الألعاب النارية.. فرحة عند البشر وتجربة مرّة لدى الطيور
٣٠ ديسمبر ٢٠٢٢
لا احتفال في رأس السنة دون ألعاب نارية. المنظر يبدو رائعا ويشي بأجواء الفرحة، لكن له محاذير جانبية قاسية على الطيور التي تعيش توترا بالغا وتضطر للهجرة القسرية.
إعلان
الاحتفال برأس السنة الميلادية لا يستقيم في جلّ مدن العالم دون إطلاق الألعاب النارية وإشعال المفرقعات. هذه الأجواء البهيجة تدخل الفرحة إلى نفوس المحتفلين الراغبين في توديع عام بكل إيجابياته وسلبياته واستقبال عام آخر يحقق أمانيهم. لكن البهجة ليست قدراً للجميع خلال هذا اليوم.
تعدّ الطيور من أكثر الكائنات التي تتضرّر من احتفالات الألعاب النارية، إذ ذكرت دراسة منشورة في مجلة Conservation Physiology أن ضربات قلوب الإوز ترتفع بنسبة 96 بالمئة، وتحديدا من 63 إلى 124 دقة في الدقيقة، كما ترتفع حرارة أجسامها بـ3 في المئة من 38 درجة إلى 39 درجة، وذلك خلال الساعة الأولى من العام الجديد، ما يبيّن وقوع ضغوط كبيرة غير مسبوقة على هذه الكائنات.
الدراسة أشرفت عليها الدكتورة كلاوديا واشر من جامعة أنجليا روسكين ARU البريطانية، واعتمدت على عينة من 20 من الإوز الرمادي، كانت في وادي بالنمسا، خلال فترة الاحتفالات برأس العام 2022، وتمت مقارنة النتائج بالحالة النفسية للإوز ذاته في أشهر أخرى، ونُشرت النتائج في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
ورغم انتهاء الاحتفالات، فإن ضربات قلوب الإوز بقيت في غير المعدل الطبيعي لمدة خمس ساعات، وتعدّ هذه واحدة من الدراسات القليلة التي اهتمت بحياة الطيور خلال فترة احتفالات السنة.
كما بيّنت دراسة أخرى لباحثين من ألمانيا والدنمارك وهولندا، استعانت بـGPS لتحديد مكان الطيور، أن الإوز المهاجر غادر بشكل مفاجئ أماكن سباته خلال ساعات الاحتفال بالعام الجديد، وانتقل إلى أماكن أخرى بعيدة تماما عن تجمع البشر.
وأوضحت هذه الدراسة التي أشرف عليها باحثون من المعهد الألماني ماكس بلانك المهتم بسلوكيات الحيوانات والمعهد الهولندي للإيكولوجيا أن الإوز طار في أسراب لمدة تزيد عن 500 كيلومتر ودون توقف، عكس ما عليه الحال في الأيام التي لا تشهد احتفالات، ولم تعد هذه الطيور لمكانها حتى بعد انتهاء الاحتفالات، وهاجرته بشكل نهائي.
وأشار الباحثون في هذه الدراسة إلى أن نسبة ولو قليلة من المفرقعات قد تغيّر سلوك الإوز بشكل قد يهدد حياة هذه الكائنات، خصوصا عندما تجبر على الهجرة في فصل الشتاء الذي يشهد انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة. وأوصى الباحثون بمنع هذه الاحتفالات في المناطق القريبة من الحدائق العامة التي تعيش فيها الطيور.
ع.ا
أسراب طيور الزرزور ترسم لوحات فنية متحركة في السماء
تبدو حركة طيور الزرزور في السماء كقطع فنية متحركة، يعتقد العلماء أن غرضها الأساسي هو ضمان سلامة السرب. هذه "اللوحات المتحركة" تستهوي المصوّرين والمهتمين بالحياة البرية بشكل كبير.
صورة من: AFP/Getty Images/V. Pinto
سحب سوداء
تطير أسراب الزرزور في تشكيل ضيق في سماء اسكتلندا، وتُشكل مظهرًا متغيرًا يشبه السحب، ما يعدّ أعجوبة طبيعية حقيقية. عادة، تتدفق هذه الطيور معًا قبل غروب الشمس قبل أن تعود بسرعة إلى الأرض للراحة.
صورة من: Stuart Walker/i-Images/imago images
طيور ذات طابع اجتماعي
يدخل طائران من الزرزوز في معركة قصيرة على الطعام في محطة القطارات الرئيسية في برلين - على الرغم من أن طيور الزرزور في الغالب تعدّ طيوراً اجتماعية. في أوائل الصيف ، مباشرة بعد موسم التكاثر ، يبدأ الزرزور الصغير في البحث عن الدخول في مجموعات ومع اقتراب الخريف ، تنمو هذه المجموعات بشكل أكبر.
صورة من: Michael Sohn/AP/picture alliance
معركة طويلة نحو الهدف
تميل طيور الزرزور إلى التجمع في مجموعات كبيرة بحلول شهري سبتمبر وأكتوبر كما يظهر هنا في قرية صغيرة في شمال فرنسا، وذلك قبل انطلاق موسم الهجرة إلى جنوب وغرب أوروبا. في بعض الأحيان ، تطير هذه الطيور لمسافة 2000 كيلومتر (أكثر من 1200 ميل) للوصول إلى أجواء مناخية أكثر اعتدالًا.
صورة من: Pascal Rossignol/REUTERS
كرة سوداء في السماء
يقول علماء الطيور إن الزرزوريات تتجمع في قطعان بشكل أساسي كاستراتيجية دفاعية ضد هجمات الطيور الجارحة. يصعب كثيرا على الطيور المهاجمة التحرّك داخل هذه القطعان وفي النهاية تسقط من السحابة. الصورة لسرب فوق حقل بالقرب من كريات جات- إسرائيل.
صورة من: Amir Cohen/Cohen
لا ديكتاتورية في قرارات الطيران
بفضل الجسم المرن للزرزور، وقصر جناحيه وذيله، يمكن للقطيع بسهولة تعديل مسار طيرانه. لا يقود القطيع زعيم واحد، بل تتكيف الطيور مع المجموعة ومع نمط الطيور القليلة المحيطة بها. الصورة لقطعان الزرزور في روما الايطالية خلال فترة الغروب.
صورة من: Tiziana Fabi/AFP/Getty Images
قرارات سريعة
يمكن لطيور الزرزور أن تغير مسار اتجاهها مهما كان شكل التشكيلات في السماء، وأن تدور في بضع ثوان. تحافظ هذه الطيور على مسافة جناح واحد تقريباً عن الطيور الأخرى في القطيع. ولكن إذا غيرت طيور مسارها، فستتخذ طيور أخرى القرار ذاته.
صورة من: AFP via Getty Images
زوار غير مرحب بهم
مع انخفاض درجات الحرارة في وسط وشمال أوروبا، تشهد روما وصول أعداد كبيرة من طيور الزرزور كل عام . تتكون القطعان أحيانًا من مليون طائر، لكن في الجانب الآخر، ينتج عن هذه الهجرة ضوضاء كبيرة وفضلات طيور غير مرحب بها أثناء مرورها في السماء.