الأدوية الجنيسة في تونس.. خيار فعّال أم بديل مشكوك فيه؟
إيمان ملوك رويترز
٢٢ مايو ٢٠٢٥
يحتل ملف الدواء أولوية متقدمة عند الحكومات والشعوب على حد سواء لكن في ظل ارتفاع تكلفة الاستيراد ومشاكل التصنيع المحلي وصراعات حقوق الملكية، لجأ عدد من الدول من بينها تونس إلى الأدوية الجنيسة.
عاشت تونس على وقع أزمة نقص دواء خلال السنوات القليلة الماضيةصورة من: Gaetan Bally/Keystone/picture alliance
إعلان
الدواء الجنيس هو نسخة مكافئة لدواء يحمل علامة تجارية مسجلة لكن تصنعه شركات الأدوية بعد انتهاء مدة براءة اختراع الدواء الأصلي. ويماثل الدواء الجنيس الدواء الأصلي في التركيبة والفاعلية والجرعة والشكل الصيدلاني، لكنه يُطرح باسم تجاري مختلف وبسعر أقل.
وقال المدير العام للوكالة التونسية للدواء ومواد الصحة، عبد الرزاق الهذيلي، إن تونس تصنع 3168 دواء جنيساً و46 دواء من البدائل الحيوية، مشيراً إلى أن الصناعة الدوائية في تونس موجودة منذ 40 عاماً بما يجعل تونس رائدة في المجال على النطاق العربي والأفريقي. وحث الهذيلي على تشجيع الصناعة الدوائية الوطنية مع مراجعة القوانين المنظمة للقطاع بهدف تيسير مهام المصنعين التونسيين.
صناعة الأدوية في تونس
ويؤيده في هذا الرأي شكري حمودة، المدير العام للصيدلية المركزية في تونس، وهي مؤسسة حكومية معنية باستيراد وتوزيع الأدوية، إذ قال إن تونس قادرة على أن تصبح "قطباً صيدلانياً أفريقياً"، خاصة مع توفر البنية التحتية من مصانع أدوية وكليات صيدلة وطب ومعاهد عليا للتكنولوجيا الحيوية إضافة للموارد البشرية المتاحة. وأضاف لـ "رويترز": "تونس حاليا تصنع 80 بالمئة من حاجياتها من الأدوية أما العشرين بالمئة الباقية يتم استيرادها، لكن لا تمثل الأدوية المصنعة محليا سوى 58 بالمئة من التكلفة بسبب ارتفاع ثمن الأدوية المستوردة".
الصين تهيمن على أسواق الأدوية
04:54
This browser does not support the video element.
ويرى مراقبون أن تونس تقدمت كثيراً في مجال صنع الأدوية الجنيسة رغم أن الدولة لم تدرجها بعد في سلم اهتماماتها كقطاع حيوي يمكن المراهنة عليه لخلق بدائل حقيقية للأدوية التي تستنزف مليارات من العملة الصعبة. وقالت ملكة المدير نائبة رئيس نقابة أصحاب الصيدليات الخاصة لـ "رويترز" إنه تم استهلاك حوالي 80 بالمئة من الأدوية الجنيسة المحلية خلال سنة 2024، مؤكدة أن هذه الأدوية "تتمتع بنفس الفاعلية والجودة التي تميز الأدوية الأجنبية، على الرغم من تعود التونسيين والأطباء على استخدام المنتجات المستوردة". لكنها ترى أنه رغم تحسن قطاع الدواء في تونس مؤخرا مقارنة بالأعوام السابقة، فإنه لا يزال يواجه بعض الإشكاليات من أبرزها زيادة الطلب على الأدوية مقارنة بالمعروض، فضلا عن إشكال في الثقة يخص الأدوية الجنيسة المصنوعة محليا للمواطن التونسي الذي يصر غالبا على الحصول على الدواء المستورد الذي يواجه صعوبة في توفيره.
إعلان
هل المواطن مقتنع بهذا البديل؟
تقول ربح الحامدي (64 عاما) وتعمل في الخدمات المنزلية إنها لا تملك تغطية تأمينية صحية وبالتالي تلجأ إلى الأدوية الجنيسة لأنها أقل سعراً. وأضافت لـ "رويترز": "وصفها لي الطبيب، ووجدتها جيدة، والأهم أنها تتماشى ومقدرتي الشرائية". لكن في المقابل يبدي الموظف المتقاعد منير البنا، الذي يعاني أمراضاً مزمنة، اقتناعاً أقل بالأدوية الجنيسة التي يقول إنه يستخدمها مضطراً في حال عدم توفر الدواء الأصلي.
وعاشت تونس على وقع أزمة نقص دواء خلال السنوات القليلة الماضية بسبب مشاكل المالية العامة، واختفت مئات الأدوية من رفوف الصيدليات في كل محافظات البلاد، بما في ذلك الأدوية الضرورية لأمراض مزمنة مثل القلب والسكري والسرطان. لكن المدير العام للصيدلية المركزية يرى أن الأزمة ليست بسبب نقص في الأدوية على مستوى الكم وإنما هناك "بعض النقص على مستوى النوع بسبب إجراءات إدارية بطيئة تخلق فراغاً في السوق".
وقال إن النقص في نوع أو اثنين يمكن تعويضه بالأدوية الجنيسة، مؤكداً أن هذه الأدوية "لها الفاعلية ذاتها للدواء الأصيل وثمنها أقل من سعر الدواء الأصلي بأكثر من 30 بالمئة". ويرى متخصصون أن قطاع الأدوية الجنيسة قد يكون ضمانة للأمن الصحي ويسد فجوة حقيقية في نقص الدواء وغلاء أسعاره، ويصبح مساهماَ رئيسياً في توفير العملة الصعبة للبلاد والحد من الاستيراد.
وقال رئيس مجلس هيئة الصيادلة مصطفى العروسي لـ "رويترز" إن الأدوية الجنيسة في تونس يمكنها تعويض النقص في الأدوية لأنها تستخدم "نفس براءة الأدوية الأصلية التي أكدت كل الدراسات العلمية نجاعتها وفاعليتها دون أي مخاطر".
تحرير: عادل الشروعات
بالصور.. زيوت طبيعية تغنيك عن المواد التجميلية والأدوية!
هناك الكثير من الزيوت الطبيعية التي تنعكس منافعها على صحتنا الجسمانية، كما تتمتع بالكثير من المزايا الجمالية للبشرة والشعر في حياتنا اليومية. فما هي أهم هذه الزيوت؟
صورة من: picture-alliance/Bsip/May
زيت الأركان.. الذهب السائل
وصفة الجمال الطبيعي في المغرب، ويُستخرج من لوز شجرة الأركان. يحتوي على نسبة كبيرة من "مضادات الأكسدة وفيتامينات كثيرة أهمها فيتامين E وأوميغا 6، المغذيان للشعر والبشرة. ويستعمل منذ القديم لعلاج مشاكل البشرة كحب الشباب والتجاعيد، ومشاكل فروة الرأس والشعر، بالإضافة إلى مشكلة تشقق الأظافر. والزيت المخصص لأغراض التجميل يُعد بطريقة مختلفة عن ذلك المعد للاستهلاك الغذائي.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/J. Pfeiffer
زيت شجرة الشاي.. المطهر الطبيعي
استخدمه الجنود الأستراليون في الحرب العالمية الأولى كمطهر، ويعد زيت شجرة الشاي آمناً عند استخدامه موضعياً وغير مكلف. وأثبتت الدراسات فعالية زيت الشاي في علاج العديد من المشكلات كحب الشباب والتخلص من قشرة الرأس ثم علاج سعفة القدم. كما أثبث فعاليته في طرد الحشرات، ومقاومة نمو العفن على الخضراوات والفاكهة. لا يمكن تناول زيت شجرة الشاي عن طريق الفم، فعند ابتلاعه يكون له آثار خطيرة على الصحة.
صورة من: Imago/Niehoff
زيت الأفوكادو.. علاج البشرة القوي
له عدة فوائد فيما يخص العناية بالجلد والبشرة، إذ يحتوي زيت الأفوكادو على أحماض "أوميغا 3" الدهنية وفيتامينات A وD وE. ولهذا السبب يعتبر مكوناً رئيسياً في منتجات كثيرة من الكريمات والمرطبات وكريمات الوقاية من الشمس. ومن ميزاته أنه مضاد للأكسدة، ويخفف التهابات الصدفية والإكزيما، ويسرّع التئام الجروح، كما يعالج الجلد المتضرر من حروق الشمس.
صورة من: Colourbox
زيت الورد.. المفضل لدى النساء
فعال في ترطيب بشرة الوجه وإعادة التوازن لمستويات الرطوبة المختلة في البشرة. ويساعد على حماية البشرة من أشعة الشمس، كما يساعد على علاج حروق الشمس، كما أنه يحارب التجاعيد. يعد من الزيوت المعروفة بقدرتها على تعديل أي خلل هرموني في جسم المرأة مثل متلازمة تكيس المبايض. كما أنه فعال كذلك في مكافحة الالتهابات المختلفة بفضل خصائصه المهدئة والمضادة للميكروبات.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Warnecke
زيت التين الشوكي.. أغلى من الذهب
زيت نادر وثمين، يتم الحصول عليه من بذور نوع من الصبار، التين الشوكي، الذي ينمو في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. ويعتبر هذا الزيت حسب المجلة الصحية الفرنسية "دوكتيسيمو" غنيا جدا بالستيرولات و"أوميغا 6" وفيتامين "هـ "، وهو مثالي لمحاربة التجاعيد والعناية بالشعر والبشرة. ويناسب كل أنواع البشرة وبشكل خاص للبشرة الجافة. كما أنه يغذي ويعالج بشكل ملفت الشعر ويعالج تلفه، ويقوي الأظافر ويمنحها لمعاناً.
صورة من: picture-alliance/dpa/ A. Warnecke
زيت الزيتون.. رفيقنا اليومي
يعمل زيت الزيتون على ترطيب الشعر والبشرة، ويغذي كل من الأظافر والعظام. وهناك العديد من الوصفات التي يتم استخدام زيت الزيتون فيها من أجل ترطيب الشعر وتقويته وزيادة سماكته، ووصفات أخرى لكل من البشرة والأظافر أيضاً. وبينت دراسات أن زيت الزيتون يحتوي على العديد من الدهون غير المشبعة المفيدة لصحة القلب، ومضادات الأكسدة التي تساعد على حماية خلايا الدم من التلف.
صورة من: Colourbox/expressiovisual
زيت جوز الهند.. فعال للصحة والجمال
يستخلص من ثمار جوز الهند الغنية بالزيت، وتُستخدم أجزاؤه في خبز المعجنات وصنع الأطعمة. له انعكاسات جد إيجابية على صحة البشرة وترطيبها، وتقوية الشعر ولمعانه، فضلاً عن فعاليته في تهدئة بعض العوارض الهضمية مثل مرض القولون العصبي، ومشاكل عسر الهضم. إضافة إلى فوائده على الأسنان واللثة.
صورة من: Imago/AFLO
زيت البابونج.. لصحة نفسية وجسدية
يستخلص من زهرة البابونج عن طريق التقطير ويستخدم منذ آلاف السنين في أغراض عديدة للصحة والشعر والبشرة. ويعتبر من الأعشاب المهمة التي لها الكثير من الاستخدامات المختلفة، ويحتوي زيته على الكثير من الخصائص المفيدة للصحة. إذ ثبت علمياً أنه يقي من السرطان ويساهم في تسكين الآلام ويحسن وظائف الجهاز الهضمي كما أن استنشاقه فقطي ساهم في التخلص من الاكتئاب. كما يغذي الشعر والبشرة بشكل ملفت وكبير.
صورة من: picture-alliance/dpa/imageBROKER
زيت إكليل الجبل.. علاج لأمراض كثيرة
له فوائد عديدة، منها تنظيف الجسم من السموم وذلك لقدرته على التأثير على الكبد والعصارة الصفراوية. كما أثبتت فائدته في علاج الصلع والثعلبة وإعادة إنبات الشعر. وقد وجدت تجربة أجريت على مجموعة من الرجال المصابين بالصلع الوراثي، أن قيامهم بتدليك رؤوسهم بمزيج مخفف من زيت إكليل الجبل لمرتين يومياً ولعدة أشهر متواصلة، كان له تأثير مشابه لتأثير دواء المنوكسيديل (Minoxidil) الذي يستخدم عادة لعلاج الصلع.