تقول الإحصائيات إن نحو 10 إلى 15 بالمائة من البشر يستخدمون اليد اليسرى في الكتابة وقضاء معظم أمور الحياة بدلا من اليد اليمنى، فما هي أهم مشاكلهم وهل هم بالفعل أكثر إبداعا ونجاحا من غيرهم؟
إعلان
رغم محاولات العلماء البحث عن السبب العلمي الذي يجعل بعض الأشخاص يستخدمون اليد اليسرى في الكتابة وفي معظم أمور الحياة الأساسية بدلا من اليد اليمنى، إلا أنه لا يوجد تفسير علمي واضح حتى الآن. ويرجح الباحثون أن الجينات لها تأثير على هذا الأمر، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الأمر وراثي فزواج رجل وامرأة يكتبان باليد اليسرى لا يعني بالضرورة إنجاب طفل أعسر (أشول).
وهناك بعض الأقاويل المنتشرة والتي تؤكد أن الشخص الأعسر أذكى وأكثر قدرة على الإبداع، وهي فكرة منتشرة بسبب وجود العديد من المشاهير الذين يستخدمون اليد اليسرى كباراك أوباما وبيل كلينتون وبول مكارتني وغيرهم، كما يوضح سيباستيان يوتسي، المتخصص في علوم الأحياء والصحفي العلمي، في مقابلة مع DW. في الوقت نفسه يقول البعض إن أينشتاين كان يستخدم يده اليسرى أيضا، لكن لا يوجد دليل قاطع على ذلك. في الوقت نفسه يتمتع الشخص الأعسر بمزايا إضافية في بعض أنواع الألعاب الرياضية مثل التنس والملاكمة، ما يؤدي إلى تميزه فيها، وهو ما يعزز من فكرة أن الشخص الأعسر أكثر إبداعا ونجاحا.
مخطوطات قرآنية قديمة في خزانات المكتبات الألمانية
اكتشف باحثون ألمان نسخة من المصحف يعتقد أنها كتبت بعد وفاة النبي محمد بحوالي 20 إلى 40 عاماً. وتوجد في رفوف بعض المكتبات والجامعات الألمانية مخطوطات قرآنية قديمة من شأنها أن تلقي الضوء على حقب مهمة من تاريخ الإسلام.
صورة من: MAHMUD TURKIA/AFP/Getty Images
رق من مخطوطة بمكتبة برلين الحكومية به آيات من سورة النساء. وتم فحص عينات من هذه المخطوطة بتقنية الكربون كجزء من مشروع بحثي عالمي يهدف إلى محاولة تتبع تاريخ كتابة القرآن.
صورة من: Staatsbibliothek zu Berlin/Preußischer Kulturbesitz
مخطوطة برلين تتكون من سبع رُقوق، وتظهر هنا أيضا ثقوب وقطع وحرق في جوانب الرق. ومن الصعب تحديد الموطن الأصلي لهذه المخطوطة التي وصلت إلى ملكية المكتبة عام 1940.
صورة من: Staatsbibliothek zu Berlin/Preußischer Kulturbesitz
أرسلت عينة من رق المخطوطة إلى "المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا" في زيوريخ، لتتعرض لاختبار الكربون المشع لتحديد عُمر الرَق.
صورة من: Staatsbibliothek zu Berlin/Preußischer Kulturbesitz
كريستوف راوخ، الخبير بالمخطوطات الإسلامية ومدير قسم المشرق بمكتبة برلين يقول إن "الفحص الكربوني لا يعطي نتائج قاطعة عن تاريخ الكتابة، وإنما عن عمر الجلد المُستخدم".
صورة من: DW/K. Salameh
رق (جلد رقيق يكتب فيه) آخر من المخطوطة نفسها بمكتبة برلين. ويبلغ طول الرق حوالي 35 سم وعرضه 26 سم تقريبا. وعن نتيجة الفحص يقول راوخ: "بنسبة 95 فإن الرَقّ يعود للأعوام بين 606 و652 ميلادي.
صورة من: CC BY-NC-SA 3.0 DE/Staatsbibliothek zu Berlin – PK
وفي مكتبة جامعة توبينغين عثر الباحثون على نسخة من المصحف يعتقد أنها تعود إلى عصر الخلفاء الراشدين أو أوائل عصر الدولة الأموية. ووصلت هذه النسخة للمكتبة عام 1864.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Murat
في عام 2012 دمر متشددون إسلاميون في مالي الكثير من مخطوطات تمبكتو. لكن تم إنقاذ الكثيرين أيضا ووصلت إحدى المخطوطات إلى جامعة توبينغن لحفظها من التلف وإجراء أبحاث عليها.
صورة من: Dr. Wilfried Lagler/Universitätsbibliothek Tübingen
مخطوطة أخرى من مخطوطات تمبكتو القيمة وصلت إلى مكتبة برلين الحكومية وأصبحت في مأمن من نيران المتشددين الإسلاميين الذين حرقوا المخطوطات ودمروا الأضرحة في تومبكتو.
صورة من: DW/Sandrine Blanchard
واستقبلت مكتبات ألمانيا مجموعة من المخطوطات المهددة بالتلف في تمبوكتو، بهدف ترميمها وابعاد التشوهات التي لحقت بهذا الإرث الانساني العالمي.
صورة من: CSMC
المستشرقة الألمانية أنغيليكا نويفيرت تدير منذ عام 2007 مشروعا تابعا لأكاديمية العلوم برلين- براندبورغ يبحث في النصوص القرآنية من أجل وضع تفسير شامل لها في سياقها التاريخي.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحديث عن القرآن تزايد مؤخراً في ألمانيا بعد حملات توزيع نسخ من المصحف باللغة الألمانية من طرف السلفيين في عدد من شوارع المدن الألماينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Britta Pedersen
حفظ القرآن عن ظهر قلب تقليد يتوارثه المسلمون جيل بعد جيل حتى في ألمانيا. كما توجد ترجمات عديدة للقرآن إلى اللغة الألمانية، قام بها ألمان وغير ألمان، مسلمون وغير مسلمين. الكاتب: عبد الرحمان عمار
صورة من: MAHMUD TURKIA/AFP/Getty Images
12 صورة1 | 12
صعوبات يومية
لكن الصورة ليست وردية دائما فالشخص الأعسر يعاني من صعوبات عديدة في المجتمع ولعل أبرز مثال على ذلك كان حالة الملك جورج السادس (والد الملكة إليزابيث) الذي عرف عنه تعثره في الكلام وهي المشكلة التي عانى منها طويلا وقيل إن سببها كان إجباره على استخدام يده اليمنى رغم أنه كان يكتب باليد اليسرى. ولا يتقبل الكثيرون في بعض الدول فكرة وجود شخص يكتب بيده اليسرى ويتم تدريبهم على الكتابة باليد اليمنى، وحتى في ألمانيا كانت بعض المدارس تجبر التلاميذ على الكتابة باليد اليمنى حتى ثمانينات القرن الماضي، كما يقول يوتسي.
ويشير يوتسي إلى أهمية وجود المنتجات المناسبة لمن يستخدمون اليد اليسرى، فالمقص وحافظة النقود وقلم الحبر المناسب يساعد الشخص الأعسر على أداء مهام الحياة اليومية بشكل أسهل. ويرى يوتسي أن الطفل الذي يكتب بيده اليسرى يجب أن يتدرب على الإمساك بالقلم بشكل طبيعي دون أن يميل في أي اتجاه، ليكتب بنفس الشكل الذي يكتب به من يستخدم يده اليمنى.