1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الألتراس" من ملاعب كرة القدم إلى الساحة السياسية

١٣ يناير ٢٠١٢

أصبح "الألتراس"او مشجعي النوادي الرياضية جزءا لا يتجزأ من الساحة السياسية المصرية منذ بداية ثورة 25 يناير في مصر.واصبحت لهم صولات وجولات مع القوى الأمنية المصرية. فمن أين بدأ الألتراس لينتهي بمشاركته في الأحداث السياسية؟

صورة من: Mohamed Gamal Beshir

ربما لم يسمع كثير من المصريين عن "الالتراس" قبل سنوات قليلة ، تعد على اصابع اليد الواحدة .حيث كان أول ظهور لهذه المجموعات في عام 2007، حينما احتفل النادي الاهلي المصري بمئويته الاولى، وظهرت مع هذه الاحتفالات مجموعة من المشجعين المتحمسين الذين اطلقوا على انفسهم اسم – التراس – مستخدمين الاسم الذي تستخدمه فرق التشجيع في اوروبا وامريكا الجنوبية، والذي يعني باللغة اللاتينية الشيئ الفائق أو الزائد عن الحد ، في اشارة الى الانتماء والولاء الشديدين اللذين تدين بهما هذه المجموعات لفرقها .

وتلا التراس الاهلي ، ظهور مجموعة مشجعين لمنافسه اللدود – نادي الزمالك – لتتابع جماهير كرة القدم المصري هذه الفئة من الشباب المتحمس , الحاضر في كل مباريات فريقه والذي عادة ما يصطدم بالامن بسبب حماسهم الكبير واستخدام الشماريخ داخل الملاعب .


كيانات بديلة

اللافت ان ظهور الالتراس للنور كان ضمن اتجاه بدأ يهيمن على المشهد المصري قبل ثورة يناير، بلجوء الشباب لاقامة كيانات بديلة عن الكيانات الرسمية المفروضة عليهم . ويقول رامي صلاح من اعضاء التراس أهلاوي إن القيود التي وضعت على الانضمام لروابط مشجعي الاندية من ضرورة الحصول على عضوية النادي التي تكلف الاف الجنيهات، فضلا عن تبعية هذه الرابطة لمجالس ادارات الاندية ،دفعت بالاف الشباب العاشقين لانديتهم لتكوين روابط تشجيع بديلة يديرونها بطريقتهم الخاصة. ويضيف رامي أن الفكرة الشائعة عن شباب الالتراس بانهم صغيرو السن، ومتوسطو الثقافة ويميلون لممارسة الشغب بسبب تعصبهم الشديد هي فكرة مغلوطة بالكامل، حيث تضم مجموعات الالتراس اطباء ومهندسين ومدرسيين وخريجي جامعات، كما ان اعمار اعضائها تتراوح بين الرابعة عشر من العمر وحتى الاربعين، يجمعهم جميعا الانتماء الشديد لنادييهم، بالاضافة الى ان قائد التشجيع في المباريات لا يعني بالضرورة انه الاكثر ثقافة او وعيا ولكنه الاكثر قدرة على الهاب حماسهم في المباريات.

صورة من: dapd

وبدأت فرق الالتراس المختلفة في لفت الانتباه بتزايد اعدادهم وانتماء آخرين من محافظات مختلفة، فضلا عن تنظيمهم الشديد داخل الملاعب والتشكيلات التي يقدمونها في بدايات المباريات،اضافة الى اصطدامهم الدائم بقوات الامن بسبب الاستخدام المفرط للقوة المرتبط بسلوك الشرطة في عهد مبارك، وهي اسباب ادت لشهرة الالتراس بين قطاعات عريضة من المصريين، حتى من غير المتابعين لكرة القدم .


الألتراس والثورة المصرية

وكما بقية المصريين، مثل اندلاع الثورة فرصة لمشجعي الالتراس للخروج للشوراع للمطالبة باسقاط نظام مبارك، وان منحتهم معرفتهم السابقة ببعضهم البعض خلال المباريات فرصة افضل للتنظيم في مجموعات ، واستخدام طرق انجع في التعامل مع قوات الامن .

ويتذكر رامي احداث ما بات يعرف لاحقا بموقعة الجمل، وكيف افادهم ما كانوا يتعرضون له في المباريات من مصادمات مع جنود الامن المركزي، في التصدي مع بقية المعتصمين للتحرير لهجوم بالخيول والجمال شنه عشرات من انصار مبارك على الميدان .خبرة الالتراس السابقة دفعتهم في ذلك اليوم لادارة الموقعة بشكل اكثر تنظيما، حيث نظموا انفسهم في ثلاثة صفوف، صفان يحملان الحجارة وصف واحد يحمل دروعا، عبارة عن مقلات امدهم بها سكان العمارات المحيطة بالتحرير – بحيث يشن الصف الاول هجوما بالحجارة على المهاجمين ثم يعود فيحتمي بصف الدروع ،وينخفض هؤلاء في اللحظة التي يكون فيها الصف الثالث يباغت بهجوم جديد، ليعود صف الدروع للنهوض بينما يكون الصف الاول قد اعاد التسليح بحجارة جديدة، الى ان انتهت المعركة بانسحاب انصار مبارك من الميدان .

الالتراس وتحدي الامن

زاد الاهتمام الاجتماعي بالألتراس للدور السياسي الذين لعبوه منذ قيام ثورة 25 ينايرصورة من: picture-alliance/dpa

كان ظهور الالتراس بهذا الشكل خلال الثورة واستمرار توتر الاوضاع في مصر، مؤشرا على بقائهم في الشارع، وتحول العداء الشديد بين ألتراس اهلي وزمالك الى تعاون مثمر في مواجهة قوات الامن، كما تكرر ظهورهم في مليونيات التحرير، مستخدمين قدرتهم على حشد اعضائهم وتنظيمهم في مجموعات فضلا عن طريقة دخولهم المميزة للميدان .كما برز دور الالتراس من جديد خلال احداث شارع محمد محمود القريب من ميدان التحرير، حينما دخل المتظاهرون في مصادمات عنيفة مع قوات الامن لاجبارهم على البقاء امام مقر وزراة الداخلية لحماية المعتصمين الموجودين في الميدان .


وكان خروج الالتراس من ملاعب كرة القدم الى الميدان مؤشرا على امكانية دخولهم لملاعب السياسة والذي تبلور فيما بعد بانضمام عدد منهم لحزب "بلادي" ومن بينهم رامي صلاح الذي اصبح متحدثا باسم الحزب، مضيفا ان الحزب وان لم يعبر بالضرورة عن كل مشجعي الالتراس لكن الالتراس يعبرون عن شريحة كبيرة من شباب مصري نجح في كسر كل القيود التي وضعها النظام السابق .

عمرو صالح - القاهرة

مراجعة: هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW