لازالت العلاقة بين النوم والأحلام لغزا يحير العلماء، بيد أن باحثين يابانيين تمكنوا من الوصول إلى نتائج حديثة، ربما تفسر العلاقة التي تربط الأحلام بشدة النوم العميق، فضلا عن اكتشاف خلايا عصبية تؤثر على جميع مراحل النوم.
إعلان
تختلف الأحلام التي نراها ونحن نائمون، فأحيانا تكون رومانسية وأحيانا أخرى كوابيسا. ووفقا لكثير من الدراسات المتعلقة بالنوم ومراحله، فإن الأحلام تحدث في واحدة من مراحل النوم والمعروفة بمرحلة "حركة العين السريعة"، في هذه المرحلة يكون الجسم ساكنا باستثناء العينين، إذ تتحركان بشكل سريع جدا بمعدل حركة واحدة كل 30 ثانية.
رغم جميع الدراسات التي أجريت لمعرفة العلاقة بين النوم والأحلام، لا يزال هناك كثير من الألغاز التي تشغل بال العلماء، إذ لازالت الأبحاث جارية لمعرفة سبب حدوث الأحلام في مرحلة "حركة العين السريعة" ومتى تبدأ هذه المرحلة تحديدا؟
ووفقا لموقع "فوكوس" الألماني، فإن علماء يابانيين اكتشفوا مؤخرا وجود خلايا معينة في الدماغ تتحكم بمراحل النوم المختلفة. وأظهرت الدراسة وجود ارتباط وثيق بين مرحلة النوم المعروفة بـ"حركة العين السريعة" المرتبطة بالأحلام ومراحل النوم الأخرى المعروفة بمرحلة "حركة العين غير سريعة" والتي يكون فيها النوم عميقا. ونشرت دورية "العلوم" ما توصل إليه الباحثان يوهاياشي من جامعتي "تسوكوبا" و "شيغي يوشي إيتوهارا" من معهد "ريكن" في سايتاما.
الدماغ يتحكم بمراحل النوم
للنوم مراحل مختلفة، ولكل مرحلة نوع مختلف من نشاط الدماغ، وتبدأ هذه المراحل من النعاس إلى النوم العميق. وفي هذه المرحلة يمكن للجسم أن يتحرك لدى حدوث الكوابيس. بعد ذلك يدخل الدماغ في حالة نوم "حركة العين السريعة".
.
عشرة أسباب للإصابة بالأرق وطرق الوقاية منها
عند المعاناة من اضطرابات النوم، غالبا ما يتم ربط ذلك بالإرهاق والضغط العصبي. ولكن في الحقيقة هناك أسباب أخرى كثيرة. نتعرف على أبرز عشرة أسباب للإصابة بالأرق وكيفية الوقاية منها في صور.
صورة من: Gina Sanders - Fotolia.com
هناك بعض الأدوية التي تسبب الأرق. مثلا تحتوي بعض العقاقير على الكافايين أو تسبب خللا في إفراز بعض الهرمونات. الأسبرين قد يسبب أيضا صعوبات النوم. فما العمل؟ أولا قراءة التعليمات المرفقة بالعقار الطبي جيدا. ثانيا إذا كان تناول الدواء مساء فيفضل البحث عن بديل لا يؤثر على النوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. May
بالنسبة للأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه الكافيين والشايين فعليهم تجنب تناول الشوكولا قبل النوم ببضعة ساعات، وخاصة الشوكولا الداكنة، وفقا لما نقل موقع فوكوس الإلكتروني عن خبير مشاكل النوم، ميشائيل فيلد.
صورة من: Fotolia/Unbreakable
الحساسية: ما أن تدخل في الفراش وتسعد بدفء الغطاء، حتى يبدأ أنفك بالسيلان قليلا مع حرقة في العيون وسعال. حالة يواجهها بعض الناس. وهنا، من لا يعاني من مرض أو حساسية مزمنة، فمشكلته بسيطة. يجب الحفاظ على نسبة رطوبة منخفضة (أقل من 50 %) في غرفة النوم، وتهويتها باستمرار والحفاظ عليها باردة. ولا ننسى تغيير أغطية الفراش والوسادة.
صورة من: Fotolia/Brenda Carson
النوم الزائد: تختلف حاجة الجسم للنوم باختلاف العمر والنشاط الجسدي للإنسان. فالمراهقون والرياضيون والنساء الحوامل بحاجة لمزيد من ساعات النوم (8 ساعات على الأقل). أما كبار السن، فلا يحتاج جسمهم لأكثر من 6 ساعات. ولكن هناك بعض كبار السن ممن ينامون في النهار، فيضطرون للبقاء لساعات طويلة ليلا دون نوم. الحل يكمن في تنظيم أوقات النوم.
صورة من: Gilles Paire/Fotolia
مشاهدة التلفاز واستخدام الحاسوب والهاتف الذكي لساعات طويلة قبل الخلود للنوم، أمر يسبب اضطرابات، بحسب ميشائيل فيلد. ومن لا يستطيع البقاء بدون هاتفه أو حاسوبه، فعليه أن يخفض درجة إضاءة الشاشة على الأقل. أو أن يرتدي نظارة تمنع مرور الضوء الأزرق إلى العينين. لأن هذا الضوء يمنع إفراز هرمون الميلاتونين، المسؤول عن تنظيم الإيقاع الحيوي للجسم.
صورة من: Fotolia/olly
الأسنان ومشاكلها: صرير الأسنان والتقلصات في الفك، هي مشاكل حركية ناجمة عن الإجهاد والضغط غالبا. هذه المشاكل في الأسنان تؤدي لتقلصات في الوجه والرقبة والأكتاف، فينام الشخص بشكل مضطرب. والحل بزيارة الطبيب المختص.
صورة من: Fotolia/djma
ممارسة الرياضة تساعد على نوم هانئ. لا شك في ذلك، ولكن التوقيت مهم. يجب عدم ممارسة الرياضة المجهدة قبل موعد الذهاب إلى النوم مباشرة، وإنما أن يتم ذلك قبل عدة ساعات. لأن الدورة الدموية وعملية الاستقلاب وكذلك العضلات تبقى نشطة لفترة من الوقت قبل أن تعود لحالة الهدوء.
صورة من: Fotolia/Focus Pocus LTD
إشعاع الهاتف المحمول: بحسب الخبير فيلد، "يتأثر حوالي 10% من الناس بالموجات الإلكترونية، فينامون بشكل غير مريح". من الأفضل أن تكون غرفة النوم خالية من الأجهزة الكهربائية والإلكترونية قدر الإمكان.
صورة من: picture-alliance/ dpa
الظروف الأمثل في غرفة النوم: لابد من تهوية الغرفة جيدا. ويجب الحذر من أي مواد أو أقمشة ذات رائحة. وأيضا يجب اختيار الغطاء المناسب والملائم لظروف الطقس.
صورة من: Fotolia/Mihalis A.
التدخين: الاضطرابات في النوم تحدث بشكل أكبر لدى المدخنين. دراسات علمية شارك بها مدخنون وغير مدخنين في نفس الظروف، أثبتت أن المدخنين ينامون بشكل مضطرب ويكون نومهم غير عميق. كما أن المدخنين يبدؤون نشاطهم وهم غير مرتاحين في اليوم التالي.
صورة من: Fotolia/nikkytok
10 صورة1 | 10
توصل الباحثون سابقا، إلى أن الخلايا العصبية في جذع الدماغ تنتقل أثناء تطور الجنين من مؤخرة الدماغ وتستقر في منطقة السقفية الجسرية. وهي منطقة تقع بين منتصف الدماغ ومؤخرته، ويرجح العلماء أن تكون هي المسؤولة عن ما يعرف بنوم "حركة العين السريعة".
وفي الدراسة الحديثة قام الباحثان بإجراء تعديل على بعض الخلايا العصبية الدماغية الجذعية لدى بعض الفئران المعدلة وراثيا للتحكم في إفراز الناقل العصبي " Atoh1" وتنظيم مرحلة نوم "حركة العين السريعة" لدى الفئران. ولدى تنشيط الخلايا العصبية تمكن العلماء من تقصير مرحلة نوم حركة العين السريعة، فضلا عن التحكم بمراحل النوم الآخرى.
ووفقا للعلماء فإن جهاز التخطيط الكهربائي للدماغ أظهر أن زيادة طول مرحلة نوم حركة العين السريعة يحول دون النوم العميق، فضلا عن اكتشاف خلايا عصبية تعيق الوصول إلى مرحلة نوم "حركة العين السريعة"، ما يعزز شدة النوم.
مرحلة النوم المرتبطة بالأحلام تؤثر على عمق نومنا
وفقا لبيان صادر عن جامعة تسوكوبا فإن نتائج هذه الدراسة أظهرت ولأول مرة أن مراحل النوم تتفاعل بتسلسل هرمي تتحكم به مرحلة نوم "حركة العين السريعة". كما وجد الباحثون أن الخلايا العصبية التي تعيق الوصول إلى مرحلة نوم "حركة العين السريعة" تتشكل ذاتيا وتشبه الخلايا العصبية التي تقوم بتنظيم الانتقال بين اليقظة والنوم.
ويعتقد العلماء أنه وأثناء الانتقال بين مراحل النوم المختلفة، من الممكن أن تتشكل مجموعات فرعية من هذه الخلايا العصبية وتؤثر على جميع مراحل النوم. ويرجح العلماء الظهور الواضح لمرحلة النوم "حركة العين السريعة" لدى حديثي الولادة، لوصولهم إلى هذه المرحلة بشكل مبكر مقارنة بالأطفال والبالغين.