أكد وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي من طهران أن السعودية طلبت من بلاده بشكل رسمي التوسط بينها وبين إيران من أجل خفض التوتر القائم. وأشار الوزير إلى إجراءات اتبعتها الرياض لخفض التوتر بناء على طلب العراق.
إعلان
قال وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، اليوم الأحد (13 آب/ أغسطس) إن السعودية طلبت من العراق التدخل للتوسط بين الرياض وطهران. ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية، التي نقلت بدورها عن وكالة تسنيم للأنباء، فإن وزير الداخلية العراقي أشار، في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني رحماني فضلي، تم عقده اليوم في العاصمة الإيرانية طهران، إلى زيارته الأخيرة إلى السعودية ولقائه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ولم يصدر أي رد فعل سعودي على تصريحات الأعرجي.
وقال الأعرجي إن ابن سلمان طلب منه بشكل رسمي التوسط بين إيران والسعودية من أجل "خفض التوتر القائم"، وأضاف الوزير العراقي أن "العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز طلب منه أيضا هذا الطلب".
وذكر الأعرجي أنه طلب من السعودية بالمقابل التعامل مع الحجاج الإيرانيين بشكل مختلف، وقال الوزير" قلت لهم، عليكم التعامل مع الحجاج الإيرانيين باحترام وبأفضل شكل ممكن، وأن تسمحوا لهم بزيارة مقبرة البقيع، حيث قدم الجانب السعودي وعودا حول هذا الأمر، والآن مقبرة البقيع مفتوحة أمام الحجاج الإيرانيين". وتابع "نحن نؤمن بأن العلاقات الودية بين إيران والسعودية تساعد على توفير الأمن في المنطقة".
بدوره توجه وزير الداخلية الإيراني إلى نظيره العراقي بالقول: "إن احترام وعزة الحجاج الإيرانيين مهم جدا، نحن كنا نسعى دائما للعلاقات مع السعودية. إن سياسة إيران هي التعاون المؤثر مع دول المنطقة ونحن لم نكن السباقين في قطع العلاقات".
يذكر أن السعودية قطعت العلاقات مع إيران في شهر كانون ثان/يناير عام 2016 ،عقب قيام متظاهرين إيرانيين باقتحام القنصيلة والسفارة السعودية في مشهد وطهران على التوالي وإضرام النار بهما، عقب إعدام رجل الدين نمر باقر النمر، ضمن 47 شخصا أدينوا بالإرهاب، وفقا للقضاء السعودي.
ع.أ.ج ( د ب ا)
الحج.. حوادث مأساوية تمتد تبعاتها إلى السياسة
الحوادث الكثيرة التي حصلت في مواسم الحج السابقة بين تدافعات وانهيارات وحرائق وأعمال عنف، والخلافات الناتجة بسببها، جعلت هذه الشعيرة الإسلامية تصبح ورقة سياسية في الخلافات بين السعودية وبعض الدول.
صورة من: picture-alliance/dpa
حادثة منى في 2015
حادثة التدافع المأساوية في منى في شهر أيلول/سبتمبر عام 2015 التي أودت بحياة نحو 2300 شخص بينهم 464 إيرانياً، فتحت باب الانتقادات الحادة الموجهة للسعودية مجدداً، وخاصة من إيران التي اتهمتها بعدم القدرة على تنظيم الحج، وتلاه أزمة دبلوماسية بين البلدين نتج عنها انقطاع الإيرانيين عن موسم الحج في عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
حادثة سقوط الرافعة
وماعدا حوادث التدافع، أودت حوادث الانهيارات وسقوط الرافعات أيضاً بحياة الحجاج، لعل آخرها كانت حادثة انهيار إحدى الرافعات في مشروع توسعة المسجد الحرام في 11 أيلول سبتمبر من العام 2015، والتي خلفت أكثر من مئة قتيل ومئتي جريح.
صورة من: picture alliance/dpa/N. Mounzer
انهيار فندق "لؤلؤة الخير" في 2006
ومن الحوادث المأساوية انهيار فندق "لؤلؤة الخير" في مكة المكرمة في بداية العام 2006 أودى بحياة 76 شخصاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحرائق أحياناً تودي بحياة الحجاج
وتسببت بعض الحرائق أيضاً بفقدان الحجاج لحياتهم، ففي نيسان/أبريل من عام 1997، اندلع حريق كبير في إحدى مخيمات الحجاج أودى بحياة أكثر من 300 حاجاً وجرح أكثر من 1500 آخرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Nelson
حادثة نفق منى في 1990
حدث تدافع كبير في نفق منى جنوب مكة في تموز/يوليو 1990 إثر عطل في نظام التهوية، وأسفر عن مقتل 1426 حاجا اختناقاً، وكان معظم الضحايا من الماليزيين والاندونيسيين والباكستانيين.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
إيران تدعو لتدويل الحج
الحوادث التي حصلت في الحرم المكي كانت منطلقاً لبعض الدول والأطراف للدعوة إلى تدويل الحج. وكانت إيران أولها، إذ تتكرر دعواتها منذ حادثة 1987 إلى تدويل الحرمين المقدسين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Biber
بداية الأزمة مع إيران
وتعود جذور الأزمة بين البلدين إلى تموز/يوليو عام 1987، عندما خرج الحجاج الإيرانيون في مظاهرة "البراءة من المشركين" رافعين فيها شعارات مؤيدة لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية روح الله الخميني. والتي وقع فيها نتيجة استخدام العنف من قبل قوات الأمن السعودية 402 قتيلا، بينهم 275 إيرانياً.
صورة من: picture-alliance/dpa
القذافي كان يدعو لـ"فاتيكان إسلامي"
وليست إيران وحدها من دعا لتدويل الحج، فقد طالب معمر القذافي سابقاً بإيجاد ما يمكن أن يطلق عليه "فاتيكان إسلامي" في مكة والمدينة بحيث يتم وضع الأراضي الإسلامية المقدسة في الأراضي الحجازية تحت وصاية هيئة إسلامية تكون هي المشرفة والوصية على البقاع المقدسة.
صورة من: picture-alliance/dpa
السعودية تعتبر دعوات التدويل إعلان حرب
وعاد الحديث عن هذه الدعوات إلى المقدمة حديثاً مع إعلان السعودية على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير أن "تدويل المشاعر المقدسة عمل عدواني وإعلان حرب ضد المملكة". في إشارة إلى قطر. إلا أن قطر تنفي الموضوع برمته وتتهم السعودية بمحاولة تسييس الحج.