1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الألعاب البارالمبية.. تحد بدأ من كرسي قدامى المحاربين

روني بلاشكة / زمن البدري٢٨ أغسطس ٢٠١٢

تستضيف لندن فعاليات الألعاب البارالمبية التي يشارك فيها أكثر من 4200 رياضي من 166 بلدا. الألعاب البارالمبية التي انبثقت فكرتها في المستشفى واقتصرت في بداياتها على قدامى المحاربين، أضحت تضم 20 رياضة ضمن 21 فئة و503 مسابقة

صورة من: dapd

بعد ثلاثة أسابيع من انتهاء دورة لندن للألعاب الاولمبية تشهد القرية الرياضية في العاصمة البريطانية خلال الفترة من 29 أغسطس/ آب الحالي وحتى 12من سبتمبر القادم، حدثا رياضيا كبيرا آخر، هو دورة الألعاب البارالمبية (الألعاب الاولمبية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة). رئيسة بلدية القرية الرياضية البارالمبية إيفا لوفلير وصفت هذا الحدث الرياضي الكبير بأنه مهم جدا بالنسبة لها و"أنها تشعر بأنها مرتبطة بأحداث دورة الألعاب البارالمبية ارتباطا وثيقا".

ارتباط عائلي بدورة الألعاب البارالمبية

ارتباط السيدة إيفا لوفلير بدورة الألعاب البارالمبية ليس محض صدفة، إذ إنها ابنة أخصائي الأعصاب الألماني لودفيغ غوتمان الذي نظم أول حدث رياضي للجنود ذوي الإعاقة المصابين في الحرب العالمية الثانية بمستشفى ستوك ماندفيل بالقرب من لندن، وكان ذلك عام 1948. وفي عام 1949 قال "ربما يصبح للمعاقين يوما ما دورة أولمبية". أما اليوم فقد تحققت أحلام لودفيغ غوتمان وأصبح لذوي الإعاقة الجسدية دورة العاب رياضية خاصة بهم تنظم كل أربع سنوات.

وتبدأ بعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية ويشارك فيها آلاف من الرياضيات والرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة من مختلف أنحاء العالم. إيفا لوفلير وصفت تنظيم لندن للدورة الحالية بقولها: لو كان والدي حاضرا اليوم في لندن لكان فخورا جداً بأن حلمه قد أصبح حقيقة.

مشاركة أكثر من 4220 رياضي من ذوي الإعاقة في الدورةصورة من: picture-alliance/dpa

تضم هذه الفعالية 20 رياضة مختلفة، ضمن 21 فئة و 503 مسابقة رياضية، تقام في 20 موقعا مختلفا، ويشارك فيها أكثر من 4200 رياضية ورياضي يمثلون 166 بلدا. ويشارك الفريق الألماني بـ 150 رياضيا، أما الفريق الانكليزي فيطمح في مشاركة مميزة وتحقيق نتائج كبيرة للفريق مشابهة لما حققه الفريق الانكليزي المشارك بدورة الألعاب الاولمبية في لندن والتي اختتمت قبل ثلاثة أسابيع.

بدايات تنظيم الألعاب

الدكتور لودفيغ غوتمان، صاحب فكرة تأسيس دورة الألعاب البارالمبية، ينتمي لعائلة يهودية ألمانية هربت من ألمانيا في سنة 1939 بعد سيطرة الحزب النازي على مقاليد السلطة في البلد. ابنته إيفا تستذكر تلك الأيام بالقول: حاول والدي أخفاء 60 يهوديا مطاردا من قبل قوات الغستابو (البوليس السري) في المستشفى الذي يعمل به في مدينة بريسلاو البولندية بعد أحداث ليلة الكريستال في برلين. وعندما جاءت قوات الغستابو للمستشفى قال لهم والدي بأن هؤلاء اليهود هم مرضى يتعالجون في المستشفى. بعد أشهر قليلة من ذلك قرر الدكتور لودفيغ غوتمان الهرب إلى انكلترا مع زوجته وطفلاه واستقر ببلدة ستوك ماندفيل والتي تقع في شمال غرب لندن.

في هذه المدينة الصغيرة عمل لودفيغ غوتمان كطبيب وحقق نجاحات كبيرة في معالجته مرضى الشلل التام. نجاحات الدكتور غوتمان الطبية غيرت من النظرة السلبية تجاه مرضى الشلل وجعلتهم يحصلون على عناية صحية مستمرة. مديرة المتحف اليهودي في لندن السيدة ريكي بورمان قالت بأن لودفيغ غوتمان وخلال تجربته العملية "أدرك مدى أهمية التحفيزات الجسمانية لعلاج المرضى من ذوي الإعاقة الجسدية".

وفي خريف 1944 شاهد الدكتور غوتمان بعض المرضى الجالسين على الكراسي الخاصة بالمعاقين وكانوا يلعبون بإحدى القطع ويرمونها بكراسيهم من جانب لأخر. الدكتور غوتمان تحمس لهذه اللعبة الجديدة وشارك مرضاه ممارسة هذه اللعبة، وهكذا نشأت لعبة البولو لكراسي الإعاقة. بعد ذلك تحمس الكثير من ذوي الإعاقة لممارسة الرياضات المختلفة، لأنها تقوي جهاز المناعة في الجسم وتعزز الثقة بالنفس.

دورة الألعاب البارالمبية بمدينة ستوك ماندفيل في سنة 1957صورة من: picture-alliance/dpa/empics

وفي أواخر شهر يوليو/ تموز من سنة 1948 نظم الدكتور لودفيغ غوتمان أول دورة ألعاب خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة وضمت مجموعة صغيرة من قدامى المحاربين البريطانيين من ذوي الإعاقة الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية.

إيفا لوفلر، والتي كان عمرها آنذاك إحدى عشر عاما، ساهمت أيضا في دورة الألعاب الأولى، إذ عملت كمساعدة فنية في مسابقة أقواس السهم وساهمت في جمع كرات تنس المضرب. إيفا لوفلير وضحت سبب تحمس والدها لتنظيم هذه الألعاب وذلك "لكونه يهودي كان يحس بالتعاطف مع الأقليات الأخرى الموجودة في المجتمع".

التحول إلى العالمية

في سنة 1952 توسعت المشاركة في البطولة وأصبحت دولية، بعد دعوة محاربين قدماء هولنديين للمشاركة في العاب البطولة. وفي سنة 1960 في روما توسعت الدورة بشكل كبير ولم تعد تقتصر على قدامى المحاربين بل أصبحت تضم لاعبين على كراسي الإعاقة. وفي سنة 1984 عادت دورة الألعاب البارالمبية من جديد لمدينة ستوك ماندفيل بعد أن رفضت مدينة لوس أنجلس الأمريكية، التي نظمت أولمبياد 1984، من تنظيم دورة الألعاب البارالمبية.

السباح الانكليزي السابق كريس هولمز، الذي يعتبر احد أفضل الرياضيين البارالمبيين في تاريخ انكلترا، يشغل حاليا مهمة التخطيط في الهيئة المشرفة على دورة الألعاب البارالمبية الحالية. كريس هولمز وصف الوضع الحالي لدورة الألعاب البارالمبية بأنه يختلف تماما عن سنة 1984 وان هناك حاليا هيئة مشرفة مشتركة لدورة الألعاب الاولمبية والبارالمبية ، يمارس فيها المنظمون عملهم بصورة مشتركة ويخططون سوية للعمليات اللوجستية والتقنية للبطولتين.

أبطال يتحدون الإعاقةصورة من: picture-alliance/Uli Gasper

استعدادات كبيرة للدورة

مدينة لندن المنظمة لهذه الفعاليات تحرص من جانبها على تقديم دورة العاب رياضية مميزة ووضعت خططا لتسهيل حركة اللاعبين والمتفرجين، من خلال تخصيص وسائل نقل خاصة وتوسيع منصات الصعود في محطات القطار وتزويد حافلات نقل الركاب بنظام الكتروني معلوماتي إذاعي ومرئي لمساعدة ضعاف البصر والسمع.

أما صاحب فكرة تأسيس دورة الألعاب البارالمبية لودفيغ غوتمان فقد تم بناء نصب برونزي له بالقرب من مدينة ستوك ماندفيل سيفتتح بالتزامن مع افتتاح الدورة الألعاب.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW