لم تغب كرة القدم عن المشهد المحتدم في البرازيل. فبعد خسارة الرئيس السابق جاير بولسونارو لسباق الانتخابات قام أنصاره بقطع الطرق اعتراضاً على نتيجة الانتخابات، ليقوم الألتراس بمواجهتهم وإعادة فتح الطرق أمام حركة المرور.
إعلان
رحب كثيرون بكسر ألتراس كرة القدم البرازيلية للحواجز التي أقامها أنصار اليمين المتطرف ومناصرو الرئيس السابق جاير بولسونارو.
وأصبح ينظر اليوم في البرازيل إلى التراس كرة القدم على أنها أبطال وأنصار للديمقراطية بعد فتحهم للطرق التي أغلقها أنصار الرئيس اليميني السابق بولسونارو الذين رفضوا قبول هزيمته أمام لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في الانتخابات الرئاسية التي أعلنت نتيجتها قبل أيام.
ويطالب أنصار بولسونارو المتشددون والذين يحتجون على نتيجة الانتخابات بتدخل عسكري على غرار الانقلاب العسكري الذي وقع عام 1964، بحسب صحيفة غارديان البريطانية.
وتشهد البرازيل انقساماً حاداً بين مؤيدي اليمين المتطرف بزعامة الرئيس السابق بولسونارو وبين أنصار اليسار بزعامة الرئيس دا سيلفا، فيما دخلت كرة القدم بقوة في المنافسة المحتدمة بين الفريقين حتى أن نجم كرة القدم البرازيلي نيمار يعد واحداً من أشد المؤيدين للرئيس السابق بولسونارو ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر فيه تأييده للحملة الانتخابية لبولسونارو.
ويوم الأربعاء، تجمع الآلاف من أنصار بولسونارو خارج القيادة العسكرية الشرقية لمدينة ريو للتعبير عن غضبهم من هزيمة بولسونارو والمطالبة بانقلاب عسكري."وهتف البعض منادين القوات المسلحة أن "أنقذوا البرازيل!" بحسب وكالة أسوشيتد برس.
كان متظاهرون مؤيدون لبولسونارو قد زعموا أن الانتخابات الرئاسية تم تزويرها ليقوموا لاحقاً بإغلاق عشرات الطرق السريعة والشوارع الرئيسية في جميع أنحاء البلاد منذ ليلة الأحد، الأمر الذي تسبب في حدوث فوضى وإلغاء رحلات جوية وتصاعد المخاوف من نقص الوقود.
وفي صباح يوم الثلاثاء، قضت المحكمة العليا في البرازيل بأن على شرطة الطرق السريعة الفيدرالية أن تتخذ على الفور إجراءات لفتح الطرق، لكن أظهرت مقاطع فيديو أن بعض ضباط الشرطة كانوا يشجعون الاحتجاجات.
وحتى صباح الأربعاء، قالت شرطة الطرق السريعة إنها طهرت أكثر من 600 نقطة من العوائق، بينما ظل 156 حاجزاً على الطرق السريعة الفيدرالية في جميع أنحاء البلاد.
لكن مع فشل أو تباطؤ قوات الشرطة في عملها بحسب أنصار الرئيس الفائز في الانتخابات دا سيلفا، قرر مشجعو كرة القدم تولي زمام الأمور بأنفسهم. فوفقًا لصحيفة "أو غلوبو" فإن أربع اتحادات على الأقل لألتراس كرة القدم - المعروفة في البرازيل باسم torcidas organisadas - اخترقت حواجز أقامها أنصار بولسونارو في عدة ولايات بهدف الوصول إلى ملاعب كرة القدم لمشاهدة المباريات دوري كرة القدم البرازيلي .
وأظهرت مقاطع الفيديو متداولة عبر الإنترنت مشجعي كرة القدم وهم يزيلون الإطارات من الطريق ويبعدون الشاحنات التي أغلقت حركة المرور.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ، وجه برازيليون الشكر للألتراس على دفاعهم عن الديمقراطية. تقول غردت فيرا ماجالهايس، الصحفية الداعمة للديمقراطية والتي غالباً ما تعرضت لمضايقات من قبل الرئيس بولسونارو وأنصاره: "أنا أؤيد خسارة فريقي أمام فريق جالو اليوم لمجرد مساهمة الالتراس في دعم المؤسسات الديمقراطية".
في هذه الأثناء، أزال مشجعو فريق Gaviões do Fiel في ساو باولو حواجز طريق في وقت متأخر من يوم الثلاثاء أثناء توجههم من ساو باولو إلى ريو، لمشاهدة مباراة فريقهم مع فلامينغو في استاد ماراكانا.
وبعد فتح جزء من الطريق السريع في ساو باولو، علق مشجعو نادي كورينثيانز لافتة كُتب عليها "نحن هنا من أجل الديمقراطية"، وهم يهتفون باسم الرئيس لولا.
بالإضافة إلى كونه فريق الرئيس المنتخب، فإن كورينثيانز معروف بمعارضته للديكتاتورية العسكرية البرازيلية 1964-1985 من خلال تأسيس حركة "ديموكراسيا كورينتيانا" بقيادة لاعبي كرة القدم الكبار مثل سقراط وكاساغراند.
كان الرئيس السابق بولسونارو ، الذي كسر أخيرًا صمته بعد الانتخابات بخطاب قصير بعد ظهر يوم الثلاثاء ، أيد ضمنيًا مزاعم المحتجين التي لا أساس لها بتزوير الانتخابات. وقال إن "الحركات الشعبية الحالية هي ثمرة سخط وشعور بالظلم حول كيفية سير العملية الانتخابية" ، مضيفًا أن الاحتجاجات لا يمكن أن تعرقل حق الناس في المجيء والذهاب.
ورفض بولسونارو الاعتراف بفوز لولا في خطابه، كما لم يقم بتهنئته. لكنه عملياً أمر رئيس الأركان بالبدء في عملية نقل السلطة واعترف للمحكمة العليا بأن "المباراة انتهت" بحسب ما ورد قال لقضاة المحكمة العليا خلال اجتماع يوم الثلاثاء.
عماد حسن
في صور: من تشرشل إلى لولا.. فن العودة لسدة الحكم!
على غرار لولا دا سيلفا الذي انتخب رئيسا للبرازيل لولاية ثالثة بعد أربع سنوات على دخوله السجن بطريقة مثيرة للجدل بسبب شبهات فساد، حقق قادة آخرون عبر التاريخ عودة غير متوقعة للساحة السياسية. التفصيل في هذه الصور.
صورة من: Miguel Schincariol/AFP/Getty Images
وينستون تشرشل..في زمن الحرب
قبل أن يصبح أحد اكثر الشخصيات تأثيرا خلال الحرب العالمية الثانية، اضطر وينستون تشرشل للاستقالة من قيادة البحرية البريطانية عام 1915 بعد الإخفاق في حملة الدردنيل التي سقط فيها عشرات آلاف الجنود. إلا أنه استعاد منصبه بعد 25 عاماً على ذلك بعيد اجتياح ألمانيا النازية لبولندا في الأول من أيلول/سبتمبر 1939.
صورة من: The Print Collector/Heritage Images/picture alliance
وينستون تشرشل..قيادي فذ
كان تشرشل رئيساً للحكومة البريطانية الائتلافية طوال الحرب العالمية الثانية، وشحن طاقات البلاد من خلال خطاباته الحماسية. وبعد الحرب عرف تشرشل انتكاسة سياسية جديدة، لكنه عاد إلى السلطة في العام 1951 في سن السادسة والسبعين.
صورة من: Uncredited/AP/picture alliance
شارل ديغول..زعيم المقاومة الفرنسية ضد النازية
رأس شارل ديغول صاحب النداء الشهير في 18 حزيران/يونيو 1940، الحكومة الموقتة للجمهورية الفرنسية التي تشكلت في فرنسا بعد تحرير باريس في آب/اغسطس 1944. لكنه استقال في 1946 لعجزه عن توحيد رؤية الأحزاب الرئيسية. انسحب من الحياة السياسية بالكامل بعد فشل تجمع الشعب الفرنسي في الانتخابات البلدية العام 1953.
صورة من: picture-alliance/dpa
شارل ديغول..قيادة الجمهورية
وشأنه شأن تشرشل، عاد ديغول إلى الساحة بعد سنوات قليلة. ففي الأول من حزيران/يونيو 1958 وبعد ثورة الجزائر في 13 أيار/مايو استعان الرئيس الفرنسي رينيه كوتي بديغول الذي كُلف بتشكيل أول حكومة في ظل الجمهورية الرابعة.
صورة من: picture-alliance/dpa
شارل ديغول..زمن الرحيل
في 21 كانون الألول/ديسمبر 1958 انتخب ديغول أول رئيس للجمهورية الخامسة. وغادر السياسية نهائياً في نيسان/أبريل 1969 بعد فشل استفتاء حول إصلاح مجلس الشيوخ واللامركزية.
صورة من: picture-alliance/dpa
خوان بيورن..في ظل الدكتاتورية
بعدما شغل مناصب حكومية عدة في ظل الديكتاتورية العسكرية الأرجنتينية، انتخب خوان دومينغو بيورن رئيساً عام 1946 وأعيد انتخابه في 1951.
صورة من: dpa/picture-alliance
خوان بيورن..زعامة تاريخية للأرجنتين
أصبح سياسياً يتمتع ببعد أسطوري في تاريخ الارجنتين وقد عززت مكانته هذه أناقة وهالة زوجته الممثلة إيفا. تمتع الزوجان اللذان أسسا الحركة البيرونية بشعبية واسعة لكن انقلاباً عسكرياً أطاح بهما عام 1955. انتقل خوان بيورن للعيش في المنفى في باراغواي ومن ثم مدريد.
صورة من: Keystone Pictures USA/ZUMAPRESS.com/picture alliance
خوان بيورن..عودة الأبطال
عاد خوان بيورن إلى الارجنتين عودة الأبطال في حزيران/ونيو 1973 حيث أعيد انتخابه في أيلول/سبتمبر لولاية ثالثة بعد 18 عاماً على مغادرته البلاد لكنه توفي بعد أقل من سنة على ذلك.
صورة من: Getty Images/Keystone
دينغ شياو بينغ..والثورة الثقافية
عُين دينغ شياو بينغ في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في 1945 وصعد بسرعة الصاروخ بعد اعتماد النظام الشيوعي في البلاد عام 1949. لكن خلال الثورة الثقافية (1966-1976) اتهم بـ"سلوك الطريق الرأسمالية" وأرسل للعمل كفني ميكانيكي في الأقاليم.
صورة من: Photoshot/picture alliance
دينغ شياو بينغ..العودة إلى السلطة
في عام 1973 أصبح شياو بينغ مجدداً نائباً لرئيس الوزراء ومن ثم رئيس أركان الجيوش الصينية. إلا أنه مع وفاة رئيس الوزراء شو إنلاي في كانون الثاني/يناير 1976 أقيل من جديد "لانحرافه يميناً". عاد إلى السلطة في 1978 وأطلق سياسة إصلاحات وانفتاح اقتصادي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Maxppp
أونغ سان سو تشي..معركة مع العسكر
فازت زعيمة المعارضة البورمية أونغ سان سو تشي بالانتخابات في أيار/مايو 1990 إلا أن النظام العسكري رفض تسليمها السلطة. أمضت أونغ سان سو تشي 15 عاماً في الإقامة الجبرية في دارتها العائلية في رانغون.
صورة من: Ann Wang/REUTERS
أونغ سان سو تشي..بين نيران العسكر وبريق السلطة
أصبحت رئيسة للوزراء في 2016 إثر فوز حزبها في أول انتخابات حرة منذ ربع قرن. إلا أن انقلاباً عسكرياً جديداً حصل في شباط/فبراير 2021. اعتقلت أونغ سان سوت شي في زنزانة انفرادية في سجن في نايبياداو.
صورة من: Aung Shine Oo/AP Photo/picture alliance
سيلفيو برلوسكوني ..الإيطالي المخضرم
منذ عام 1994 حكم سيلفيو برلوسكوني إيطاليا ثلاث مرات فيما تتماهى مسيرته مع تاريخ البلاد السياسي في السنوات الثلاثين الأخيرة.
صورة من: Nicola Marfisi/Avalon/ Photoshot/picture alliance
سيلفيو برلوسكوني..مسيرة ملطخة بالفضائح
في سن السادسة والثمانين، ورغم الفضائح الجنسية والمحاكمة التي لطخت سمعته، عاد برلوسكوني مرة جديد مع إعادة انتخابه عضواً في مجلس الشيوخ على رأس أحد أحزاب الائتلاف الذي يقوده اليمين المتطرف الفائز في الانتخابات التشريعية الأخيرة نهاية أيلول/سبتمبر الماضي. إعداد: عماد حسن
صورة من: Gregorio Borgia/AP Photo/picture alliance