من هن النساء المعنّفات في صور المتظاهرين في كيمنيتس؟
٢٩ أغسطس ٢٠١٨
رفع متظاهرون من اليمين المتطرف في كيمنيتس صورا لنساء معنفات، توحي أنهن ضحايا لعنف تعرضن له من مهاجرين أو أجانب، ما يساهم في تأجيج مشاعر الكراهية والتحريض ضد الأجانب. فما حقيقة تلك الصور؟
إعلان
منذ مساء الاثنين تجددت الاحتجاجات في قلب مدينة كيمنيتس الواقعة في ولاية ساكسونيا لمتظاهرين يمينيين متطرفين ونازيين جدد، هؤلاء كانوا يحملون لافتات تحريضية وتدعو للكراهية، فيما ألقى أحد المتظاهرين التحية النازية لهتلر.
إحدى تلك اللافتات كانت تحمل صورة مركبة، وهي عبارة عن 12 صورة لنساء معنفات وآثار الضرب والجروح بادية على وجوههن. تلك اللافتة يريد حاملوها من خلالها الإيحاء بأن تلك النساء تعرضن للعنف من طرف مهاجرين.
غير أنه تبين أن تلك الصور تم اختيارها عشوائيا من وسائل إعلام أجنبية أساسا ومن الإنترنت. فقد كشف موقع "ميميكاما" النمساوي أن تلك الصور تعود لنساء أمريكيات وبريطانيات وأستراليات ودانمركيات. بل إن الموقع نشر كل صورة على حدة، موضحا اسم الضحية والبلد الذي تنحدر منه، بالإضافة إلى ملابسات تعرضها للعنف. إذ كشف الموقع النمساوي أنهن تعرضن للعنف المنزلي والسطو وعنف من قبل قوات الأمن.
ويواجه الصحفيون تحديات كبيرة فيما يتعلق بالأخبار والصور الزائفة القادمة من مدينة كيمنيتس في ظل حالة التوتر التي تسيطر على المدينة منذ انتشار خبر وفاة رجل إثر تعرضه للطعن بالسكين، وإعلان النيابة العامة إلقاء القبض على اثنين مشتبه بهما من أصول عربية.
وفي الوقت الذي تحقق فيه شرطة المدينة حول ملابسات الجريمة وما إذا كان الأمر يتعلق بالقتل العمد أو بعملية الدفاع عن النفس، انطلقت مظاهرات دعا لها اليمين المتطرف، وشاركت فيها مجموعات متطرفة عدة، من بينها النازيون الجدد، رفعت فيها شعارات معادية للأجانب.
ر.ن/ف.ي
كيمنتس ..كل هذا يحدث في مدينة ألمانية وأمام أعين الشرطة!
بلغ الوضع في كيمنتس الواقعة في ولاية ساكسونيا بشرق ألمانيا، والتي يبدو أن النازيين الجدد واليمين المتطرف يتمتعون بحضور قوي فيها، درجات غير مسبوقة من التوتر بعد مظاهرات نظمت على خلفية وفاة رجل ألماني متأثرا بجراحه.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
بالآلاف خرج مؤيدو اليمين المتطرف والشعبوي ليلة الاثنين/ الثلاثاء (28/27 أغسطس/آب 2018) إلى شوارع كيمنتس (شرق)، للمشاركة في التظاهرة التي دعت إليها مجموعة "من أجل كيمنتس" اليمينية الشعبوية عقب وفاة رجل ألماني متأثرا بجراحه.
صورة من: Reuters/M. Rietschel
كما نظم اليسار مظاهرة مضادة دعت إليها مجموعة "كيمنتس خالية من النازيين" اليسارية المتطرفة. الشرطة تدخلت لعزل المجموعتين عبر استخدام خراطيم المياه وذلك لمنع مؤيدي الطرفين من الاشتباك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
ومع ذلك ذكرت تقارير إعلامية متطابقة أن ستة أشخاص على الأقل أصيبوا في الاشتباكات بين المجموعتين، كما سجلت إصابات أخرى بعبوات حارقة ومقذوفات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
وامتنعت الشرطة عن الكشف عن عدد الإصابات أو تأكيد الأرقام المعلنة. وعلى ما يبدو فقد فاجأ الحضور المكثف لمؤيدي اليمين المتطرف الجميع، بمن فيهم المسؤولين عن جهاز الأمن الذين أقروا بأن عناصرهم كانت أقل مما يستلزمه الوضع.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
ووفق وسائل إعلامية محلية فإن جماعات من اليمين المتطرف والنازيين الجدد شاركوا في التظاهرات إظافة من ألتراس كيمنيتس، بينما قال منظموا المظاهرة إن المشاركين هم من المواطنيين "القليقين" على مصير البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
وصباح اليوم الثلاثاء (28 آب/ أغسطس)، وجه اتحاد المدينة انتقادا لاذعا للشرطة واصفا إدارتها للأزمة بـ "رسالة سيئة من دولة القانون القوية".
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
وتظاهرة أمس الاثنين هي الثانية بعد خروج 800 متظاهر إلى الشوارع قبل يومين، وذلك بعد انتشار خبر وفاة رجل قالت عنه الشرطة "إنه ألماني في 35 من العمر" إثر تلقيه عدة طعنات، إضافة إلى إصابة اثنين آخرين. وأصدرت محكمة ابتدائية بالمدينة بعد ذلك مذكرتي اعتقال بحق شابين مشتبه بهما أحدهما سوري والآخر عراقي.
صورة من: Imago/epd/W. Schmidt
ورفع المتظاهرون من اليمين المتطرف شعارات عنصرية تدعو إلى "حماية" ألمانيا وأوروبا من المهاجرين. بينما تحدثت قوات الأمن عن "أكثر من مائة شخص أخفوا وجوههم" وبعضهم أدوا تحية هتلر. في المقابل وصفت مراسلة المحطة الإذاعية "WDR" الشعارات المرفوعة بأنها كانت "تنم عن مستويات غير مسبوقة من العنف".
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Meyer
ومجددا وكما بات الأمر معروفا في مظاهرات اليمين المتطرف، رفعت شعارات تطالب برحيل المستشارة "المسؤولة" حسب المتظاهرين عن "تدفق اللاجئين". ورسميا، كان المتحدث الرسمي باسم المستشارة قد شدد على أن ألمانيا "لن تتسامح مع أي أفعال انتقامية في الشوارع". وذلك عقب انتشار صور تظهر نازيين جدد يلاحقون أشخاصا من أصول أجنبية في شوارع كيمنتس.