الأردن وألمانيا ينويان التوسط لدفع عملية السلام الشرق أوسطي
٣ أبريل ٢٠٢٣
خلال زيارة وزير الخارجية الأردني لبرلين، أعلنت ألمانيا والأردن نيتهما القيام بجهود وساطة جديدة من أجل دفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين المتجمدة منذ فترة طويلة. الجانبان كشفا عن لقاء في برلين بمشاركة عدة دول.
إعلان
في أعقاب لقائها مع نظيرها الأردني أيمن الصفدي، قالت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك في برلين اليوم الاثنين (الثالث من أبريل/ نيسان 2023) إنه سيتم عقد لقاء قريب في العاصمة الألمانية بمشاركة كل من مصر والأردن وفرنسا وألمانيا وهي الصيغة التي يطلق عليها صيغة ورقة البرسيم والتي يطلق عليها أيضا "عملية ميونخ" بهدف دفع عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ودعا الوزيران إلى ربط المفاوضات في هذا الإطار مع المحادثات التي تجري فيما يطلق عليه صيغة العقبة لإعداد تدابير لبناء الثقة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقالت بيربوك إن من المهم إلى جانب الجهود المبذولة لتخفيف التوتر في الوضع الأمني أن تتم مراعاة نهج سياسي لحل الصراع، وأضافت أن ألمانيا والأردن متفقتان على أن "حل الدولتين لا يزال يوفر أفضل أرضية للإسرائيليين والفلسطينيين حتى يتمكنوا من العيش في سلام وكرامة وأمن وتقرير للمصير".
وصرحت بيربوك بأنها بحثت مع الصفدي كيفية دمج الصيغة المعروفة باسم ورقة البرسيم التي يطلق عليها أيضا "عملية ميونخ" مع العملية المعروفة باسم عملية العقبة التي أطلقها الأردن الأمر الذي يمكن معه تحقيق "قيمة مضافة مشتركة للأمن".
وكان ممثلون عن الفلسطينيين والإسرائيليين اتفقوا خلال اجتماع عُقِد في نهاية شباط/فبراير الماضي في مدينة العقبة الأردنية الساحلية بعد تصاعد أعمال العنف الدامية على إجراء حوار مباشر من أجل إعداد تدابير لبناء الثقة بين الجانبين.
وكان هذا هو أول لقاء من نوعه يتم عقده في إطار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ سنوات، وشارك في المحادثات أيضا ممثلون عن حكومات الولايات المتحدة والأردن ومصر. وتم الإعلان في أعقاب الاجتماع أن الإسرائيليين والفلسطينيين عازمون على تعليق "التدابير أحادية الجانب" لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة شهور، دون أن يتم ذكر تفاصيل أخرى.
من جانبه، قال الصفدي وفقا للترجمة إن إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يتحقق إلا بعد أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم في دولة ذات سيادة تتواجد جنبا إلى جنب مع إسرائيل.
وفي إشارة إلى الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة، قال الصفدي إن بلاده ستتخذ كل الخطوات الضرورية لحماية مصالحها وأمنها واستقرارها "وكذلك أيضا لحماية حق كل شعوب المنطقة في العيش في أمن واستقرار وسلام".
خ.س/أ.ح (د ب أ)
اليوبيل الفضي لأوسلو.. صنّاع السلام و"معارضوه"
في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، وقف عدوا الأمس وجهاً لوجه، مد ياسر عرفات يده إلى إسحاق رابين ولكن الأخير تردد للحظة قبل أن يمد يده في مصافحة تاريخية. جولة مصورة للإضاءة على أبرز وجوه عملية السلام و"خصومها".
صورة من: picture-alliance/ZumaPress
ياسر عرفات
بالرغم من تبنيه وقيادته للخيار المسلح، أطلق ياسر عرفات (1929-2004) ومنذ بداية السبعينات عدة إشارات وركز في خطاباته على رغبته في السلام، أشهره خطابه في الأمم المتحدة عام 1974. كان الهدف من أولى اتفاقيات أوسلو التوصل إلى اتفاق سلام دائم خلال خمسة أعوام يفضي إلى إقامة دولتين تعيشان جنباً إلى جنب. وتقديراً لجهوده في إحلال السلام نال عرفات (أبو عمار) مع إسحاق رابين وشمعون بيريز جائزة نوبل للسلام.
صورة من: AFP/Getty Images/J. David Ake
إسحاق رابين
بدأ إسحاق رابين (1922-1995) حياته في المجال العسكري قبل أن يتجه إلى العمل السياسي متقلداً عدة مناصب سياسية رفيعة أبرزها رئاسة الوزراء. قبل توقيع اتفاقية أوسلو اعترف رابين بمنظمة التحرير باعتبارها "الممثل" للشعب الفلسطيني. وفي أحدى أمسيات تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1995 لقي رابين مصرعه على يد متشدد يميني معاد للسلام في ختام فعالية تحت شعار "نعم للسلام، لا للعنف" (صورة لرابين قبل دقائق من الاغتيال).
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. Harnik
محمود عباس
لعب محمود عباس (أبو مازن)، المولود في عام 1935، دوراً بارزاً في إتفاقية أوسلو عام 1993. وبصفته أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقع الاتفاق المذكور. بعد ذلك لعب دوراً محورياً في التفاهمات والبروتوكولات التالية كاتفاق غزة وأريحا وبرتوكول باريس الاقتصادي. وبعد رحيل عرفات ترأس عباس السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير. (عباس في أقصى اليمين)
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Reinstein
شمعون بيريز
منذ تأسيس إسرائيل وحتى رحيله بقي بيريز (1923-2016) رقماً يصعب تجاوزه: وزيراً للدفاع، ورئيساً للوزراء، ورئيساً للدولة وغيرها من المناصب الرفيعة. ووقع بصفته وزيراً للخارجية اتفاقية أوسلو إلى جانب محمود عباس. "السلام يشبه الحب إلى حد بعيد. إنه عملية رومانسية يجب أن تُعاش ويُستثمر فيها ويوثق بها. كما أننا لا يمكننا فرض الحب، وكذلك لا يمكننا فرض السلام"، يوضح بيريز رؤيته. (حفل منح جائزة نوبل للسلام)
صورة من: picture-alliance/dpa/Israeli Government Press Office
أحمد قريع
انخرط أحمد قريع، المولود عام 1937، في منظمة التحرير منذ نهاية ستينات القرن الماضي. ينعت بأنه "مهندس أوسلو" على الجانب الفلسطيني. وبعد الاتفاق لعب دوراً محورياً في كل محطات عملية السلام: بروتوكول باريس الاقتصادي، واتفاقية أوسلو الثانية، مفاوضات كامب ديفيد عام 2000، ومفاوضات طابا عام 2001، ومؤتمر أنابوليس للسلام عام 2007. (قريع مع وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق شلومو بن عامي).
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Naamani
بيل كلينتون
ما كان لإتفاق أوسلو وما تلاه أن يرى النور لولا جهود الرئيس الأمريكي الأسبق (1993- 2001) بيل كلينتون. وقد وصف الكثير من المراقبين كلينتون بأنه أكثر رئيس أمريكي كرس جهده لعملية السلام. وقد رعى أيضاً مفاوضات السلام بين إسرائيل وكل من الأردن وسوريا ولبنان. (في الصورة الملك الراحل حسين ورابين عند الإعلان عن توقيع إعلان واشنطن في تموز/يوليو 1994، والذي سبق اتفاقية وادي عربة).
صورة من: picture-alliance/AP Photo/G. Gibson
تيري رود لارسن
بعد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 جرت سلسلة طويلة من المفاوضات الثنائية والمتعددة الأطراف لأشهر في دول عديدة، بدون تحقيق تقدم فعلي، إلى أن فتحت بدون علم أحد، محادثات سرية في أوسلو بعيداً عن آلية مدريد الشاقة. واستضافت النرويج بين كانون الثاني/ يناير وآب/ أغسطس من عام 1993 ليس أقل من 14 اجتماعاً سرياً. وكان المحرك الرئيسي الأكاديمي والدبلوماسي النرويجي تيري رود لارسن.
صورة من: picture-alliance/dpa/Hussein
بنيامين نتيناهو
تولى بنيامين نتانياهو، المولود عام 1949، رئاسة الوزراء للمرة الأولى في 1996 في انتخابات حصل خلالها على دعم كبير من معارضي أوسلو. ومؤخراً قال نتيناهو إن أي دولة فلسطينية في المستقبل ينبغي أن تكون منزوعة السلاح وأن تعترف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، وهي شروط يقول الفلسطينيون إنها تظهر أنه ليس جاداً في مساعي إحلال
السلام.
صورة من: picture-alliance/COLORplus/P. Guyot
حماس والجهاد وفصائل فلسطينية
منذ الإعلان عن ولادة اتفاقية أوسلو أعلنت حركة حماس وبالمثل الجهاد الإسلامي وعدة فصائل فلسطينية أخرى معارضتها للاتفاقية. وبالأمس (12 أيلول/ سبتمبر 2018) ومن قطاع غزة الذي تحكمه حماس منذ عام 2007 بعد عامين من انسحاب القوات الإسرائيلية والمستوطنين الإسرائيليين، قال أحد قادة الحركة وهو محمود الزهار إن اتفاق أوسلو لم يكن معاهدة للسلام لكنه كان "استسلاماً بنسبة مئة في المئة" بالنسبة للفلسطينيين.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Hams
اليمين الإسرائيلي
اليوم وكما كان عليه الحال قبل ربع قرن يعارض جزء من المجتمع الإسرائيلي أسس وما تمخضت عنه عملية السلام. وأظهر استطلاع أجراه معهد الديموقراطية الإسرائيلي وجامعة تل أبيب في آب/ أغسطس أن 47% من المشاركين يفضلون حلّ الدولتين فيما يعارضه 46%. وقبل شهور نقلت صحيفة جروزليم بوست عن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قوله إن السلام في الشرق الأوسط "سيأتي مع مجيء المسيح" (اليهودي).
صورة من: Gali Tibbon/AFP/Getty Images
دونالد ترامب
في بداية 2017 قال الرئيس الأمريكي ترامب إن "حل الدولتين" ليس الطريق الوحيد لتحقيق السلام. وفي بداية العام الجاري نقلت واشنطن سفارتها إلى القدس وبعد ذلك أوقفت تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وقررت أخيرا إغلاق بعثة منظمة التحرير في واشنطن بعد 25 عاماً على استقبال عرفات بكل مراسم الشرف في البيت الأبيض. إعداد: خالد سلامة