الأزياء الصديقة للبيئة تغزو الأسواق الألمانية
١٤ فبراير ٢٠٠٨تركت التغيرات المناخية بصمات واضحة على عالم الأزياء، خاصة بين الشباب من أصحاب الاتجاهات الجديدة الذين مهدوا الطريق أمام الوعي البيئي في عالم الأزياء. ولذا لم تعد الأزياء العضوية موجهة لتلبية احتياجات دعاة الحفاظ على البيئة وحسب، بل أضحت سوقا مفتوحة لشرائح المجتمع المختلفة. فقد غدت الملابس التي تراعي خطوط الموضة وفي الوقت نفسه اعتبارات البيئة متوفرة في المتاجر وبدأت الشركات الكبرى المتخصصة في إنتاج الملابس في عرض قطع من الثياب مصنوعة من القطن الذي تمت زراعته بطريقة تراعي المواصفات البيئية.
وفي هذا السياق أشارت ماري لويز كلوتس، عميدة كلية تكنولوجيا النسيج والملابس في مدينة كريفيلد الألمانية إلى أن الكثير من "المجموعات الخضراء من الملابس" التي تلبي الاعتبارات البيئية تبدأ بالقطن العضوي الذي تتم زراعته في حقول لا يتم فيها استخدام المبيدات الكيماوية. وتصنع الملابس إما من القطن العضوي وحده أو من ألياف مأخوذة من القطن العضوي وذلك وفقا للجهة المنتجة.
ثقافة بيئية
من ناحيته يرى جيرد موللر تومكينز،المدير التنفيذي لمعهد الأزياء الألماني في كولونيا، أن هذه الظاهرة ليست تطورا قصير المدى بالنسبة لقطاع الأزياء ولكنها اتجاه عريض واسع. ففي أعقاب التطورات التي حدثت في صناعة الأغذية فإن التغير المناخي يتطلب منا قبولا أكبر للمنتجات البديلة، بما فيها الأزياء وهناك أناس كثيرون لديهم احتياج حقيقي لإظهار وعيهم البيئي عن طريق الملابس التي يرتدونها.
ويقول أندرياس شتاينله، مدير معهد "فيوتشرز" للبحوث والدراسات في ولاية هيسن الألمانية: "نرى الآن مزيدا من التطور في الثقافة البيئية". فقد ظهر أسلوب حديث أشبه باتجاه بيئي أو عضوي يجد له حضور لدى الكثيرين من أبناء شرائح المجتمع الألماني.
"مساحة خضراء" في معرض برلين للأزياء
أما رالف شتروتماير المتحدث باسم معرض برلين للأزياء فقد أوضح أن الماركات الناجحة من الملابس العضوية يجب أن تتمتع بشكل خارجي حديث وجذاب حتى تتم عملية تسويقها بشكل أفضل، مشيرا إلى أن اتجاه الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية يشمل حاليا كل مجالات صناعة الأزياء بما فيها ملابس الأطفال والملابس الداخلية عالية الجودة.
واستجابة لهذا الاتجاه خصص معرض برلين "مساحة خضراء" للملابس العضوية، وفي دورة هذا العام التي عقدت في كانون ثان/يناير الماضي تضاعف تقريبا عدد الشركات التي طرحت منتجاتها العضوية من الملابس مقارنة بالعام الماضي.