ربما يكون التساؤل نابع من أن هذين الإعصارين جاءا متتابعين وحمل كلاهما أسماءً نسائية. إلا أن السنوات الماضية وبالتحديد عام 1992 سجلت إعصار "أندرو" الذي ضرب جنوب فلوريدا وجزر الباهاما وأحدث خسائر فادحة حتى أنه وصل إلى جنوب لويزيانا. ويعتبر "أندرو" حتى الآن أقوى الأعاصير التي اجتاحت الولايات المتحدة هذا القرن. أما إعصار "إيفان" الذي اجتاح في عام 2004 سواحل جاميكا وكوبا والعديد من المناطق في شرق الولايات المتحدة فهو أيضا أعصار قوي وتسبب في حدوث خسائر كبيرة.

أسماء الأعاصير ودلالتها

قد يظن البعض أن أسماء تلك الأعاصير لها مدلول أو معنى. لكن الأمر أبسط من ذلك بكثير، فالأسماء نفسها لا تحمل معان معينة، إلا أنها سهلة النطق وتمنع حدوث أي لبس إذا ما نشأ أكثر من إعصار في آن واحد. كما أن الخبرة في مجال الأرصاد الجوية أثبتت أن الأسماء و التعبيرات القصيرة كوسيلة اتصال بين المئات من مراكز الأرصاد يقلل من إمكانية الوقوع في أخطاء قد يكون لها آثار لا تحمدعواقبها. ويتم إطلاق إسم على عاصفة ما عندما تصل سرعتها إلى 72 كم في الساعة وتتحول إلى إعصار إذا ما وصلت إلى 114 كم في الساعة. هذا وقد بدأ استخدام الاسماء الشخصية في الولايات المتحدة الأمريكية لتعريف أعاصير الباسيفيك في عام 1950وكانت بالترتيب الأبجدي. إلا أن الاستخدام المتكرر لتلك الأسماء الأبجدية أحدث الكثير من الحيرة. وابتداءً من عام 1953 أصبحت الأعاصير تحمل أسماء نسائية وأصدر مركز الأعاصير الوطني في الولايات المتحدة قائمة رسمية بتلك الأسماء. استمر الحال على ما هو عليه حتى نهاية السبعينيات ومن أجل ألا تكون أسماء الأعاصير قاصرة على الأسماء النسائية، تم وضع قائمة بأسماء الأعاصير تتضمن أسماء نسائية وذكرية بالتتابع

أسماء الأعاصير لها مواصفات

أصبح إصدار قائمة أسماء الأعاصير له معايير في مركز الأعاصيرالأمريكي، فهي يجب أن تكون قصيرة وسهلة النطق ولها ترتيب أبجدي. وتتكون القائمة من 21 إسما وتوضع ست قوائم لست سنوات ويعاد استخدامها مرة أخرى بمعنى أن الاسم الواحد يتكرر مرة أخرى بعد مرور ستة أعوام. أما في منطقة وسط وشرق الباسيفيك إضافة إلى خليج المكسيك، فتصدر لجنة الأعاصير التابعة لمحطات الأرصاد الجوية العالمية قائمة خاصة لتسمية الأعاصير في هذه المنطقة، على أن تتضمن أسماء مؤنثة ومذكرة باللغة الإنجليزية و الأسبانية و الفرنسية، حيث أنها اللغات المتداولة في هذه المناطق

كاترينا لن تتكرر

إذا ما كان الإعصار قويا ومدمرا لدرجة أنه خلف وراءه خسائر

فادحة، فإنه يتم شطب اسم هذا الإعصار من القائمة. اسم إعصار كاترينا على سبيل المثال، نظرا للدمار الذي خلفه وراءه لن يستخدم بعد ذلك. الأعاصير التي يعيشها الإنسان تترك لديه أضرارا نفسية وهذا ما تريد منظمة الأرصاد الجوية تفاديه من أجل ألا يتذكر الأشخاص أهوال الإعصار عند سماعهم هذا الاسم مرة أخرى. وبالتالي سيحل محل اسم "كاترينا" اسم جديد في قاعدة بيانات أسماء الأعاصير لاستخدامها مرة أخرى

الشطر الآخر من الكرة الأرضية

الأسلوب المستخدم في تسمية العواصف والأعاصير ليس متبعا في كل أنحاء العالم. فمثلا في آسيا ليس هناك قاعدة عامة. تارة تسمى على أسماء الزهور أو الأشياء. تسمية الأعاصير في اليابان أسهل من ذلك بكثير، فهي تحصى بالتتابع وإذا ما انتهى العام يبدأ في العد من جديد

هبة الله إسماعيل