1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الأراضي الفلسطينية .. شروط قيام الدول؟

ماثيو وارد أغيوس
٤ أغسطس ٢٠٢٥

تتزايد الدول الراغبة في الاعتراف بدولة فلسطينية، لكن الطريق مازال محفوفا بالتعقيدات السياسية والدولية والإرتكان على أعراف دولية في عملية تتسم بالصعوبة، فكيف ذلك؟

اعلام فلسطينية
تعترف حوالي 150 بدولة فلسطين، لكنها تحظى بوضع "دولة مراقبة غير عضو" في الأمم المتحدةصورة من: Yara Nardi/REUTERS

يشهد الوقت الراهن تزايدا في إقدام حلفاء إسرائيلالتقليديين على اتخاذ خطوات بشأن الاعتزام الاعتراف بدولة فلسطينية.

وفي هذا السياق، أعلنت فرنسا وكندا والمملكة المتحدة عن خطط للاعتراف بدولة فلسطينية، للانضمام إلى حوالي 150 دولة أخرى قد اعترفت بدولة فلسطين، لكن تلك الخطوة لن تنهي بالضرورة الحرب أو تؤمن حدودا إقليمية لهذه الدولة. وعلى غرار النزاعات السابقة بشأن الاعتراف بالدول، فإن خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية ليست إجراء بسيطا.

خطوات إعلان دولة

يبلغ عدد الدول كاملة العضوية في الأمم المتحدة حاليا 193 دولة، بأشكال وأحجام وبنى مختلفة. بيد أن عدم الحصول على العضوية الكاملة لا يحول دون انخراط الدول في هيئات دولية أخرى أو حتى امتلاك بعثات دبلوماسية. ولا تعد عضوية الأمم المتحدة شرطا أساسيا ليصبح أي بلد دولة معترفا بها.

وفي هذا الصدد، فإن "اتفاقية مونتيفيديو" لعام 1933 تحدد أبسط المبادئ التوجيهية لقيام الدولة؛ إذ تنص على أربعة معايير وهي حدود إقليمية محددة، وسكان دائمون، وحكومة تمثل هؤلاء السكان، والقدرة على إبرام اتفاقيات دولية. ويُقال في بعض الأحيان إن الدولة تعتبر قائمة فعليا عندما تحظى باعتراف عدد كاف من الدول خارج أراضيها. 

ورغم أن الاعتراف ليس جزءا أساسيا من الاتفاقيات الدولية، إلا أن جيزيم فيسوكا، الباحث المتخصص في مجال السلام والنزاعات في جامعة مدينة دبلن في أيرلندا، يشير إلى أن هناك طرقا أخرى قد تؤدي إلى نيل الاعتراف.

وأضاف أن "الاعتراف يعد أمرا بالغ الأهمية لقيام الدولة بوظائفها ووجودها على الصعيد الدولي، ودخولها في اتفاقيات دولية، والاستفادة من المعاهدات الدولية، وحمايتها ضد أي اعتداء أو احتلال، وغيرها من أشكال التدخل التعسفي الخارجي. باختصار، ستكون الدولة في مكانة أفضل إذا جرى الاعتراف بها".

المملكة المتحدة قد تعترف بدولة فلسطينية في أيلول/سبتمبر

03:07

This browser does not support the video element.

كيف تصبح دولة عضوا في الأمم المتحدة؟

لا يؤدي الاعتراف بالدولة أو استيفاء معايير اتفاقية مونتيفيديو إلى خطوة تلقائية تمهد الطريق في نهاية المطاف إلى الانضمام إلى الأمم المتحدة.

تتطلب عملية نيل عضوية الأمم المتحدة من الدولة المرشحة اتباع عدة خطوات، بداية من إرسال رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وإعلان رسمي بقبول التزامات العضوية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وحتى دعم الأمين العام. ويأتي عقب ذلك ضرورة حصول الدولة المرشحة على دعم أعضاء مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك تصويت تسعة من أصل خمسة عشر عضوا في المجلس والدول الخمس دائمة العضوية لصالح نيل هذه الدولة عضوية الأمم المتحدة.

وتشير وقائع التاريخ إلى أن مثل هذا الأمر يمثل عقبة صعبة أمام الدول، حتى تلك التي تتمتع بمستوى عال من الاعتراف. وتعد فلسطين وكوسوفو و الصحراء الغربية من بين (الدول) التي تحظى باعتراف واسع النطاق، لكنها ليست أعضاء كاملين العضوية في الأمم المتحدة.

وفي ذلك، قال فيسوكا: "عندما انضمت الجبل الأسود إلى الأمم المتحدة أو كرواتيا، كان لديهما اعترافات دولية بلغت أقل من 70. بينما حصلت فلسطين على ما يقرب من 150 اعترافا، وحصلت كوسوفو على ما بين 118 و119 اعترافا، وحصلت الصحراء الغربية على أكثر من 50 اعترافا". ومع ذلك، إذا تم تجاوز هذا الحاجز، فلن يحتاج المرشح إلا إلى الحصول على أغلبية ثلثي أصوات جميع أعضاء الأمم المتحدة الآخرين في الجمعية العامة.

الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين، هل يأتي في الوقت الضائع؟

33:49

This browser does not support the video element.

ماذا بعد العضوية الكاملة في الأمم المتحدة؟

الدول غير الأعضاء في الأمم المتحدة، لكنها تحظى بصفة مراقب دائم في المنظمة الأممية، هي فلسطين والكرسي الرسولي، حيث إنهما قادران على حضور غالبية اجتماعات الأمم المتحدة والاطلاع على وثائقها، كما يحتفظان ببعثات دبلوماسية في مقر المنظمة الرئيسي.

ولا يمثل عدم الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة عائقا أمام الدول في المشاركة في هيئات أخرى. فعلى سبيل المثال، تُدرج فلسطين كدولة يحق لها المثول أمام محكمة العدل الدولية.

امتنعت بعض الدول المعترف بها منذ زمن طويل عن الانضمام إلى الأمم المتحدة، إذ فضلت عدم الحصول على عضوية كاملة. فعلى سبيل المثال، بقيت سويسرا لمدة 56 عاما مكتفية بوضع المراقب الدائم قبل أن تنال رسميا العضوية الكاملة في عام 2002.

ويشير خبراء إلى أن مزايا نيل عضوية الأمم المتحدة الكاملة جلية، حيث إنه يعد اعترافا فعليا يوفر سلامة سيادة هذه الدول في حالة إلغاء اعترافها من قبل دولة أو أكثر، فضلا عن أنه يمثل أساسا للمساواة بغض النظر عن حجمها أو قوتها.

وفي هذا الصدد، قال فيسوكا إن "عدم الحصول على عضوية كاملة مسألة شائكة، حيث إن هذه الدول قد لا تستطيع الانضمام إلى الوكالات والبرامج، وقد تتعرض لسوء المعاملة أو العزلة أو الانخراط في علاقات تجارية واقتصادية غير متكافئة أو حتى التعرض لخطر فقدان سيادتها على بعض المناطق". واستشهد فيسوكا في هذا الأمر بالصحراء الغربية و ناغورني كاراباخ.

ويمكن للدول أن تحظى بالاعتراف من قبل دول أخرى، لكنها لا تزال تواجه تحديات، مثل الأراضي الفلسطينية و كوسوفو، فهما تحظيان باعتراف واسع النطاق، لكنهما لا تزالان تواجهان تحديات.

وقال فيسوكا إن عدم الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة "لا يجعلهما أقل شأنا من الدول الأخرى". لكن خبراء يقولون إن عملية الاعتراف بالدول تتسم بالسلاسة والمرونة.

وقال فيسوكا: "رغم ذلك، لا يزال الاعتراف الدولي أضعف جوانب القانون الدولي، حيث لا توجد معاهدة أو لائحة تحدد ما هي الدولة، ومن البلدان التي يحق لها الاعتراف بدول أخرى، أو قواعد تحدد الكيانات المرشحة للاعتراف بها، وكيفية نيل صفة الدولة".

وأضاف أنه "يُجرى تحديد الأمر بشكل كبير على أساس كل حالة على حدة. فجميع الدول لا تملك سياسة موحدة بشأن الاعتراف بالدول الأخرى، لذا فهذه المعايير قد تكون عرضة للتغير والتعديل".

وقد يؤدي هذا إلى اندلاع أعمال عنف أو نزاعات، حيث تتنافس الدول للحصول على الاعتراف والشرعية من الدول الأخرى. ويستشهد خبراء في هذا الصدد بكوسوفو و جنوب السودان، وهما اللذان خرجا مؤخرا من أتون الصراعات.

أعده للعربية: محمد فرحان

ماثيو وارد أغيوس يكتب ماثيو مختلف التقارير عن التاريخ والعلوم والصحة والمناخ والبيئة.
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW