الأطوار الأربعة لمرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا
٩ أبريل ٢٠٢٠
سعال وحمى ورشح، هكذا تظهر أعراض كورونا، وبعض المصابين بالفيروس لا يشعرون بشيء في البداية، رغم أنه يدبّ في أجسادهم، وتبقى قوة جهاز المناعة هي الدرع الحامي للإنسان. الإصابة الشديدة بكورونا قد تنتهي بالموت أو الشفاء!
إعلان
نُقلت سيدة في الـ 83 من عمرها إلى عيادة طبية إثر سقوطها وإصابة صدرها بجرح. أجري لها فحص بجهاز "CT" (التصوير المقطعي المحوسب) فلم تظهر إصابة في ضلوعها، وإنما في الرئة. لم تعانِ السيدة من الحمى والسعال، ومع ذلك أظهرت الفحوصات أنها تحمل فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض "سارس-كوف-2" أو ما يسمى أيضا بكوفيد-19، وأحيلت السيدة إلى الحجر الوقائي.
هذه الحالة تظهر إلى أي مدى يمكن أن تبقى الإصابة بالفيروس كامنة غير ظاهرة، ما يضاعف خطورتها. وللتعرف على الإصابة، نعرض هنا أطوار الإصابة الأربعة كما ظهرت في مقال نشرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية:
الطور الأول - انتقال الفيروس بالعدوى
أهم طرق انتقال العدوى هي قطرات المخاط واللعاب وحتى دموع العين المتناثرة من المصاب، فهي "سيارة التاكسي" المجانية الناقلة للفيروس، آلاف منها تتناثر في الهواء في أي منطقة يمر بها المصاب ، واذا صادف هذا الغزو الفيروسي التوفيق فسيلتقي بإنسان آخر ويتسلل إلى بدنه من خلال الفم أو الأنف أو العين، أو من خلالها جميعاً.
ما إن تعلق الفيروسات بإنسان، حتى تمتصها خلايا الجسد، وتستفيد الفيروسات من آليات عمل الخلايا لإيصال موادها الضارة داخل الخلايا، وما أن يجتاز الفيروس هذه المرحلة حتى يبدأ في محاذاة آلية الخلية لإنتاج فيروسات جديدة. ثم تبدأ الخلية بإنتاج مئات النسخ متناهية الصغر من الفيروس، وتموت الخلية بسبب الضغط عليها، فتتحرر الفيروسات، وتبحث عن خلاياً جديدة لتخرقها في غفلة من جهاز المناعة الذي يحمي الجسم، وهكذا يبدأ الطور الثاني من المرض.
الطور الثاني- بداية المرض
انطلاق جموع الفيروسات الغازية في بحثها عن خلايا جديدة يؤدي إلى تنبه جهاز المناعة للخطر الداهم ، فيبدأ بتحريك دفاعاته، بالنسبة للمريض يبدأ شعوره بأنّ شيئاً غير طبيعي ينتاب بدنه، فترتفع حرارته، ويبدأ بالسعال في محاولة من الجهاز التنفسي لطرد الفيروسات خارج الجسد.
بعض الناس لا يشعرون قط بنشاط جهاز مناعتهم ضد الفيروس، وهذا لأنها لا تظهر عليهم أيّ من أعراض المقاومة (أعراض المقاومة هي الحمى، والسعال، والرشح الأنفي والفموي وسيلان الدمع من العين)، وهنا ما زال الخبراء يتساءلون عما إذا كانت أجسادهم تقاوم فعلاً المرض بصمت! فعلى سبيل المثال، فإنّ سفينة المسافرين السياحية المعروفة بـ"دايموند برنسيس" التي كانت تقل نحو 700 مسافر دبت بينهم العدوى، واعتبر نحو نصفهم في البداية بدون أعراض، وعلى كل حال، بدأ كثير منهم فيما بعد يشكون من أعراض الإصابة، وبات واضحاً أنهم مؤهلون فعلا لنقل العدوى.
الطور الثالث - مرحلة القرار
الأيام التي تلي بداية المرض هي التي تدب فيها الفيروسات عبر الجسد، وإذا نشط نظام المناعة بما يكفي لكبح جماحها، فسيحدّ من انتشار الفيروس، ويبقى الجسم في هذه المرحلة ولا يتعداها إلى الطور الرابع، وهنا يشعر المريض ببعض الراحة، ويبدأ في المرور بمرحلة النقاهة، وغالبية المرضى في هذا الطور يتعافون في بيوتهم خارج المشافي. وحتى الآن شفيت 80 في المئة من الإصابات في هذا الطور، ولكن هذا التقييم والنسبة صادرة عن الصين. في ألمانيا، بلغت نسبة المصابين الذين توجب علاجهم في المشافي نحو 14% من مجمل المصابين.
في هذا الطور هناك احتمال انتقال الإصابة إلى مرحلة "الإصابة الشديدة" وفي هذه الحالة فإنّ الإصابة بمرض "كوفيد- 19" قد تنتهي بموت المصاب بعد 18 يوماً من إصابته.
الطور الرابع - الشفاء
مرور الجسم بمراحل الشفاء، طبقاً للتقارير الواردة من الصين يستغرق من أسبوع حتى اسبوعين ليستعيد الجسد عافيته، فإذا كانت الإصابة شديدة، فقد تمتد مرحلة الشفاء من 3 إلى 6 أسابيع. فاذا أتمّ جهاز المناعة عمله ، فإنّه يترك مضادات حيوية في الخلايا كشاهد على الإصابة، فإذا حاول فيروس كورونا المستجد اختراق الخلايا ثانية، فإنّها ستبدأ فوراً بتشخيص الخطر، وتبدأ بحماية الخلايا لمرحلة معينة لمنع وقوع هجمات جديدة من هذا الفيروس.
م.م/ص.ش
الكمامة.. سلاح الناس حول العالم للوقاية من كورونا
في البداية كان خبراء يقولون إنها غير فعالة في مواجهة كورونا. لكن الكمامات الواقية عادت بقوة لصدارة المشهد بعد إتجاه بعض الدول لجعلها إلزامية. في هذه الجولة المصورة نٌلقي نظرة على الكمامة الواقية حول العالم.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hartd
وقاية إلزامية؟
هل ستفرض ألمانيا الكمامة الطبية على مواطنيها؟ بعد تعميم الأمر في آسيا، نصح معهد روبرت كوخ الألماني بارتداء الكمامة في ألمانيا كإجراء وقائي ضد فيروس كورونا. تُعد مدينة يينا في ولاية تورنغن الواقعة في وسط ألمانيا أول مدينة ألمانية تفرض استعمال الكمامة عند التسوق وركوب وسائل المواصلات بدءاً من السادس من شهر إبريل/ نيسان. كما تتقبل المدينة الأوشحة كبديل للكمامة.
صورة من: Imago Images/Sven Simon/F. Hoermann
الحاجة أم الإختراع
أدى التهافت على شراء الكمامات في بداية الأزمة إلى نفاذها في الأسواق، وهو ما أطلق العنان لخيال المبتكرين على شبكة الإنترنت لإيجاد حلول أخرى. فعلى موقع تويتر استعمل المغردون وسم "maskeauf" أو "ضع الكمامة" لمشاركة طرق مبتكرة وبسيطة لصنع الكمامات. أحد هؤلاء كانت مصممة الأزياء كرستين بوشو من مسرح مدينة كوتبوس الألمانية التي قامت بتفصيل عدد من الكمامات لفرق الإسعاف والصليب الأحمر الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
الضحك أفضل دواء
لا يعني وضع الكمامة الواقية بالضرورة ألا يبتسم الشخص إذ يمكن الجمع بينهما، كما فعلت مانشا فريدريش من مدينة هانوفر الألمانية. إذ قامت الفنانة الألمانية بصنع كمامات على أشكال وجوه ضاحكة وحيوانات أليفة لمواجهة كورونا بطريقة طريفة، كما راعت أن يكون القماش الداخلي للكمامة قابلاً للتبديل.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
وقاية على أحدث صيحات الموضة
لفتت رئيسة سلوفاكيا سوزانا كابوتوفا الأنظار بكمامتها الواقية التي تناغم لونها مع لون فستانها. وكانت جمهورية التشيك وسلوفاكيا في مقدمة الدول التي فرضت الكمامات الواقية في منتصف آذار/ مارس عند التواجد في الأماكن العامة أو الذهاب للتسوق، وتبعتهما النمسا في فرض الكمامة عند الذهاب للأسواق.
صورة من: Reuters/M. Svitok
وللرومانسية كماماتها!
كانت الصين من مقدمة الدول التي فرضت وضع الكمامات الواقية. لكن هذه الإجراءات الحكومية المشددة لم تمنع هذا الثنائي من التمتع بالرقص في الأجواء الربيعية بمدينة شينيانغ الصينية.
صورة من: AFP
لا تساهل في إجراءات الوقاية
في إسرائيل أيضاً فُرضت إجراءات وقائية صارمة لمواجهة فيروس كورونا. فرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أمر بفرض حظر تجوال بإشراف الشرطة والجيش. يجب على الجميع الالتزام بالتعليمات، ففي الصورة يطالب شرطي يرتدي الكمامة بمدينة القدس أحد اليهود المتدينين بالعودة لمنزله.
صورة من: picture-lliance/dpa/I. Yefimovich
كمامات فنية
أما في قطاع غزة فيحاول الفنانون تشجيع المواطنين على وضع الكمامات، حيث قاموا برسم الأشكال الفنية المبهجة عليها. فرضت حكومة القطاع على السكان منع التجمعات وتقييد للخروج من المنزل، وأدى ذلك إلى إلغاء "مسيرات العودة" خوفاً من انتشار العدوى.
صورة من: Imago Images/ZUMA Wire/A. Hasaballah
ظهور "الرجل الأخضر" في كولومبيا
اختارت الشرطة الكولومبية تصميمات مثيرة للجدل على الكمامات الواقية. تُظهر الصورة شرطي يرتدي كمامة مرسوم عليها وجه "الرجل الأخضر" المعروف باسم "هولك"، وهو شخصية خيالية ابتكرها الفنانين الأمريكيين ستان لي وجون كيربي وظهرت في مجلات الأبطال الخارقين في 1962 وفي العديد من الأفلام والمسلسلات. ويُعد هولك أحد أقوى الأبطال الخارقين، مما يطرح التساؤل عن سبب اختيار هذا الشرطي له.
صورة من: AFP/L. Robayo
مشاكل في فرنسا بسبب الكمامات
قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة أحد مصانع تصنيع الكمامات والملابس الواقية في سانت بارتيليمي دانجو بغرب فرنسا. أدى نقص الملابس والمعدات الوقائية إلى رفع مئات الأطباء لدعوى قضائية ضد الحكومة لعدم توفيرها لهم في هذا الوقت الحرج. إلا أن العديد من الأطباء مازالوا يقومون بأداء واجبهم رغم النقص. إعداد: أستريد بانغه دي أوليفيرا/ س.ح