1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الألعاب التقليدية أكثر شعبية من الألعاب الإلكترونية

٣ مارس ٢٠١٠

رغم السيطرة الإلكترونية على الحياة اليومية، بما فيها أوقات الفراغ، إلا أن للألعاب الاجتماعية التقليدية شعبية تفوق الألعاب الإلكترونية. ويرى البعض أن للألعاب التقليدية دورا فعالا في تعميق الروابط الاجتماعية.

تختلف الألعاب الاجتماعية باختلاف المجتمعاتصورة من: AP

هل تريد أن تكون حاكما لديه السلطة المطلقة والجاه؟ هل تحلم بأن تصبح من كبار مالكي العقارات والأراضي، أو رجل أعمال ناجحا؟ هذا ما يسعى إلى تحقيقه الكثير من الألمان في أوقات فراغهم؛ وذلك من خلال عالم الألعاب الذي ينقلهم من الواقع إلى الخيال.

والخيال في الألعاب الاجتماعية الألمانية هو الذي يقود اللاعب الممارس إلى السلطة إذا فاز باللعبة، أو يجعل منه مليارديرا. ويتحقق ذلك، بالطبع، أثناء اللعب ويتبخر بانتهاء اللعبة. لكن يبقى منه شيء مهم. فالنجاح في اللعب يشترط مهارة. وهذه يلزمها التدريب. ويرى بعض علماء النفس أن امتلاك المهارة في اللعب المعتمد على تشغيل العقل، يمكن أن ينعكس إيجابيا لدى الانتقال من عالم الخيال واللعب إلى عالم الواقع والحياة العملية.

سحر الألعاب التقليدية

المونوبولي واحدة من أكثر الألعاب الاجتماعية التي يلعبها الألمان في أوقات الفراغ.صورة من: dpa - Bildfunk

وبالرغم من الطفرة الهائلة في المعلوماتية والانتشار الهائل لألعاب الكومبيوتر الإلكترونية، إلا أن الألعاب الاجتماعية التقليدية كالمونوبولي وغيرها، مازالت تملك سحرها الخاص لدى مختلف الفئات العمرية في ألمانيا. هذا ما تؤكده غيزلا، وهي سيدة ألمانية تجاوزت الـ 70 عاماً، وتداوم على ممارسة هذه الألعاب بشكل منتظم. وتضيف غيزلا قائلة "أعشق تلك الألعاب وخاصة الألعاب التي تتطلب خبرة ومهارة وذكاء".

أما أستريد، وهي سيدة تبلغ الـ43 من عمرها، فترى أن هذه الألعاب مهمة جداً للكبار والصغار، إذ من شأنها أن تخلق جوا عائليا من نوع خاص. وتضيف أستريد بأن "من الضروري مشاركة الأطفال في هذه الألعاب فهي تبقى في ذاكرة الإنسان وترافقه مدى الحياة". أما كاتيا، التي لم تتجاوز الـ17 من عمرها، فهي تهوى هذه الألعاب وخاصة تلك التي تتطلب استخدام الإستراتيجية والتكتيك.

نرد ودومينو وشطرنج

ولا يختلف الأمر في العالم العربي فالأمر كثيرا عن ألمانيا؛ إذ مازالت الألعاب التقليدية الاجتماعية كالنرد والدومينو والشطرنج. ففي البحرين تحتل هذه الألعاب مكانة خاصة لدى السكان من مختلف الفئات العمرية، كما تؤكد البحرينية دانة. وتضيف الشابة المتخصصة في لاقتصاد، في حديث مع دويتشه فيله، بان الناس في البحرين "يحبون هذه الألعاب ويقدرونها؛ إذ من شأنها أن تشغل أوقات الفراغ بطريقة مفيدة".

ويتفق كريم، وهو شاب مصري يدرس الهندسة الميكانيكية، في الرأي مع دانة. ويرى بأن لهذه الألعاب سحرها الخاص، خصوصا أن مصر مشهورة بمقاهيها التي تتيح للزائرين الاستمتاع بأوقات الفراغ من خلال لعب الطاولة والشطرنج والورق. ويضيف كريم قائلاً "إن الألعاب الاجتماعية شيء مهم جداً بالنسبة لنا نحن كمصريين إذ تعد هذه الألعاب تقليدا متوارثا من أجدادنا الفراعنة".

ويفتقد فيصل، وهو طبيب سوري يعمل في ألمانيا، الألعاب الاجتماعية التي تربى عليها في صغره، مشيراً إلى أن صورة كبار العائلة وهم يلعبون طاولة النرد عندما كان طفلاً صغيراً تكاد لا تفارقه؛ ويضيف بالقول: " يبقى الجو العائلي الذي تشيعه تلك الألعاب ذكرى جميلة تربط الأجيال المعاصرة بالأجيال السابقة".

"العلم في الصغر كالنقش في الحجر"

في ألمانيا هناك بعض المدارس التي أدرجت مادة الشطرنج ضمن مناهجها الدراسية.صورة من: picture-alliance/ dpa

وهو تماماً ما يراه فيصل، فخلال إقامته في ألمانيا تعرف على الكثير من الألعاب الاجتماعية التقليدية الخاصة بالمجتمع الألماني. ويشير الطبيب السوري إلى أن هناك الكثير من الألعاب التي لم يتمكن حتى الآن من مجابهة أصدقائه الألمان فيها كلعبة "البريدج"، معتبرا أنّ " لكل مجتمع ألعابه الاجتماعية الخاصة به، ولا يمكننا إجادة هذه الألعاب بشكل محترف إلا إذا تربينا عليها منذ صغرنا".

ويتفق مصطفى محسن، وهو عالم اجتماع مغربي، مع فيصل في رأيه؛ وهو يرى أن الألعاب الاجتماعية ظاهرة لا يمكن أن ينفرد بها مجتمع ما عن غيره. ويشير إلى أن الألعاب الاجتماعية تساهم في تعزيز مفهوم الثقافة الاجتماعية، كما أنها تؤدي دوراً مهماً في التربية الاجتماعية والنفسية لدى الأشخاص. ويضيف قائلاً "من خلال هذه الألعاب تتاح فرصة للاحتكاك الاجتماعي عبر الاتصال المباشر بين الأشخاص، مما يساهم في خلق جو حميمي بين الأصدقاء أو بين أفراد العائلة".

ألعاب الكومبيوتر بين التواصل والانعزال

يجمع الأطباء وعلماء النفس على ضرورة ملء وقت الفراغ بما يفيد الصحة النفسية للإنسان. وممارسة الرياضة البدنية هي أفضل الوسائل لذلك. والرياضة الذهنية مفيدة أيضا. وفي الألعاب الاجتماعية شيء منها، وفيها الترويح النافع. إذ وكثيراً ما يسعى الناس إلى التخلص من دوامة الحياة ومشاكل العالم الواقعي باللجوء إلى العالم الافتراضي، أي الألعاب الاجتماعية، كما يقول عالم الاجتماع الألماني شتيفان غرونفالد.

وتسيطرالألعاب الالكترونية على وسائل التسلية في أوقات الفراغ. إلا أن لذلك انعكاسات سلبية على المجتمع بحسب رأي العالم الألماني غرونفالد، الذي يعتبر أن انشغال كل شخص بمفرده بالكومبيوتر وألعابه، حطم الروابط الاجتماعية وأدى إلى المزيد من العزلة بين الناس؛ إذ لم تعد هناك ضرورة للعب الجماعي.

تعد ألمانيا من أكثر البلدان المنتجة للألعاب الاجتماعية إذ يتراوح عدد الألعاب التي يتم تصميمها بين 600 إلى 700 لعبة سنوياً.صورة من: Dimitri Vachedin

ويخالف الطبيب السوري فيصل غرونفالد في رأيه؛ فهو يعتقد أن التطور الهائل الذي حصل في تصميم الألعاب الاجتماعية الالكترونية، حوّل العالم الافتراضي إلى عالم حقيقي يجمع الناس عبر الشبكة الالكترونية، وزاد من إمكانية بناء علاقات اجتماعية مع الآخرين ومن مختلف أنحاء العالم. ويضيف فيصل قائلا "مع تطوير إمكانية التحدث مع الآخرين ومشاهدتهم عبر الكاميرات أصبح من المتاح ممارسة هذه الألعاب الاجتماعية إلكترونياً والتواصل مع الآخرين وهو أمر ممتع للغاية". أما الشاب المصري كريم، الذي يهوى لعب الورق، فيرى أن الألعاب الالكترونية مهما تطورت، تبقى موجهة لشريحة معينة من الناس.

ويرى الدكتور مصطفى محسن أنه لا مجال للمقارنة بين الألعاب الاجتماعية الإلكترونية والتقليدية. فبالرغم من الدور الذي تلعبه الألعاب الإلكترونية في تقوية الخيال وتربية الإبداع، إلا أن لها انعكاساتها السلبية وخصوصاً على الأطفال لما تسببه من خلط بين الواقع والخيال. وتختلف الألعاب الاجتماعية سواء كانت إلكترونية أم تقليدية في مضمونها، بين ألعاب تعتمد على الحظ كالنرد وما شابه، وأخرى تحتاج إلى مهارة وذكاء كالشطرنج. وتعتبر ألمانيا من أكثر البلدان إنتاجا لتلك الألعاب.

الكاتبة: دالين صلاحية

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW