"الأخضر" هل يجعل "الروسي" أضعف مستضيف للمونديال في التاريخ؟
٢٠ مايو ٢٠١٨
يلتقي الفريق الروسي لكرة القدم مع نظيره السعودي في المباراة الافتتاحية لكأس العالم بعد حوالي الشهر. توقعات الجماهير ورئيس الدولة فلاديمير بوتين عالية، إلا أن واقع المنتخب والتاريخ ينذران بخيبة أمل.
إعلان
الهدف واضح. "يجب علينا أن نكون مضيفاً قوياً"، كما أعلن ستانيسلاف تشيرتشيسوف، المدرب الوطني الروسي قبل مدة وجيزة. "يمكن لنا مقابلة ألمانيا في النصف النهائي أو في المقابلة النهائية. وإذا وصلنا إلى هذا الحد، فإنني سأكون أسعد رجل في العالم". ويمكن تفهم ذلك، لكن ذلك يحتاج إلى خيال كبير لتصور وصول منتخب روسيا إلى المرحلة النهائية للبطولة. بل قد تكون الجولة الأولى مع العربية السعودية ومصر وأوروغواي مرحلة اختبار حقيقية. ونظراً لأداء الفريق مؤخراً ارتفعت أصوات تصف الفريق بأنه أضعف مضيف لبطولة العالم لكرة القدم منذ انطلاقتها.
والفارق مع أقوى فرق العالم خبره الفريق في المقابلات التجريبية الأخيرة؛ ففي الخريف الماضي خسر الفريق الروسي أمام التشكيلة الأرجنتينية البديلة، وواصل مشوار الهزيمة في آذار/مارس أمام البرازيل وكذلك أمام فرنسا. وبالمحصلة ومن أصل خمس مباريات لم يحظَ المدرب تشيرتشيسوف، البالغ من العمر 54 عاماً، وفريقه بأي فوز.
صعوبات على عدة جبهات
إذا أخذنا المشاكل العويصة بعين الاعتبار فإن المدرب في وضع لا يُحسد عليه. فثلاثة من بين لاعبيه المميزين لن يكونوا ضمن التشكيلة بسبب تمزق الرباط الصليبي. وخط الدفاع سيعاني من غياب غيورغي دشيكييا وفيكتور فاسين. وفي آذار/مارس أصيب المهاجم ألكسندر كوكورين خلال المقابلة التي جمعت بين سانت بيترسبورغ ولايبزيغ الألماني.
كما تصدرت عناوين سلبية عن لاعبين سابقين في الدوري الألماني الصحف: فعوض تقديم الدعم للفريق الروسي تم القبض على رومان نويشتيتر وكونستانتين راوش أثناء زيارة مرقص ليلي وتمت معاقبتهما. ولد المحترفان، المنحدران من أصول ألمانية، في الاتحاد السوفياتي السابق ومن ثم هاجرا إلى ألمانيا. وبعد ذلك اكتسبا الجنسية الروسية، مما مكنهما بالتالي من اللعب في صفوف المنتخب الروسي.
وبالمجمل فريق المدرب تشيرتشيسوف تنقصه المواهب. ولا يلعب أي من اللاعبين الروس في ناد أوروبي مرموق. واللاعبون متقدمون في السن، ويفتقد الفريق للأقدام الشابة. وماتزال جهود التقاط المواهب ودعمها في طورها الأول.
وحتى النظرة إلى التاريخ تبقى مخيبة للآمال
تشيرتشيسوف، حارس مرمى سابق لفريق دينامو دريسدن الألماني، تولى منصب التدريب بعد النتيجة السيئة في البطولة الأوروبية عام 2016 في فرنسا، فقد تعين على الفريق الروسي حزم أمتعته وتوديع البطولة من الجولة الأولى. وواجه الفريق الروسي نفس المصير في دورات كأس العالم في الأعوام 1994، و2002، و2014. والمفاجئة الإيجابية الوحيدة كانت بلوغ المرتبة الرابعة في البطولة الأوروبية لعام 2008.
أما منتخب الاتحاد السوفياتي السابق فقد أحرز في المقابل نجاحات أكبر؛ ففي 1960 فاز المنتخب بلقب البطولة الأوروبية وبعدها بست سنوات وصل إلى المرتبة الرابعة في البطولة العالمية في 1966 بإنجلترا. وفي 1988 خسر المنتخب المقابلة النهائية في البطولة الأوروبية ضد هولندا.
التكتيك الأنجع: الهجوم أم الدفاع؟
ونظراً للوضع الصعب الحالي يتطلع تشيرتشيسوف إلى تنفيذ تكتيك يبدو أنه غير مسرور به. فهو في الحقيقة من أنصار اللعب الهجومي، وسبق أن ترك فريقه يلعب بثلاثة مهاجمين في آن واحد. لكن بعد الهزيمة الأخيرة أمام فرنسا قال: "ضد البرازيل لعبنا في النصف الثاني بخطة هجومية ـ وتلقينا ثلاثة أهداف. وهذه المرة لعبنا منذ البداية بخطة هجومية ـ وتلقينا أيضاً ثلاثة أهداف. وهذا يبين أن لدينا مشاكل عندما نلعب بخطة هجومية ضد هؤلاء الخصوم". فهو يريد إذن تقوية الدفاع خلال البطولة العالمية.
وهل سينقذ ذلك منصبه؟ منذ 1992 تعاقب ما مجموعه تسعة مدربين وطنيين لم يبقَ منهم سوى أوليغ رومانتسيف أكثر من سنتين في هذا المنصب. وإذا أُقصي الفريق الروسي في الجولة الأولى كمضيف، فإن ذلك لن يكون مفاجئاً. ولكن ذلك لن يكون سابقة؛ ففي 2010 خرجت جنوب إفريقيا كمضيف للبطولة العالمية فقط بعد ثلاث مقابلات من البطولة.
يينس كريبيلا/ م.أ.م
نجوم صاعدة تنتظر ساعة مجدها في مونديال روسيا 2018!
بالنسبة لكبار نجوم كرة القدم، فإن نهائيات كأس العالم أفضل مناسبة لتحقيق مزيد من التألق والشهرة. أما بالنسبة للشباب فهي أكثر من ذلك بكثير. فالمونديال هو المفتاح نحو النجومية والشهرة...أبرز نجوم مونديال روسيا من الشباب!
صورة من: AFP/Getty Images/P. Stollarz
سردار آزمون
اللاعب الإيراني (23 عاما) أحرز 20 هدفا من 30 مباراة دولية. ينظر إليه على أنه من كبار المواهب في عالم الساحرة المستديرة، لكن، ولسوء حظه لم تتح له الفرصة للكشف عن امكانياته على المستوى الدولي، ولعل مونديال روسيا فرصته الذهبية.
صورة من: AFP/Getty Images/J. Klamar
غابرييل جيسوس
النجم البرازيلي يلعب منذ يناير/ كانون الثاني 2017 في صفوف مانشستر سيتي قادما من ساو باولي مقابل 70 مليون يورو. فاز المهاجم مع فريق السامبا بذهبية الأولمبياد، وفي حال غاب نيمار عن روسيا بسبب الإصابة ستتاح لجيسوس فرصة سانحة لإظهار قدراته.
صورة من: Reuters/L. Foeger
رودريغو بينتانكور
يعلق الشارع الأوروغواني آمالا كبيرة على هذا اللاعب العشريني. لا يزال أمامه الكثير ليصل إلى مستوى دييغو فورلان بكل تأكيد، لكن إمكاناته هائلة كلاعب خط وسط. وهو يلعب ضمن صفوف يوفينتوس الإيطالي، لكن ضمن دكة البدلاء.
صورة من: imago/Imaginechina
جيفوناي لو سيلسو
لا يلعب أساسيا في صفوف المنتخب الأرجنتيني، لكن ما قدمه إلى جانب نيمار ضمن باريس سان جيرمان الفرنسي يؤكد أنه أخطبوط متعطش للتوهج. في مونديال روسيا سيسعى إلى إسكات منتقديه ممن يقولون إن مستواه متذبذب، وهو كغيره يحلم خلال نهائيات روسيا بدخول مصاف النجوم العالميين.
صورة من: Getty Images/L. Griffiths
أندريا زيفكوفيتش
إمكانياته الفنية عالية، ولأن طوله لا يتعدى 1,69 سنتمترا، فهو يلعب في المراكز التي لا تتطلب القوة البدنية كوسط الميدان الهجومي وعلى الأجنحة. وحصل اللاعب الصربي على خبرة دولية لا بأس بها مع لشبونة البرتغالي.
صورة من: imago/A. Djorovic
بيوتو زيلينسكي
الدولي البولندي يبلغ من العمر 24 عاما، ويعد من الركائز الأساسية لفريق نابولي الإيطالي. كما أن منتخب بلاده يعتمد عليه كثيرا خاصة وأنه يتقن اللعب بالرجلين اليمنى واليسرى. بيد أن منافسة روبارت ليفاندوفسكي سيكون أمرا صعبا عليه.
صورة من: imago/East News
ألكسندر غولوفين
لاعب المنتخب وفريق سيسكا الروسيين. من الوجوه التي يعول عليها أصحاب الأرض للمضي إلى مراتب متقدمة في نهائيات كأس العالم. شارك في 20 مباراة دولية.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Kodobnov
ماتيو كوفاتشيتش
من غير الواضح ما إذا كان كوفاتشيتش "محظوظا" أم "سيء الطالع" باللعب سواء بقميص منتخب كرواتيا أو بقميص ريال مدريد إلى جانب الأسطورة لوكا مودريتش. فليس بديهيا اللعب إلى جانب مدفع بقوة مودريتش ورغم ذلك بلغ رصيد كوفاتشيتش 100 مباراة كاملة بقميص "الملكي"، ومنذ مدة ينظر إليه في كرواتيا كأحد الدعائم الأساسية للمنتخب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Seco
هيرفينغ لوزانو
هذا اللاعب المكسيكي من بين أبرز المواهب التي تتعطش لشد الانتباه إليها في مونديال روسيا. برز نجمه مع أيندهوفن وسرعان ما تسلق إلى أعلى قائمة هدافي الدوري الهولندي. يتميز بمهارته على طرفي الملعب وسرعته، ومن المنتظر أن يسطع نجمه في ميركاتو الانتقالات بعد المونديال، فحسب تقارير إعلامية انجليزية، أبدى مان سيتي رغبة في ضمه مقابل 70 مليون يورو.
صورة من: AFP/Getty Images/F. J. Brown
عثمان ديمبلي
دفع برشلونة 115 مليون يورو مقابل الحصول على خدمات النجم الفرنسي الذي كان يلعب في صفوف دورتموند الألماني. وذلك في صفقة لم تكن إطلاقا مربحة بالنسبة للكاتالوني، فديمبلي الذي غاب عن الملاعب بسبب الإصابة يرى في روسيا فرصته الذهبية للعودة للتألق.
صورة من: Getty Images/A. Alcalde
ماركو آسينسيو
في النادي الملكي لا يلعب الدولي الإسباني آسيينسو إلا حين يغيب الكبار. ورغم أن قيمته في ميركاتو اللاعبين تقدر بنحو 75 مليون يورو، إلا أنه لم يخترق بعد الصفوف الأولى لكبار نجوم "الميرنغي". هذه الصعوبة يواجهها آسينسيو أيضا مع منتخب بلاده، والدليل رصيده الخالي من الأهداف في عشرة مبارايات دولية.
صورة من: imago/Alterphotos
تيمو فيرنر
قبل أشهر قليلة كان الدولي الألماني تيمو فيرنر في صلب اهتمام الصحافة الألمانية المختصة. الجميع يتنبأ له بالكثير. لكنه قبل أسابيع من انطلاق المونديال يعاني الدولي الألماني لاعب لايبزيغ تراجعا في مستواه. رغم ذلك لوف استدعاه ضمن التشكيلة الأولية لنهائيات روسيا 2018. الكاتب: توبياس أولماير