هرليش: لست الشخص المناسب لحل المشاكل الحالية في الزمالك
صلاح شرارة
٦ أبريل ٢٠٢٣
بعدما اقترب الألماني هايكو هرليش من التعاقد مع الزمالك لانتشاله من أزمته، حمل المدرب الألماني أمتعته، بعد يوم واحد فقط في القاهرة، وعاد لبلده. وبينما تناول الإعلام المصري سبب عدم إتمام التعاقد، أوضح هرليش بنفسه الأمر.
المدرب الألماني هايكو هرليش كان يتمنى تجربة تدريب نادي الزمالك المصري، لكنه عاد إلى ألمانيا بعد يوم واحد فقط قضاه في القاهرة. صورة من: Getty Images/L.Baron
إعلان
منذ أمس الأربعاء ولا حديث للإعلام الرياضي في مصر إلا عن فشل صفقة تعاقد نادي الزمالك مع المدرب الألماني هايكو هيرليش. وترددت طوال الليل في القاهرة أنباء عن أسباب فشل الصفقة، وقيل إن أهمها هو أن هرليش اشترط أنه في حالة إقالته يحصل على كامل مدة تعاقده، أي راتب لموسم ونصف موسم.
مؤخرا، اشتهر نادي الزمالك، الذي يطلق عليه "نادي الفن والهندسة"، بمشاكله العديدة في ظل إدارة رئيسه الحالي مرتضى منصور، الذي تحدثت عنه حتى الصحافة الألمانية قائلة إنه صاحب الرقم القياسي في إقالة المدربين.
لكن المدرب الألماني (51 عاما)، الذي وصل القاهرة مساء الثلاثاء، وصل فجر الخميس إلى ميونيخ، أي بعد يوم تقريبا فقط قضاه في القاهرة وأوضح السبب الذي منعه من إتمام التعاقد مع نادي الزمالك.
وفي حديث مع صحيفة "بيلد" الألمانية الخميس (6 أبريل/ نيسان 2023) أكد هرليش أن "العرض كان رائعًا فعلا ولكن …"، موضحا بعد عودته إلى ميونيخ صباح الخميس: "أردت الاستماع إلى كل شيء ومشاهدته في عين المكان، ولكن هناك الكثير من الاضطرابات داخل وحول هذا النادي، ولذلك رفضت العرض، الذي كان رائعًا فعلا".
وتقول بيلد إن هرليش "قضى ساعات مجنونة" في القاهرة. فقد وصل المهاجم السابق لغلادباخ وليفركوزن ودورتموند القاهرة مساء الثلاثاء "وكان من المفترض أن يقود الزمالك للخروج من الأزمة الرياضية العميقة، وكان ينتظره عقد حتى نهاية الموسم بالإضافة إلى خيار التمديد لمدة عام آخر". وقال هيرليش "التقيت مدير الكرة (أمير مرتضى منصور) في الفندق وشاهدنا مباراة الزمالك معا مساء الثلاثاء (4 أبريل/ نيسان)" أمام نادي المصري البورسعيدي بالدوري العام.
كانت المباراة كارثية بالنسبة للزمالك، وحلقة في سلسلة الخسائر الغريبة، التي يعيشها هذا الموسم، فبعد تقدمه بعد تقدمهعلى المصري2-0، خسر الزمالك في النهاية 2-3، ليحتل المركز السادس في الدوري المصري الممتاز، وهو مركز لا يرضي بالتأكيد إدارة النادي وجماهيره، سواء في مصر أو خارجها.
بعد المباراة، اتصل هرليش تليفونيا بمدير الكرة أمير مرتضى منصور، نجل مرتضى منصور، رئيس النادي القوي، "لكن بعد ذلك لم أسمع أي شيء من النادي طوال اليوم، لذلك اعتقدت أن الأمر برمته لن يكون منطقيا إذا لم يكن لدي شخص يمكن التواصل معه"، كما قال هيرليش، الذي قام بعد ذلك بتعبئة حقائبه مساء الأربعاء وتوجه إلى مطار القاهرة عائدا إلى ميونيخ، بحسب ما كتبت بيلد.
اشتهر الزمالك في مصر والدول العربية بنادي الفن والهندسة، لكن النادي يعيش منذ سنوات أزمة تلو الأخرى، وأقال عددا كبيرا من المدربين في السنوات الأخيرة صورة من: Getty Images/AFP/K. Jaafar
وأوضح هايكو هرليش للصحيفة الألمانية أنه من جانب الزمالك قيل إن مديرالكرة استقال مؤقتًا يوم الأربعاء، لكنه يرغب في الاستمرار في منصبه. وأضاف المدرب الألماني علاوة على ذلك "يقال إن اللاعبين لم يتلقوا رواتبهم في الموعد المحدد". وأكد هيرليش لبيلد: "كنت أتمنى حقًا أن أحظى بهذه التجربة في الخارج، لكنني لست الشخص المناسب لحل المشاكل الحالية في الزمالك".
من هو هايكو هرليش؟
ولد هايكو هرليش في مدينة مانهايم في 3 ديسمبر/ كانون الأول 1971. واحترف كلاعب في صفوف بايرليفركوزن وبوروسيا موشنغلادباخ وبوروسيا دورتموند. وحقق نجاحات كبيرة حيث فاز مع دورتموند بدوري أبطال أوروبا 1997 وكأس العالم للأندية في نفس العام. وفاز بالدوري الألماني مرتين وكذلك بكأس ألمانيا مرتين وكان هداف الدوري والكأس الألمانيين عام 1995.
لكن في عام 2000 أصيب بسرطان المخ، ونجح في التعافي منه، ولكن بعد عودته للملاعب في العام التالي لم يستطع العودة إلى مستواه، فاعتزل في 2004.
أما كمدرب فقد بدأ مدربا لفرق الناشئين سواء في دورتموند أو منتخب ألمانيا أو في بايرن ميونيخ. وعلى مستوى المحترفين درب نادي بوخوم ثم نادي أونترآخينغ، بدائرة ميونيخ. ثم درب نادي يان رغنسبورغ، وهو ناد محلي بمدينة رغنسبورغ في بافاريا أيضا، قبل أن ينتقل لتدريب بايرليفركوزن بين يوليو 2017 وديسمبر 2018، ثم انتقل إلى تدريب أوغسبورغ في عام 2020 وأنهى التعاقد معه في 2021 قبل نهاية الموسم مباشرة.
صلاح شرارة
بطولة أمم أفريقيا تعود لمصر– تحديات ومكاسب تنتظر "المحروسة"
مصر هي الدولة صاحبة الخبرة الأكبر في تنظيم كأس أمم أفريقيا لكرة القدم. ورغم الإمكانيات التي تمتع بها والمكاسب المنتظرة من استضافتها لنسخة خاصة جداً من البطولة القارية، إلا أن التحديات كبيرة بالنسبة لمصر "المحروسة".
صورة من: picture-alliance/dpa/P.Lisitsyn
للمرة الخامسة، مصر من جديد
في اجتماع بالعاصمة السنغالية دكار الثلاثاء (8 يناير/ كانون الثاني 2019) صوتت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم الذي يرأسه أحمد أحمد لصالح استضافة مصر لكأس أمم أفريقيا الثانية والثلاثين بدلا من الكاميرون. لتكون تلك هي البطولة الخامسة التي تستضيفها مصر، بعد بطولات أعوام 1959، 1974، 1986 و 2006.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/M. Mustafa
أسباب سحب التنظيم من الكاميرون
وكان الاتحاد الأفريقي قد أعلن في مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2018 سحب تنظيم البطولة من الكاميرون بعدما "تلقى تقارير مفصلة"، على مدار أكثر من عامٍ، لاحظ فيها أن العديد من الشروط "لم يتم الوفاء بها". وأوضحت وسائل إعلام أن الكاميرون تأخرت في إنجاز أعمال البنى التحتية ومنشآت الملاعب (الصورة لملعب بافوسام) ، إضافة إلى وجود مخاوف لدى الاتحاد من الوضع الأمني هناك.
صورة من: DW/D. Köpp
مصر تتفوق بجدارة على جنوب أفريقيا
ومع إعلان سحب البطولة من الكاميرون أُعلِن أيضا عن فتح الباب لتلقي ترشيحات الدول التي تريد تنظيم البطولة. وكان الحديث يجري بقوة عن المغرب، غير أنه في النهاية لم يتقدم رسميا سوى مصر، وجنوب أفريقيا التي لديها ملاعب (الصورة) استضافت مونديال 2010. وجرى التصويت في داكار لـ"تحصد مصر 16 صوتاً، مقابل صوت واحد فقط لصالح جنوب إفريقيا، وامتناع (...) واحد عن التصويت"، حسب الاتحاد المصري لكرة القدم.
صورة من: Reuters
بداية مرحلة جديدة من أمم أفريقيا
كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2019 هي نسخة فريدة من البطولة التي انطلقت نسختها الأولى في الخرطوم عام 1957. فخلافاً للنسخ السابقة لن تقام البطولة في الشتاء وإنما في الصيف، أي من 15 حزيران/ يونيو وحتى 13 تموز/ يوليو المقبلين. وبعد أن كانت النسخ الماضية (ما عدا النسخ الأولى) بمشاركة 16 فريقاً، ستكون هذه النسخة الأكبر في تاريخ البطولات القارية بمشاركة 24 منتخباً.
صورة من: Reuters/A.-A. Dalsh
مصر مؤهلة لاستضافة البطولة
مصر لديها مؤهلات كثيرة جعلتها تفوز بتنظيم النسخة الـ32 من كأس الأمم الإفريقية. وسبق لبلاد النيل والأهرامات أن استضافت البطولة القارية أربع مرات، كما استضافت عام 1997 كأس العالم للناشئين تحت 17 عاما، واستضافت عام 2009 كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً. ومصر لديها البنية التحتية اللازمة، من ملاعب وأماكن إقامة وشبكات نقل ومواصلات ومطارات، ومراكز البث ووسائل التواصل الحديثة، من أجل تنظيم بطولة ناجحة.
صورة من: imago/OceanPhoto
خمس مدن وثمانية ملاعب للبطولة
رشح الاتحاد المصري ثماني ملاعب لاستضافة أمم أفريقيا 2019، أربعة منها بالقاهرة الكبرى هي: استاد القاهرة (مدينة نصر، الصورة)، استاد السلام (مدينة السلام)، ملعب الدفاع الجوي (القاهرة الجديدة) وملعب الكلية الحربية (بالقرب من مطار القاهرة). بالإضافة إلى ملعب الجيش (الثالث) بمدينة السويس. وهناك استاد مدينة الإسماعلية. واستاد الإسكندرية وكذلك ملعب مدينة برج العرب، غربي الإسكندرية.
صورة من: picture-alliance/Ulmer
ملاعب خاوية بعد أحداث مؤسفة
ورغم السعة الضخمة لملاعب كالقاهرة وبرج العرب، إلا أنها تظهر خاوية من الجماهير في أغلب المباريات، خصوصا المحلية، منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك. فبعد وقوع أحداث مؤسفة مثل "أحداث ملعب بورسعيد 2012" (الصورة)، و"أحداث ملعب الدفاع الجوي 2015"، حيث قتل العشرات من جماهير فريقي الأهلي والزمالك، قرر الأمن المصري أن تقام المباريات بدون جمهور.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
عبء على الأمن والجمهور
غير أنه يجري السماح للجماهير من حين لآخر بحضور المباريات الدولية، مثل المباراة التي أقيمت على ملعب برج العرب (8 أكتوبر/ تشرين الأول 2017) وتأهل من خلالها المنتخب المصري لمونديال روسيا 2018 بالفوز على الكونغو بهدفي النجم العالمي محمد صلاح (الصورة). غير أن تلك المباريات تمثل عبأ كبيرا على رجال الأمن والجماهير معا، حيث تكون الإجراءات الأمنية والتفتيش على أعلى مستوى ما يسبب ضغوطا على الجميع.
صورة من: picture alliance/ZUMAPRESS
مخاطر الإرهاب تلقى بظلالها
وهناك عبء إضافي يشكله الإرهاب لا سيما في سيناء، والذي يستهدف رجال الجيش والشرطة والأقباط والسياح الأجانب على وجه الخصوص. ونظراً لتواجد ملعبي الإسماعيلية والسويس بالقرب من سيناء فستكون هناك حاجة لتأمين قوي للاعبين والجماهير. ولن يقل الأمر أهمية بالنسبة للمباريات في القاهرة أو الإسكندرية. ويتوقع أن يستغل تنظيم "داعش" هذه المناسبة لإرهاب المشاركين، على غرار ما فعله قبل مونديال روسيا.
صورة من: Imago/ZUMA Press
فرصة لتحقيق مكاسب كثيرة
لكن السلطات والمسؤولين المصريين كانوا على علم تام بتلك المخاطر قبل التقدم لاستضافة تلك البطولة، التي تمثل فرصة لتحقيق مكاسب كثيرة لمصر، من بينها الفوز مرة أخرى بالكأس الغائبة منذ 2010، وعودة الجماهير للملاعب، والمكاسب المادية من تنشيط السياحة، إضافة إلى بعث رسالة بعودة الأمن إلى ربوع "المحروسة"، كما يسعى إليه المنظمون. الكاتب: صلاح شرارة