الأعلى منذ 2016.. زيادة الهجرة غير النظامية إلى ألمانيا
٢٢ أغسطس ٢٠٢٤
ارتفعت معدلات الهجرة غير النظامية إلى دول الاتحاد الأوروبي منذ 2016، حيث دخل أكثر من 380 ألف مهاجر غير نظامي خلال 2023 إلى الاتحاد الأوروبي وينحدر معظمهم من سوريا وتركيا وأفغانستان ويقصدون طلب اللجوء في ألمانيا.
إعلان
كشف تقرير للشرطة الاتحادية والمكتب الاتحادي للتحقيقات الجنائية في ألمانيا حول "جرائم تهريب البشر" أن عدد المهاجرين غير النظاميين إلى أوروباارتفع خلال عام 2023 بشكل ملحوظ، حيث أصبحت ألمانيا الوجهة الرئيسية للمهاجرين غير النظاميين إلى الاتحاد الأوروبي. وسجلت وكالة حرس الحدود وخفر السواحل الأوروبية (فرونتكس) 380.200 حالة دخول غير قانونية عبر الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وهذه الأرقام هي الأعلى منذ عام 2016. يُذكر أن عدد حالات الدخول غير القانونية وصل إلى نحو 326.300 حالة خلال عام 2022.
وفي ألمانيا، سجل المكتب الاتحادي للتحقيقات الجنائية دخول 266.224 شخصاً بشكل غير قانوني وإقامة غير مصرح بها. ومقارنة بالعام السابق، يمثل هذا الرقم زيادة بأكثر من 33 بالمائة. وكانت البلدان الأصلية الرئيسية لجميع طالبي اللجوء هي سوريا(54.207 شخصاً)، وتركيا (35.732 شخصاً) وأفغانستان (35.370 شخصاً).
"تصرفات تفتقر للرحمة والإنسانية"
وأوضح المكتب في تقريره أن العديد من طالبي اللجوء هؤلاء حصلوا على دعم من المهربين أثناء هروبهم، وعلى سبيل المثال، تم نقلهم في أجزاء من الطريق في شاحنات صغيرة. ويواصل التقرير أن مهربي البشر تصرفوا على نحو متزايد بشكل ينطوي على مخاطر وقسوة تجاه الأشخاص الذين يتم تهريبهم، وتجاه الأطراف الثالثة غير المتورطة وضباط الشرطة من أجل التهرب من المراقبة، وبالتالي الملاحقة القضائية.
ترسيع ترحيل المجرمين الأجانب في ألمانيا
02:08
ويشير المكتب الاتحادي للتحقيقات الجنائية إلى أن العديد من طالبي اللجوء يتم نقلهم في المركبات "بطريقة غير إنسانية"، مع وجود خطر كبير على الحياة بسبب نقص الأوكسجين أو الجفاف أو انخفاض حرارة الجسم أو زيادة خطر الإصابة في الحوادث.
وبحسب المكتب، في الحالات المُسجلة خلال عام 2023 جرت عمليات التهريب بشكل متزايد عبرالبحر الأبيض المتوسط وبشكل أقل عبر طرق البلقان. وأوضح التقرير أن نحو 50 بالمائة من الأشخاص الذين تم تهريبهم عبروا الحدود البولندية إلى ألمانيا (41.9 بالمائة)، وحوالي الثلث من النمسا (29.4 بالمائة)، وحوالي خمسهم من جمهورية التشيك (22.5 بالمائة).
وبحسب المكتب، فإن معظم المشتبه بهم المسجلين في مجال جرائم التهريب العام الماضي جاؤوا من سوريا وألمانيا وتركيا وأوكرانيا.
وأشار واضعو التقرير إلى ضرورة أن تتعاون السلطات الألمانية مع سلطات إنفاذ القانون في الدول التي ينحدر منها المهاجرون غير القانونيين ودول العبور ودول المقصد، وأوضحوا أنه بعد زيادة إجراءات الشرطة الصربية خلال عام 2023 سُجل عدد أقل بكثير من جرائم التهريب في بلد العبور الرئيسي هذا على طريق البلقان.
"حوافز مالية كبيرة"
وفي أولى ردود الفعل على التقرير انتقدت السياسية الألمانية سارة فاغنكنيشت الحكومة الألمانية وحمّلتها مسؤولية زيادة عدد المهاجرين وطالبي اللجوء الذين تم تهريبهم إلى ألمانيا خلال 2023. وقالت إن هناك "حوافز مالية كبيرة في ألمانيا وقلما تتم عمليات الترحيل، حتى لو تم رفض طلب اللجوء". وأضافت رئيسة "تحالف سارة فاغنكنيشت" القول: "هذا المزيج السام يجعل ألمانيا أكثر جاذبية للهجرة غير المنضبطة مقارنة بأي دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي."
واتهمت فاغنكنيشت التحالف الحاكم في ألمانيا بخلق مشكلة طويلة الأمد ويصعب حلها من خلال تمكين الهجرة غير النظامية، وقالت: "هذا الإرث المحزن للتحالف الحاكم لا يزال قائما، حتى لو انقطع غدا".
وأوصت فاغنكنيشت بالدنمارك كنموذج، حيث تنتهج الحكومة الدنماركية التي يقودها الديمقراطيون الاشتراكيون، سياسة صارمة للهجرة. وقال فاغنكنيشت: "يجب على ألمانيا أن ترسل أخيراً إشارة إلى العالم بأن فقدان السيطرة قد انتهى، تماماً كما فعلت الدنمارك. (...) أي شخص لا يتمتع بوضع الحماية لا يمكنه الاعتماد على الدعم المالي – وليس أمامه سوى مغادرة البلاد".
2023 الأكثر خطورة للاجئين.. معاناة مستمرة ومأساة تتفاقم!
يوما بعد يوم تتفاقم مأساة اللاجئين، ويعتبر 2023 الأكثر مأساوية إذ شهد النصف الأول منه غرق المئات من المهاجرين. في هذه الصور نسلط الضوء على محنة ومعاناة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم بمناسبة يوم اللاجئ العالمي.
صورة من: Fabrizio Villa/Getty Images
الأمل بعيدا عن الديار
اختارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الشعار: الأمل بعيدا عن الديار، للاحتفال بيوم اللاجئ العالمي لهذا العام. وهي تريد أن تركز فيه على "إﻳﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﻋﻠﻰ ﻗﻮة اندماجهم". وترى المفوضية أن ذلك يعد اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷﻛﺜﺮ "ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ" لتمكينهم من بدء حياة جديدة في اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻟﻬﻢ.
صورة من: Tessa Walther/DW
أسباب عديدة..
أسباب عديدة تجبر الناس على ترك أوطانهم واللجوء إلى دول أخرى طلبا للأمن. ولعل الحروب والنزاعات المسلحة هي السبب الأبرز، إلى جانب الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والاضطهاد لأسباب سياسية أو دينية أو ثقافية أو غيرها من الأسباب الشخصية.
صورة من: Nicoletti/dpa/picture alliance
تغير المناخ والكوارث الطبيعية
المناخ أيضا بات سببا للهجرة والنزوح حول العالم. فالظواهر المناخية المتطرفة والكوارث البيئية مثل الجفاف والعواصف المدمرة والفيضانات حول العالم ولاسيما في النصف الجنوبي للكرة الأرضية الذي يعاني من الفقر والصراعات، تدفع ملايين الناس للهجرة والنزوح ولاسيما للدول المجاورة.
صورة من: Orlando Sierra/AFP/dpa/picture-alliance
110 ملايين نازح ولاجئ حول العالم
ارتفع عدد النازحين حول العالم في عام 2022، جراء الصراعات والمجاعات وتغير المناخ، ليصل إلى مستوى قياسي تجاوز المائة مليون نازح، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وتقول المفوضية إن الاتجاه التصاعدي لم يظهر أي علامة على التباطؤ في عام 2023 حيث دفع الصراع في السودان إجمالي عدد النازحين في العالم إلى ما يقدر بنحو 110 ملايين نازح بحلول أيار/ مايو الماضي.
صورة من: Blaise Dariustone/DW
السودان..هروب جماعي من ويلات الحرب
شرّدت الحرب المستعرة منذ شهرين في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 2,5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في دارفور. ويعاني السودان أصلا من الصراعات والنزوح منذ اندلاع أزمة دارفور في عام 2003. وبحلول نهاية عام 2022، كان هناك أكثر من 3.7 مليون شخص من النازحين داخلياً، يعيش معظمهم بمخيمات في دارفور. ويعيش 800 ألف سوداني آخر كلاجئين في دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا.
صورة من: Gueipeur Denis Sassou/AFP
حرب أوكرانيا
الحرب في أوكرانيا كانت السبب الرئيسي للنزوح في عام 2022. وقد ارتفع عدد اللاجئين الأوكرانيين من 27 ألف لاجئ في نهاية عام 2021 إلى 5,7 مليون في نهاية عام 2022، وهو ما يمثل أسرع تدفق للاجئين في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
صورة من: Jens Schicke/IMAGO
حلم الفردوس الأوروبي
تعتبر أوروبا الوجهة الأولى للنازحين والمهاجرين من نصف الكرة الجنوبي ويحلم الملايين بالفردوس الأوروبي ويغامرون بحياتهم من أجل ذلك، من خلال محاولة عبور الصحراء الكبرى والبحر المتوسط أو عبر طريق البلقان أو حتى الغابات الشاسعة بين بيلاروسيا وبولندا ودول البلطيق.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/dpa/picture alliance
المتوسط مقبرة المهاجرين
يعتبر عبور البحر الأبيض المتوسط من أخطر الطرق التي يسلكها المهاجرون حول العالم، حيث غرق أو فقد أكثر من 26 ألف مهاجر في البحر المتوسط منذ عام 2014. ولعل عام 2023 كان الأكثر مأساوية حيث شهد النصف الأول من هذا العام غرق مئات المهاجرين، وآخر حادثة مأساة السفينة التي غرقت قبالة السواحل اليونانية وكان على متنها نحو 750 مهاجرا لم يتم إنقاذ سوى 104 منهم.
صورة من: Gianluca Chininea/AFP
عبء كبير على أوروبا
يشكل اللاجئون عبئا كبير على الدول الأوروبية، وهو ما يدفعها للتشدد في هذا الملف والبحث عن حلول وسياسة لجوء مشتركة. وبعد مفاوضات طويلة واجتماعات ماراثونية توصل وزراء داخلية الدول الأعضاء إلى صيغة للإصلاح الشامل لإجراءات اللجوء وملف الهجرة المطروحة منذ سنوات.
صورة من: Darko Vojinovic/dpa/AP/picture alliance
البحث عن شراكات في شمال أفريقيا
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق والتوصل إلى شراكات مع دول شمال أفريقيا ويخوض مفاوضات صعبة مع تلك الدول، ويحاول تقديم مساعدات وإغراءات مالية لتلك الدول بغية إقناعها بالتعاون مع أوروبا في التصدي للهجرة غير الشرعية وتدفق المهاجرين. وفي هذا السياق عرض الاتحاد الأوروبي مساعدات بأكثر من مليار يورو على تونس.
صورة من: Italian Premier Office/AP/picture alliance
عبور السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا
السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا يشهد دائما محاولات عبور مستمرة، بعضها جماعية مثلما حدث الصيف الماضي حين حاول مئات المهاجرين عبور السياج الحدودي من المغرب إلى جيب مليلة الإسباني في 24 حزيران/ يونيو 2022، وتصدت لهم قوات الأمن وقتل ما لا يقل عن 37 مهاجرا.
صورة من: Javier Bernardo/AP/dpa/picture alliance
استمرار مأساة اللاجئين السوريين
ورغم مرور 12 عاما على الأزمة السورية ونزوح وملايين السوريين من ديارهم، لا يزال الملايين ينتظرون العودة من مخيمات اللجوء ولاسيما في لبنان والأردن وتركيا إلى ديارهم. فيما يحاول كثيرون منهم عبور الحدود اليونانية التركية للوصول إلى أوروبا.
إعداد: عارف جابو