الأردني فارس الصايغ يفوز بجائزة دويتشه فيله للصحافة
٤ مايو ٢٠٢٠
في إطار جائزتها السنوية المخصصة للاحتفاء بحرية الصحافة، كرمت مؤسسة دويتشه فيله 17 شخصية صحفية هذا العام من مختلف أنحاء العالم بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة. المهندس الأردني فارس الصايغ أحدها، فمن يكون؟
إعلان
تمنح دويشته فيله (DW) منذعام 2015 جائزة لشخصيات أو هيئات أو مبادرات كرست جهودها بشكل مميز لحماية حقوق الإنسان وحرية التعبير. هذا العام وبسبب ما يعيشه العالم من ظروف استثنائية، خصصت هذه الجائزة لمكافأة جهود الشخصيات والمبادرات الإعلامية خلال أزمة كورونا. ومن هؤلاء المهندس الأردني فارس الصايغ ابن الثامنة والثلاثين. فمن يكون؟
لم تكن توحي نشأة فارس الصايغ بأنه سيصبح مدير قناة تلفزيونية، فمساره التعليمي انصب في اتجاه تطوير حرفة العائلة. وهكذا بدأ الصايغ العمل مع والده في مصنع الدهانات الخاص به وهو في السابعة رغم الوضع المعيشي الميسور للعائلة. بعد حصوله على شهادة الثانوية انتقل الصايغ إلى الولايات المتحدة لدراسة الهندسة الصناعية وبعدها إلى رومانيا التي عمل فيها لسنوات قبل عودته إلى بلده.
هنا كان يفترض أن ينقل الصايغ الخبرة الأكاديمية والعملية التي اكتسبها خلال سنوات الجامعة وبعدها سنوات العمل في رومانيا لتطوير مصنع العائلة، إلا أن هذه العودة ستشكل منعطفا بارزا في حياة المهندس الشاب وستجعله يدخل مجالا جديدا عليه من أوسع أبوابه، فقد اشترى قناة وطنwtv التي كانت ترزح آنذاك تحت وطأة الديون المتراكمة ولكونه يفتقر لأدنى خبرة في مجال الإعلام، لجأ إلى متخصصين في المجال لتسيير القناة. في العام 2011 وتحديدا في كانون الأول / يناير أسس مشروعه الجديد قناة رؤيا ويشغل أيضا منصب الإدارة فيها. وتبث القناة مجموعة من البرامج الإخبارية والثقافية والترفيهية وهي حاضرة في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
تحديات من نوع خاص خلال أزمة كورونا
وحسب تعريف "رؤيا" على موقعها الإلكتروني، تهدف القناة إلى إحداث تغيير جذري في نظرة المشاهد الأردني والعربي للإمكانات المحلية، والمساهمة في تكوين فكرة إيجابية لتغطية إعلامية عربية تمتاز بالدقة وتقدم أحدث ما توصل إليه القطاع السمعي البصري من تكنولوجيا. وتعمل القناة على نهج يوازن بين الانفتاح العالمي والالتزام بالهوية العربية وما يرافقها من مبادئ وقيم، فتتيح منبرا للتواصل والتفاعل مع المشاهد لطرح أهم المواضيع الحياتية ولتخاطب جمهورا عربيا من شتى أنحاء العالم ومن ومختلف الأعمار والاهتمامات.
وخلال أزمة كورونا شكلت قناة "رؤيا" إحدى المنابر الأردنية التي ساهمت في تزويد المشاهد بالمعلومات اللازمة حول الوباء وكشف مكامن القصور في التدابير الاحترازية التي اتخذت في بدايات تفشي المرض في الأردن. وفي التاسع من أبريل / نيسان الماضي اعتقلت السلطات الصايغ ومعه مدير الأخبار ومقدم برنامج نبض البلد في قناة رؤيا محمد الخالدي. والسبب حسبما نلقته وسائل إعلامية عن مقربين من الصايغ هو مقابلات تلفزيونية أظهرت مواطنين يتذمرون من الأوضاع الاقتصادية جراء قرار حظر التجول الذي فرضته السلطات لمكافحة تفشي فيروس كورونا، وهو ما اعتُبر إساءة لمجهودات الدولة في سبيل السيطرة على تفشي المرض. قرار الاعتقال أثار استياء هيئات تعنى بحرية الصحافة. وقد تم إخلاء سبيل الصايغ والخالدي بكفالة بعد ثلاثة أيام من الاعتقال.
يشار إلى أن دويتشه فيله وقعت في فبراير/ شباط الماضي اتفاقية شراكة مع قناة "رؤيا" بهدف توسيع التبادل الإعلامي بين الطرفين بما يطور التغطية الإخبارية لكليهما.
س.أ
ما هو حال الدول العربية في سجلات حرية الصحافة؟
يحتفل العالم منذ عام 1993 باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من أيار/مايو. فما هي حال حرية الصحافة في الدول العربية؟ في صور، ترتيب بعض الدول العربية في مؤشر حرية الصحافة لعام 2019.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com/A. Sayed
تونس: الأولى عربياً
وفقاً لمؤشر حرية الصحافة لعالم 2019 القائم على التصنيف السنوي لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، تتصدر تونس قائمة الدول العربية في التصنيف العالمي لحرية الصحافة. وحققت تونس هذا العام قفزة ملحوظة إذ تقدمت بخمسة وعشرين مركزاً لتحتل المركز الـ 72.
صورة من: picture-alliance/dpa
لبنان: تسييس واستقطاب
رغم أن وسائل الإعلام اللبنانية تعمل في جو من الحرية، كما تقول مراسلون بلا حدود، إلا أنها "تتميز بالتسييس وبحدة الاستقطاب". وقد تراجعت لبنان مرتبة واحدة في التقرير السنوي لحرية الصحافة لتصبح في المرتبة 101. وبحسب التقرير فإنه "غالباً ما يحكم على الصحفيين بدفع غرامات أو بالسجن الغيابي".
صورة من: DW/A.Vohra
قطر: ترسانة قانونية قمعية
تراجعت قطر في مؤشر حرية الصحافة في عام 2019 ثلاث مراتب لتصبح في المركز 128. وتقول مراسلون بلا حدود إن الصحفيين المحليين يواجهون "ترسانة قانونية قمعية إضافة إلى نظام رقابة صارم". وتضيف بأن الصحفيين الذين يقتربون من "الخطوط الحمراء لدول الخليج (الحكومة والعائلة الحاكمة والدين) يكون مصيرهم السجن".
صورة من: picture-alliance/dpa
المغرب: عرقلة عمل الإعلام
بقيت المغرب في المرتبة 135 في نسخة 2019 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة، كما كانت في عام 2018. وتقول مراسون بلا حدود إن "السلطات المغربية تتعمد عرقلة عمل وسائل الإعلام الوطنيّة والأجنبية التي عملت على ملف حراك الريف أو ملف الهجرة الذي يُعتبر ممنوعًا".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Murat
الجزائر: حرية الإعلام مهددة
تراجعت الجزائر خمسة مراكز في مؤشر حرية الصحافة لعام 2019 لتحتل المرتبة 141. وتقول مراسلون بلا حدود إن حرية الإعلام في الجزائر "مهددة"، مضيفة أن "السلطات تواصل تضييق الساحة الإعلامية من خلال دعاوى قضائية ضد الصحفيين". وبحسب المنظمة "لا شيء يؤشر إلى تحسن وضع حرية الإعلام (في الجزائر) خلال سنة 2019".
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
العراق: اعتقالات وتخويف في مناخ مسيّس
رغم تقدم العراق أربعة مراكز في المؤشر السنوي لحرية الصحافة ليصبح في المرتبة 156، إلا أن الصحفيين "مازالوا ضحايا الهجمات المسلحة والاعتقالات والتخويف من طرف ميليشيات مقربة من الحكومة أو حتى من قوات نظامية"، كما تقول صحفيون بلا حدود، مشيرة إلى أن التحقيقات حول الفساد أو الاختلاس "خطيرة" على الصحفيين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Messara
مصر: محاكمات جائرة للصحفيين
تقول منظمة مراسلون بلا حدود إن مصر "أصبحت أحد أكبر سجون الصحفيين في العالم" في عام 2018، مضيفة أن بعضهم "يقضي سنوات في الإيقاف التحفظي دون توجيه أي تهمة ودون محاكمة، وتصدر في حق آخرين أحكام ثقيلة بالسجن تصل إلى المؤبد في إطار محاكمات جائرة". وتراجعت مصر في نسخة 2019 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة نقطتين لتحتل المرتبة 163.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com/A. Sayed
اليمن: تهديدات بشكل يومي
تراجع اليمن في مؤشر حرية الصحافة لعام 2019 مرتبة واحدة ليصبح في المرتبة 168. ويتعرض الصحفيون في اليمن للاعتداءات وعمليات الاختطاف والتهديدات "بشكل يومي، هذا إذا لم يكونوا ضحية المواجهات التي يقومون بتغطيتها"، كما تقول مراسلون بلا حدود. وتشير المنظمة إلى أن الإعلام المستقل حول الصراع نادر، ووسائل الإعلام مراقبة من قبل كل الأطراف المتدخلة في الصراع.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Arhab
السعودية في المرتبة 172 بعد مقتل خاشقجي
تراجعت مرتبة السعودية بحسب تقرير مؤشر حرية الصحافة في العالم العربي ثلاثة مراكز أخرى لتحل هذا العام في المرتبة 172، وقد أثر على ذلك بشكل خاص مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي. وجاء في التقرير أنه "لا وجود لوسائل إعلام حرة في السعودية"، كما أشار إلى أن الصحفيين "يخضعون إلى مراقبة مشددة حتى لو كانوا في الخارج".
صورة من: imago/Depo Photos
سوريا: ظروف عمل لا تحتمل
احتلت سوريا المركز 174 في المؤشر السنوي لحرية الصحافة في عام 2019. وبحسب المؤشر فإن الاعتقالات والاختطافات والاغتيالات المتواصلة تجعل العمل الصحفي في سوريا خطيراً وصعباً. وتقول مراسلون بلا حدود إن الصحفيين يعانون من "الترهيب سواء من القوات السورية أو باقي المجموعات المسلحة بما في ذلك المتطرفون كالدولة الإسلامية وهيئة تحرير الشام أو القوات التي تدعمها القوات التركية أو الكردية".
صورة من: picture alliance/abaca
السودان: مضايقات ورقابة
خلال عهد الرئيس عمر البشير، الذي أطاح به الجيش مؤخرا "أصبحت السودان من أكثر دول العالم قمعاً لحرية الصحافة"، كما يقول تقرير مراسلون بلا حدود، مشيراً إلى أن قطاع الإعلام في السودان "يرزح تحت وطأة المضايقات والرقابة ومصادرة الصحف وإغلاق وسائل الإعلام وقطع خدمة الإنترنت". وقد تراجعت السودان مرتبة واحدة في نسخة 2019 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة لتحتل المركز 175.
إعداد: م.ع.ح/أ.ح