أزمة لبنان - البابا يلتقي زعماء طوائف مسيحية في الفاتيكان
٣٠ مايو ٢٠٢١
كشف البابا فرنسيس الأول عن نيته لقاء الزعماء الدينيين اللبنانيين في اجتماع بالفاتيكان، في الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمة في بلادهم. وأعلن البابا إنه يسعى لبحث الوضع المثير للقلق في لبنان.
إعلان
قال البابا فرنسيس اليوم (الأحد 30 مايو/ أيار 2021) إنه سيجتمع بزعماء الطوائف المسيحية في لبنانلبحث أسوأ أزمة يمر بها بلدهم منذ الحرب الأهلية التي انتهت عام 1990. وكان البابا فرنسيس قد وعد بزيارة لبنان إذا اتفق ساسته المنقسمون على حكومة جديدة.
وقال البابا اليوم في عظته الأسبوعية التي ألقاها أمام الزوار والسياح في ساحة القديس بطرس "سألتقي في الفاتيكان في الأول من يوليو (تموز) بالقادة الرئيسيين للجماعات المسيحية الموجودة في لبنان، ليوم تأمُّل حول الوضع المقلق في البلاد وللصلاة معًا من أجل عطية السلام والاستقرار..."، بحسب ما نقل موقع "فاتيكان نيوز" باللغة العربية.
وأضاف البابا بحسب نفس الموقع: "ومنذ هذه اللحظة أطلب منكم مرافقة الاستعداد لهذا الحدث بصلاة تضامنية، طالبين مستقبلاً أكثر سلامًا لهذا البلد الحبيب".
ولا يزال لبنان يعاني تداعيات الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت العام الماضي وأودى بحياة 200 وتسبب في خسائر بمليارات الدولارات مما أضعف الاقتصاد الذي يواجه الانهيار بالفعل. وهناك خلاف مستمر منذ شهور بين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري والرئيس ميشال عون بشأن المناصب الوزارية.
والطوائف المسيحية الرئيسية الثلاث في لبنان هي المارونيون الكاثوليك والأرثوذكس الشرقيون والملكيون الكاثوليك. وهناك عدد من الطوائف الأخرى البروتستانتية والأرثوذكسية والكاثوليكية الأصغر. ولم يذكر الفاتيكان أي من تلك الطوائف سيكون ممثلا في الاجتماع.
وكان الحريري، الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات، قد استقال في 2019 بعد احتجاجات خرجت في أنحاء البلاد ضد النخبة السياسية التي اتهمها المتظاهرون بالمسؤولية عن دفع البلاد إلى الأزمة. وكُلف في أكتوبر تشرين الأول برئاسة الوزراء مجددا لكنه لم يتمكن من تشكيل حكومة جديدة حتى الآن. وقال الحريري بعد لقائه بالبابا فرنسيس في الفاتيكان في أبريل نيسان إن البابا أبلغه بأنه سيزور لبنان لكن بعد تشكيل حكومة.
وعادة ما تُوجه الدعوات إلى البابا لزيارة بلد ما من كل من قادته المدنيين والدينيين. ويحث البابا فرنسيس المجتمع الدولي على مساعدة لبنان للوقوف على قدميه مجددا. وقال اليوم إن الاجتماع مع القادة المسيحيين اللبنانيين سيكون فرصة "للصلاة معا من أجل نعمة السلام والاستقرار". وأوقع الانهيار الاقتصادي في لبنان معظم سكانه في براثن الفقر ويمثل أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من 1975 إلى 1990.
ح.ز / ص. ش (رويترز/ د.ب.أ)
اغتيال الحريري ـ قضية غيرت وجه لبنان على مدار 15 عاماً
خلال الخمسة عشر عاماً التي مرت منذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري شهد لبنان أزمات سياسية واقتصادية متعاقبة. فهل يحمل الحكم الصادر من المحكمة الدولية التغيير للبنان؟ أم قد يعقد الوضع المضطرب أصلا في البلد الجريح؟
صورة من: Reuters/A. Taher
2005: اغتيال الحريري ودخول حزب الله الحكومة
قُتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير/ شباط 2005 إثر انفجار قنبلة ضخمة لدى مرور موكبه في بيروت، وهو ما أدى لمقتل 21 آخرين. وأعقب ذلك سلسلة من المظاهرات الحاشدة وضغوط دولية أجبرت سوريا على سحب قواتها من لبنان. ونظم حلفاء دمشق الشيعة في لبنان سلسلة من التجمعات الحاشدة دعما لسوريا. وحصل حزب الله على تمثيل في الحكومة اللبنانية لأول مرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
2006: حزب الله يتسبب في حرب مع إسرائيل
في يوليو/ تموز 2006 خطف حزب الله جنديين إسرائيليين وقتل آخرين، وهو ما أدى إلى نشوب حرب استمرت خمسة أسابيع وقُتل فيها ما لا يقل عن 1200 شخص في لبنان و158 إسرائيليا. وتصاعد التوتر إزاء ترسانة حزب الله القوية بعد الحرب. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، انسحب حزب الله وحلفاؤه من الحكومة المدعومة من الغرب، التي كان يقودها فؤاد السنيورة.
صورة من: AP
2007: حكومة السنيورة تحت الضغوط
واصل حزب الله وحلفاؤه اعتصاما ضد حكومة السنيورة استمر لنحو عام كامل. وكانت مطالبهم المعلنة هي الحصول على الحق في نقض قرارات الحكومة. وفي مايو/ أيار 2007 بدأت اشتباكات بين الجيش اللبناني ومتشددين من السنة ينتمون لجماعة فتح الإسلام داخل مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان، مما أرغم آلافا من اللاجئين الفلسطينيين على الفرار منه. وسيطرت قوات لبنانية سيطرة كاملة على المخيم في سبتمبر/ أيلول.
صورة من: AP
2011: سقوط حكومة سعد الحريري
أُطيح بحكومة سعد الحريري الأولى في يناير/ كانون الثاني 2011 إثر انسحاب حزب الله وحلفائه منها بسبب خلاف بشأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وجهت المحكمة لاحقا اتهامات إلى أربعة من قياديي حزب الله فيما يتعلق بمقتل رفيق الحريري. ونفى حزب الله أي دور له في اغتيال الحريري. (الصورة هنا لحسن نصر الله وسعد الحريري تعود لعام 2009).
صورة من: AP
2012: تدخل حزب الله لدعم بشار الأسد
انتشر مقاتلو حزب الله داخل سوريا سرا في بادئ الأمر لدعم القوات الحكومية السورية في مواجهة انتفاضة بدأت سلمية ضد الرئيس بشار الأسد في منتصف مارس/ آذار 2011. ويلعب الحزب منذ 2012 دورا كبيرا في قمع هذه الانتفاضة، التي مر على انطلاقها أكثر من تسع سنوات.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Syrian Central Military Media
2015: "طلعت ريحتكم"
اندلعت أزمة بسبب القمامة، حينما أغلقت السلطات المكب الرئيسي للنفايات قرب بيروت دون توفير بديل له، مما دفع الناس للخروج في احتجاجات حاشدة في أغسطس/ آب 2015، بعد تكدس تلال القمامة في الشوارع رافعين شعار "طلعت ريحتكم". وبدت هذه الأزمة إشارة جلية على عجز نظام المحاصصة الطائفية في تلبية احتياجات أساسية مثل الكهرباء والمياه.
صورة من: Alice Kohn
2017: سعد الحريري في قبضة العربية السعودية
في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2017 تدهورت بشدة علاقة سعد الحريري مع السعودية التي أغضبها اتساع نفوذ حزب الله في لبنان. وانتشر حينها على نطاق واسع أن الرياض أجبرت الحريري حينئذ على الاستقالة واحتجزته داخل المملكة. ونفت السعودية كما نفى الحريري حدوث ذلك، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد احتجاز الحريري في السعودية.
صورة من: Reuters
2019: الاحتجاجات تدفع الحريري إلى الاستقالة
مع ركود النمو الاقتصادي وتراجع تدفقات رؤوس الأموال؛ واجهت الحكومة ضغوطا للحد من العجز الهائل في الميزانية. وخرج الآلاف في احتجاجات متهمين الزعماء بالفساد وسوء إدارة الاقتصاد بعد فشلهم في تجاوز الأزمة الاقتصادية. وفي 18 أكتوبر/ تشرين الأول تراجعت الحكومة عن بعض مقترحاتها لحل الأزمة، لكن الاحتجاجات استمرت. وفي 29 أكتوبر/ تشرين الأول قدم الحريري استقالته رغم معارضة حزب الله.
صورة من: picture-alliance/dpa
2019/2020: تواصل الاحتجاجات وتشكيل حكومة دياب
استقالة سعد الحريري وتشكيل حكومة جديدة على يد حسان دياب المدعوم من حزب الله، لم تهدأ من غضب الشارع اللبناني. فقد تواصلت الاحتجاجات الشعبية إلى السنة الحالية واستمر المحتجون في تنظيم المظاهرات رفضاً للفساد وللمطالبة برحيل الطبقة السياسية برمتها. كما أدى الوضع المعيشي وغلاء الأسعار في لبنان إلى تفاقم الأزمة وبالتالي استمرار خروج اللبنانيين للشارع والتذكير بمطالبهم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Malla
انفجار مرفأ بيروت يزلزل حكومة دياب
عقب الانفجار المروع الذي هزّ بيروت وعمّق الأزمة الاقتصادية في البلاد؛ انفجر غضب اللبنانيين ضد العائلات والنخب الحاكمة المتهمة بالفساد وضد حكومة حسان دياب، التي اضطرت لتقديم استقالتها تحت ضغط الاحتجاجات في العاشر من أغسطس/ آب 2020. وفي كلمة له إلى اللبنانيين من السراي الحكومية قال دياب إن ما وصفها بـ "منظومة الفساد أكبر من الدولة ونحن لا نستطيع التخلص منها، و أحد نماذج الفساد انفجار بيروت".
صورة من: Getty Images/AFP
الحكم في قضية اغتيال الحريري
بعد خمسة عشر عاماً انتظر خلالها اللبنانيون حقيقة القضية التي غيرت وجه لبنان ودفعت لخروج القوات السورية منه بعد 30 عاماً من الوصاية الأمنية والسياسية، أعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان (18 آب/ أغسطس 2020) أنه لا يوجد دليل على تورط النظام السوري أو قيادة حزب الله بصورة "مباشرة" في اغتيال الحريري. لكن الحكم أشار في ذات الوقت إلى تورط عضو من حزب الله في واقعة الاغتيال.
صورة من: Reuters/A. Taher
لبنان أمام مفترق طرق
يأتي الحكم في وقت تظهر فيه انقسامات جديدة بشأن مطالب بإجراء تحقيق دولي ومساءلة سياسية في انفجار المرفأ الناتج عن تخزين كمية ضخمة من نترات الأمونيوم بطريقة غير آمنة. وقد يعقد الحكم في قضية الحريري الموقف المضطرب أصلا بعد انفجار المرفأ واستقالة الحكومة التي يدعمها حزب الله وحلفاؤه . كما يرى لبنانييون من بينهم ضحايا ينتظرون العدالة منذ 15عاما،أن الحكم "ليس كافياً". إعداد: إيمان ملوك