالب شتاينماير بضرورة وضع لوائح ملزمة تضمن توفير فرص صعود المرأة إلى السلّم الوظيفي الأعلى وتولّي مسؤوليات أكبر في الشركات والمؤسسات، حيث مايزال الرجل يفرض سيطرته فيها. وعلى الرّغم من تراجع شعبية حزبه بشدّة وفقا عدد من استطلاعات الرّأي، أعرب شتاينماير عن ثقته في الفوز بالانتخابات المقبلة، مؤكّدا في الوقت نفسه على أنّ المعركة الانتخابية لن تكون بالأمر الهيّن.

(ش.ع / د.ب.أ)

تحرير: هيثم عبد العظيم