الأردن يعلن المناطق الحدودية مع سوريا مناطق عسكرية
٢١ يونيو ٢٠١٦
بعد ساعات من الهجوم بسيارة مفخخة على موقع عسكري أردني، أعلنت قيادة الجيش الأردني المناطق الحدودية مع سوريا مناطق عسكرية مغلقة. من جانبه توعد الملك الأردني بأن بلاده "ستضرب بيد من حديد لمن يحاول المساس بأمنها وحدودها".
إعلان
أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأردني في بيان اليوم الثلاثاء (21 حزيران/ يونيو 2016) المناطق الحدودية الشمالية والشمالية الشرقية المتاخمة لسوريا مناطق عسكرية مغلقة. ويأتي الإعلان بعد ساعات من مقتل ستة أفراد من قوات حرس الحدود الأردنية في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة على موقع عسكري على حدود الأردن الشرقية مع سوريا والتي تتقاطع أيضا مع الحدود العراقية.
وكان مصدر أمني أردني فضل عدم الكشف عن اسمه، قال لوكالة فرانس برس إن "السيارة المفخخة كانت متحركة وكانت قادمة من سوريا". وأوضح مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أن السيارة المفخخة "انطلقت من مخيم اللاجئين السوريين الموجود خلف الساتر في منطقة الركبان".
وأضاف المسؤول أن السيارة "عبرت خلال فتحة موجودة في الساتر الترابي تستخدم لتقديم مساعدات إنسانية للاجئين، وبسرعة عالية متفادية إطلاق النار عليها من قوات رد الفعل السريع لحين وصولها إلى الموقع العسكري المتقدم، وتفجيرها من قبل سائقها".
وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على المعارضة السورية رامي عبد الرحمن، فإن "السيارة المفخخة أتت من الجانب السوري"، دون أن تتضح هوية المسؤول عنها وكيفية وصولها إلى المنطقة.
الملك الأردني يتوعد
وعقب الهجوم، أكد الملك الأردني عبد الله الثاني أن بلاده "ستضرب بيد من حديد كل من يعتدي أو يحاول المساس بأمنها وحدودها". وأضاف خلال اجتماعه مع مسؤولين مدنيين وعسكريين وأمنيين "لن تزيدنا مثل هذه الأعمال الإرهابية البشعة إلا إصرارا على الاستمرار في التصدي للإرهاب ومحاربة عصاباته...".
وتوالت الإدانات للهجوم، حيث كتب وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في تغريدة بالإنجليزية على "تويتر"، "الإرهابيون يضربون مرة أخرى وهذه المرة ضد حرس حدودنا. وهناك عدد من أبطالنا سقطوا بين قتيل وجريح". وأكد جودة "سوف يهزم هذا الشر".
من جهته أكد اندرو هاربر مسؤول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لوكالة فرانس برس أنه "ليست هناك أي تقارير تشير إلى مقتل أو إصابة أي من طالبي اللجوء السوريين".
ودانت سفارة الولايات المتحدة في عمان ما وصفته بـ "العمل الإرهابي الجبان" وأعربت عن وقوف واشنطن إلى جانب الأردن.
أ.ح/ع.ج.م (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
عالقون في صحراء الأردن - مصير آلاف اللاجئين السوريين
نحو 60 ألف لاجئ سوريا ما يزال عالقا في منطقة صحراوية نائية بشمال الأردن في تجمع عشوائي يفتقد لأبسط مقومات العيش الكريم. العديد منهم ينتظر منذ أشهر طويلة أن تسمح له السلطات الأردنية بالانتقال إلى مخيم منظم يحط فيه الرحال.
صورة من: DW/T. Krämer
في شمال شرق الأردن على الحدود مع سوريا، تحديدا بالقرب من الحدلات، يعيش 7200 لاجئ سوري عالقين في مخيم في ظل ظروف قاسية في ما يشبه المنطقة المحرمة. الحدلات تقع على بعد نحو 335 كيلومترا من العاصمة الأردنية عمان. وفي مخيم آخر في الركبان، الواقعة على بعد 90 كليومترا شمالا، يعيش أكثر من 50 ألف شخصا عالقين في الصحراء في انتظار مواصلة طريقهم.
صورة من: DW/T. Krämer
الناس يعيشون هنا في منطقة صحراوية تحت خيام مهترئة لا تقيهم قيظ الصيف ولا صقيع الشتاء، يقتاتون على المساعدات التي تقدمها لهم المنظمات الإنسانية. وما يزيد الطين بلة أن دخول هذه المنطقة صعب جدا، حتى أن الصحفيين لا يجوز لهم دخولها إلا بترخيص خاص من الجيش الأردني.
صورة من: DW/T. Krämer
بعض اللاجئين السوريين يقبعون هنا منذ بضعة أسابيع، البعض الآخر منذ عدة شهور. كما أنهم ينحدرون من كل المناطق السورية: من حمص والرقة وحلب ودرعا. العديد منهم وجدوا أنفسهم مجبرين على دفع أموال لمهربين حتى يتمكنوا من الوصول إلى هذه المنطقة الحدودية. وقد ساهم تصاعد التوتر الذي تشهده حلب في الآونة الآخيرة في ارتفاع عدد اللاجئين مرة أخرى.
صورة من: DW/T. Krämer
حرس الحدود الأردني هو من يحدد من يمكنه من اللاجئين السوريين الدخول إلى أراضي المملكة الهاشمية. الأردن قالت إنها استقبلت خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من مليون لاجئ سوري، منهم 670 ألف مسجلون لدى المفوضية العليا التابعة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ووفقا لمعطياتها، فإن نحو 100 ألف لاجئ يقيمون في مخيمات، فيما تعيش أغلبية السوريين في المدن والقرى.
صورة من: DW/T. Krämer
الأربعاء الماضي سُمح لهذه المرأة ولأطفالها صحبة نحو 300 لاجئ سوري آخر بمغادرة المخيم. هذه الأسرة فرت قبل بضعة أشهر من الرقة، معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي. "لا أعرف ما الذي ينتظرني ولكني أريد أن أحط الرحال في أي مكان"، كما تقول المرأة التي أنهكها التعب.
صورة من: DW/T. Krämer
ينقل اللاجئون السوريون، الذين سمحت لهم السلطات الأردنية بدخول البلاد بعدها إلى مخيم الأزرق، الواقع على بعد 120 كيلومترا شرق العاصمة عمان. المملكة الأردنية تسمح خاصة للنساء الحاضنات لأطفال والأسر والمرضى والعجّز بدخول أراضيها. بيد أن عملية استقبالهم وإيوائهم بطيئة جدا، على ما تنتقد منظمات انسانية. في غضون ذلك، يزداد الوضع في المخيمات العشوائية سوءا يوما بعد يوم.
صورة من: DW/T. Krämer
ومن لم يحالفه الحظ بالانتقال إلى مخيم منظم، وهم كثيرون، فعليهم البقاء في مخيم يفتقد لأدنى مقومات العيش الكريم. ولاعجب أن يتهافت الناس للتزود بالماء. "نحن نفتقد لكل شيء"، على ما يقول رجل من حمص. لكنه يضيف بحسرة بأنه لا يوجد سوى هذا المكان الذي يلجأ إليه، بعدما تحولت كل سوريا إلى ساحات قتال.
صورة من: DW/T. Krämer
حتى هؤلاء الأطفال سيبقون حتى إشعار آخر في هذه المنطقة الصحراوية النائية. هنا ينتظرون دورهم لمئ صفائحهم بالماء. لقد عاشوا الحرب والدمار ولا يتحدثون إلا عن مخاوفهم. بيد أنهم هنا - على الأقل- لم يعودوا مجبرين على رؤية أشلاء القتلى، كما لا يخشون أن تسقط على رؤوسهم القنابل.