1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Syrien Minderheiten Assad

٥ يوليو ٢٠١١

يوجد في سوريا تنوع طائفي وعرقي فريد من نوعه، وهناك حالة تخوف من هذه الناحية لدى بعض أتباع الأقليات في سوريا. ولكن هل لهذا التخوف ما يبرره أم أنه وهم صنعه النظام؟ دويتشه فيله حاورت عدداً من الخبراء حول الأقليات في سوريا.

قمع كبير للتظاهرات ضد نظام الأسدصورة من: dapd

ما زالت الأوضاع في سوريا في تصعيد مستمر، وما زال الرئيس السوري يضرب مظاهرات المحتجين على نظامه بيد من حديد. أما المجتمع الدولي فما يزال متردداً حيال الأوضاع هناك، لعدم القدرة على تقدير أثر سقوط النظام السوري على المنطقة برمتها. وهذا بالضبط هو الجانب، الذي تستغله الحكومة في دمشق من أجل خدمة مصالحها، إذ أنها تقوم بنشر المخاوف من اندلاع صراعات طائفية ومن استيلاء جماعات أصولية على الحكم في سوريا. والمفارقة تكمن هنا في أن الحكومة السورية ارتبطت ولسنوات طيبة بعلاقات قوية مع منظمة حزب الله المتشددة، ولكنها لم تسمح بدخولها إلى البلاد.


النظام يغذي الطائفية

على الرغم من أن الدستور ينص على أن سوريا هي دولة علمانية ويسود فيها النظام الاشتراكي منذ عقود، إلا أن هناك خليطاً فريداً من نوعه في البلاد. وإذا ما استثنينا لبنان فيمكن اعتبار سوريا بأنها الدولة الأكثر تعقيداً من الناحية الطائفية والعرقية في سائر أنحاء الشرق الأوسط، فهناك المسلمون والمسيحيون والعلويون والدروز والإسماعيليون وغيرهم من الطوائف والعرقيات.

الدكتور فولكر بيرتيس خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة العلوم والسياسة في برلينصورة من: picture-alliance/dpa

ولم يسبق لنظام عائلة الأسد أن يتكلم بشكل علني عن سياسة طائفية خلال الإحدى وأربعين سنة الماضية، لكن يمكن أن تتطور الاحتجاجات الحالية ضد النظام إلى شكل من الصراع الطائفي والعرقي، كما يرى فولكر بيرتيس خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين. ويقول بيرتيس: "يمكن أن تمتد عملية سقوط نظام الأسد لفترة طويلة ودامية، وقد تقود إلى صراعات قد تأخذ طابع الحرب الأهلية، إذ تلعب المسألة الطائفية دوراً هاماً فيها، وينتهي الأمر إلى عمليات ثأرية من هنا وهناك".

ومثل عمليات الثأر هذه لم تظهر بعد في الدول المتجانسة عرقياً مثل تونس ومصر. أما في سوريا فاحتمال اندلاعها ليس مستبعداً. وأكثر من يتخوف من هذا الأمر هم أتباع الطائفة العلوية، لأن الأسد الأب ومن بعده ابنه بشار ينتميان لهذه الطائفة، وأحكما سيطرتهما على المناصب العليا في الحكومة والجيش وأجهزة المخابرات بتعيين أنصار لهما ينتمون للطائفة العلوية. وهذا ما نراه الآن، فقد بدأ النظام بتأجيج هذه الناحية عن طريق "تزويد القرى العلوية التي تقع على مقربة من القرى السنية بالأسلحة"، كما يقول السيد بيرتيس، الذي يضيف قائلاً: "هذا الأمر يشكل نزعة خطيرة للغاية، ويؤثر على الجميع". ويبدو أن بعض الأقليات بدأت تتخوف من خطورة هذه النزعة.

"الجيل الجديد يتمسك بعلمانية سوريا"

هل سيشكل رحيل النظام السوري خسارة كبيرة لحركة حزب الله؟صورة من: AP

ومنذ بدء الاحتجاجات في سوريا ادعت حكومة دمشق وجود جماعات مسلحة، ويجب القضاء عليها. وتلقي الحكومة باللائمة على قوات خارجية أدت إلى تأجيج الأوضاع في سوريا، من قبيل: جماعات إسلامية، جماعات سلفية، وحتى أنها اتهمت جهات لبنانية بأنها تشارك بشكل أو بآخر في تأجيج الأمور.

ويلعب النظام السوري متعمداً على وتر خشية الشعب من اندلاع المواجهات الطائفية، ولكن هذا الأمر يؤدي إلى زيادة غضب المحتجين، كما تقول الصحفية والخبيرة في الشؤون السورية كريستين هيلبيرغ. وتشير هيلبيرغ إلى أن "المتظاهرين يرفعون دائماً شعارات ويوزعون منشورات تشير إلى أنهم يرفضون الطائفية بكل أشكالها ويؤكدون على وحدة الشعب السوري".

ويبدو أن بعض المسيحيين في سوريا ينتابهم قلق من أن تأتي حكومة ذات توجهات سنية محافظة، فتقوم بممارسة التمييز ضد المسيحيين في البلاد، إلا أن الخبير الألماني بيرتيس يرى عكس ذلك فيؤكد على "وجود اتجاه كبير في صفوف المثقفين المسلمين السنة في سوريا يدعو إلى التمسك بالنظام العلماني في سوريا". كما يرى بيرتيس أن "فرص حركة الأخوان المسلمين تبدو ضعيفة، بالمقارنة مع مصر، في الفوز بأي انتخابات يمكن أن تجري في سوريا. كما أن حركتهم تم تقطيع أوصالها في المواجهات مع النظام التي جرت في ثمانينيات القرن الماضي. وحتى ما بقي من أتباع تنظيم الإخوان المسلمين فإنهم يعيشون لاجئين في الغرب، وقد أصبح لديهم أجندة جديدة بعيدة عن الأصولية أو التطرف".

وطوال فترة حكمهما قام رئيسا سوريا حافظ الأسد ومن بعده ابنه بشار بملاحقة كافة التنظيمات الدينية وقمع أتباعها. ولكنهما لم يتبعا هذه السياسة فيما يتعلق بالشيعة الموجودين في إيران وكذلك الأمر مع تنظيم حزب الله الشيعي في لبنان. لكن لم يسمح لحزب الله بالدخول إلى سوريا، كما يؤكد بيرتيس، الذي يضيف بأن "النظام السوري كان براغماتياً في تعامله مع الإسلاميين من حزب الله وحماس، فقد استخدمهم لخدمة سياسته الخارجية، فيما اضطهد كل الحركات المشابهة الموجودة في الداخل السوري".

لذلك يبدو أن رحيل النظام السوري سيشكل خسارة كبيرة للحركات الشيعية في لبنان، أي حزب الله وحركة أمل، كما يذكر خبير شؤون الشرق الأوسط بيرتيس.

ديانا هودالي/ أ. م.

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW