الأديان من أجل السلام ـ دور المرأة في الدين والدبلوماسية
١٠ نوفمبر ٢٠٢٠
ما علاقة الدبلوماسية والإيمان والنوع الاجتماعي (الجندر) ببعضها البعض؟ هذا هو موضوع مؤتمر تعقده أكبر منظمة غير حكومية بين الأديان في العالم، الأديان من أجل السلام، في لينداو على بحيرة كونستانس بجنوب ألمانيا.
تسعى منظمة أديان من أجل السلام (Religions for Peace)، التي وفقاً لبياناتها تعتبر أكبر منظمة غير حكومية بين الأديان في العالم، إلى مواجهة التحديات الحالية المتمثلة في الابتعاد عن الدبلوماسية التقليدية ذات الالتزامات المتعددة الأطراف والحكومية الدولية، والتحول نحو القومية والشعبوية، والتحول نحو العنف.
للمرة الثانية بعد عام 2019، سيقام حدث كبير لمدة أربعة أيام من قبل منظمة الأديان من أجل السلام (RfP) في لينداو على بحيرة كونستانس والذي يمطلق اليوم الثلاثاء (10 تشرين الثاني / نوفمبر). ففي آب/ أغسطس من العام الماضي، حضر أكثر من 900 ممثل من جميع الأديان الرئيسية في العالم إلى لينداو، حيث رحب الرئيس فرانك ـ فالتر شتاينماير بالمشاركين.
وستقام الفعالية هذا العام بشكل كبير عبر الإنترنت، إذ كأي حدث آخر في عام 2020، فقد طغت جائحة كورونا على الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة أديان من أجل السلام : وينطبق ذلك أيضاً على مؤتمر "المرأة والإيمان والدبلوماسية". وتقام المحاضرات والمناقشات كلها عبر الإنترنت.
عزة كرم، الأمين العام لـ (RfP)، أول امرأة في هذا المنصب، هي واحدة من القلائل الذين قدموا من الخارج.
نقطة حاسمة في التاريخ
ووفقاً لكرم فإن المؤتمر سينظر إليه على أنه منتدى للتبادل والدعم المعنوي للمجتمع العالمي في وقت الأزمات، وقالت "يتيح لنا التبادل هنا الفرصة لفهم أننا جميعاً في منعطف حرج في تاريخ العالم. ليس فقط بسبب الوباء، بل أيضاً بسبب البيئة المتدهورة التي تؤثر على مئات الملايين من الأرواح وتتحدى الخدمات الصحية الوطنية". ويذكر أن كرم مواطنة هولندية ولدت في مصر وعملت كمستشارة للأمم المتحدة حول الثقافة والدين، وتقيم في الولايات المتحدة منذ عشرين عاماً. وكانت قد كرست حياتها المهنية لقضايا الدين والديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان والنوع الاجتماعي.
بالنسبة لكرم، يدور مؤتمر "المرأة والإيمان والدبلوماسية" حول إيجاد صلة ذات أهمية عالمية. وترى أنه يمكن لأتباع الأديان إحداث "نوع جديد من القيادة والدبلوماسية" على المستويين الجزئي والكلي.
سيطرة الرجال على الدين
تجمع عزة كرم بين أجندتها ونظرة نقدية إلى الدين. وتقول: "اليوم يهيمن الرجال على الدين"، مضيفة أن المؤسسات الدينية "تعطي الأولوية للرجل" في بحثها عن الحلول والخبرة. وفي نفس الوقت بحسب قولها، إن 90 في المائة من الأعمال الدينية تقوم بها النساء. وقالت كرم: "إنهم من يضمن بقاء الأديان على قيد الحياة"، فإن النساء لديهن أسلوب مختلف في القيادة ويرون دائماً مسؤولياتهن كجزء من الخدمة.
خلال الأيام القادمة، يجب على المحاورين من مناطق عديدة أن يوضحوا كيف تبدو هذه المساهمات اليوم ومناقشتها. وهناك ممثلات من الدول العربية، وراهبة كاثوليكية من نيجيريا، وناشطات في مجال حقوق الإنسان وخبراء بيئة من الكاميرون وزامبيا ودول أفريقية أخرى وأيضاً من آسيا أو أمريكا اللاتينية ومنطقة البلقان والشرق الأوسط، وأسقف من السويد، إلى جانب مجموعة من المشاركين الذين لعبوا دوراً رائداً في الحوار بين الأديان أو العلوم. وسيفتتح المؤتمر برسائل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والحكومة الألمانية.
السلام والنور
وسيحتل نُصب خشبي كبير يحمل اسم "خاتم السلام" مركز الاهتمام في احتفال صغير يدعى "السلام والنور" سيتم بثه مباشرة. وقد تم كشف النقاب عن هذا العمل الفني العام الماضي من قبل (RFP) في حديقة لينداو الرئيسية.
وقد أثر الوباء على كل من المنظمة وموضوع الحدث. وتوضح عزة كرم: "نحن في لحظة يجب أن نقف فيها معاً كأفراد وأسرة كبيرة ونعترف بأن أي تهديد على الفرد هو تهديد للجميع. وفي نفس الوقت، إنها لحظة خاصة للدبلوماسية".
كريستوف شتراك/ ريم ضوا.
ملف صور: المسلمون في أوروبا.. الانتشار والأعداد
ينتشر المسلمون في القارة الأوروبية دون استثناء أي بلد منها. غير أن بعض تجمعاتهم تستقر في دول بعينها نتيجة أسباب سياسية أو تاريخية أو بحثاً عن سبل العيش. المزيد في ملف الصور التالي:
صورة من: Getty Images/S. Gallup
فرنسا
تعد فرنسا البلد الذي يوجد فيه أكبر عدد من المسلمين في أوروبا، إذ يقدر عددهم بحوالي 5 مليون مسلم. أغلب هؤلاء المسلمين ينتمون إلى دول المغرب العربي وشمال أفريقيا. عرفت أعداد المسلمين في فرنسا تزايداً ملحوظاً بعد الحرب العالمية الأولى، إذ كان البلد في حاجة إلى الأيدي العاملة.
صورة من: AP
ألمانيا
تعتبر ألمانيا من بين أهم الدول التي قصدها مسلمون منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويقدر عدد المسلمين في ألمانيا بحوالي 5 مليون شخص. وتتجاوز نسبة الأتراك الثلثين. كما أن عدد المسلمين بهذا البلد عرف تزايداً، خصوصاً ما بين عامي 2010 و2016، حيث قصدها حوالي مليون لاجئ. وحسب الدراسات فإن 86 بالمائة من اللاجئين الذين قصدوا ألمانيا مسلمون. ويضم البلد مئات المساجد وعشرات المراكز الدينية.
صورة من: Getty Images/M. Hitij
بريطانيا
يتمركز أغلب المسلمين في بريطانيا في العاصمة لندن. وتنقسم أصولهم بين قادمين من الهند، الشرق الأوسط وأفريقيا. أحدث دراسة في الموضوع أشارت إلى أن المملكة المتحدة لم يدخلها لاجئون مسلمون كثر بين 2010 و2016، إذ قدر عددهم بـ 60 ألف. وبشكل عام، فعدد المسلمين الذين وصلوا إلى المملكة منذ 2010 يناهز 43 بالمائة من المهاجرين لبريطانيا.
صورة من: Getty Images/D. Kitwood
إسبانيا
عاش جزء من إسبانيا تحت الحكم الإسلامي لفترة طويلة، وما تزال تحتفظ في بعض مدنها بآثار ذلك. حسب إحصاءات 2012، فإن أكثر من مليون و900 ألف شخص يعتنقون الدين الإسلامي في البلد. ينحدر أكثرية المسلمين هناك من الأصول الأمازيغية، خاصة من شمال المغرب وبعض البلدان الإفريقية. ويتوزع المسلمين على مدن عديدة أهمها: مدريد وكتالونيا والأندلس وفالنسيا ومورثيا وكانارياس..
صورة من: Fotolia/Mariusz Prusaczyk
إيطاليا
حسب إحصائية تعود لـ2016، فإن المغاربة المسلمين يقدرون بحوالي نصف مليون مسلم، ضمن أكثر من مليون و700 ألف شخص يعتنق الإسلام. المسلمون في إيطاليا يتركزون في الجهات الصناعية في شمال البلد، كما تضم العاصمة لوحدها أزيد من 100 ألف مسلم. وبالنسبة لدور العبادة، فتضم روما واحداً من أكبر المساجد في أوروبا فضلاً عن مساجد أخرى تنتشر في المدن والحواضر.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Lo Scalzo
هولندا
في العقود الأخيرة من القرن الماضي، استقطبت هولندا اليد العاملة من "بلدان مسلمة" كتركيا والمغرب. وتشير بيانات إلى أن عدد المسلمين في هولندا تجاوز 850 ألف مسلم في 2006. كما أشارت صحيفة AD الهولندية مؤخراً إلى أن الإسلام يعرف انتشاراً واسعاً داخل البلد، وعززت ذلك بأرقام تفيد تنامي الإسلام بامستردام على غرار الديانات الأخرى.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Johnson
بلجيكا
يقصد الكثير من المسلمين بلجيكا، ويتجاوز عددهم هنالك 700 ألف مسلم من أصول مغربية بالدرجة الأولى. يحتل الإسلام الرتبة الثانية ضمن الديانات المعتنقة في البلد. وحسب تقرير لجريدة الإيكومنست البلجيكية، في وقت سابق، فإن نصف أطفال المدارس الحكومية في بروكسيل من عائلات مسلمة. كما يوجد في العاصمة أكثر من 300 مسجد. تعترف بلجيكا بالدين الإسلامي وتخصص ميزانية لتدريس التربية الإسلامية، ودفع رواتب بعض الأئمة.
صورة من: DW/K. Hameed
الدانمارك
وصل الإسلام حديثاً إلى الدنمارك وذلك مع هجرة العمال المسلمين بدءاً من منتصف القرن العشرين. ويقدر عدد المسلمين حوالي 300 ألف مسلم، أي 5 بالمائة تقريباً من سكان الدنمارك. وينحدر أغلبهم من تركيا ودول عربية. كما يوجد من بين المسلمين ألبان وباكستانيون ودنماركيون
صورة من: picture-alliance/Scanpix Denmark/S. Bidstrup
اليونان
تقدر نسبة المسلمين في اليونان بحوالي 3 بالمائة من إجمالي السكان. وتعتبر اليونان من بين الدول الأولى التي عرفت الإسلام، إذ قدمت جيوش المسلمين إلى جزيرة "رودوس" أول مرة عام 654 ميلادي. يوجد خمس مجموعات سكانية مسلمة في البلد، تنقسم إلى: أتراك وبوماك وألبان وغيرهم إضافة إلى المهاجرين. يوجود الكثير من المساجد في البلد، ويرجع الكثير منها للعهد العثماني.
صورة من: Getty Images/M. Bicanski
بولندا
تعود بدايات المسلمين في بولندا إلى القرن الرابع عشر ميلادي. ويعتبر حالياً عدد المسلمين هناك قليلاً مقارنة بالبلدان الأوروبية الأخرى. توجد بعض الإشارات التي تقول أن عدد هؤلاء يصل إلى 31 ألف مسلم فقط، أي ما يقارب 1 بالمائة من مجموع عدد السكان. ويوجد أكبر تجمع إسلامي في مدينة بياوتسنوك. تشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد المسلمين، عام 2050، سيصير ضعف العدد الذي يوجد عليه الآن. إعداد: مريم مرغيش