جمع المخرج الألماني زونكه فورتمان 10,000 فيديو لألمان صوروا أنفسهم بأنفسهم ليشكل بتلك الفيديوهات فيلما واحدا. والنتيجة كانت مشرقة ووردية عكس ما هو معروف عن هذا البلد الأوروبي الكبير.
إعلان
الفكرة ليست بالجديدة، فبالعودة إلى عام 1979، قام المخرج "روبرت فان اكيرين" بالإتصال بأناس كثيرين لكي يرسلوا له فيديواتهم الخاصة، التي صورت آنذاك بـ8 كاميرات محترفة. و بالتركيز على الإثارة الجنسية، جمع المخرج هذه الفيدوهات في فيلم واحد هو ''ألمانيا الخاصة - انطولوجيا الأفلام الشعبية"ـ ، الفيلم ملأ المسارح عن أخرها في عام 1980.
"الحياة في يوم" كنموذج
عندما أراد المخرج السينمائي زونكه فورتمان ان يقوم بنفس التجربة بعد 35 سنة، لم يتخد فيلم روبرت فان اكيرين نموذجا، بل اتبع نموذج فيلم أطلق عليه اسم''الحياة في يوم"، الذي أنجزه المنتج والمخرج البريطاني رايدلي سكوت، في تعاون مع المخرج كيفين ماكدونالد، اذ اتصلا باناس من مختلف أنحاء العالم، لكي يرسلوا لقطات مجمعة أنجزوها في يوم واحد وهو 4 من تموز /يوليو 2010.
اليوم الموعود بالنسبة لـزونكه فورتمان كان 20 حزيران/ يونيو عام 2015، و في حديثه لـ DW فسر المخرج تصوره بالقول "عندما تريد كتابة مشهد ما، فأنت لديك الفكرة حول ما ستؤول له الحكاية، أما في حالتي فقد كان الأمر مختلفا تماما، وهذا ما وجدته مثيرا في الأمر. كما ارتأيت أن الخص مشاهد تجعل ألمانيا بلدا مفهوما في يوم معين وسنة معينة".
ثلاث أسئلة للشباب الألمان
طرح فورتمان على المشاركين الألمان ثلاث أسئلة: ما الذي يجعلك سعيدا؟ ما الذي تخاف منه؟ ماذا تعني ألمانيا بالنسبة لك؟ أجاب أكثر من 10,000 شخص عن السؤال، عبر إرسال أفلامهم المصورة بالهاتف، ولكن بتسجيل شبه احترافي. فبعد أن تلقى 16 مساعدا 300 ساعة من الأفلام، قام ورتمان بصحبة فريقه بعملية المونتاج.
هل أنت سعيد بالنتيجة؟ "أظن أن الفيلم يعكس التنوع الموجود بألمانيا، فـ 10,000 مقطع فيديو تقدم القليل من كل شيء، وأنا ايجابي حول هذا"، يضيف المخرج .
كيف يفكر الألمان؟
بالرغم من كل شيء، فإن خلق رؤية شاملة حول ألمانيا أمر يستحيل تحقيقه في فيلم واحد، ولكن فيلم '' ألمانيا من صنع ألمانيا" هو تحدي مثير للإهتمام، فهو عبارة عن فسيفساء تضم عناصر متعددة من فيديوهات للهواتف المحمولة، وأخرى احترافية، والكثير من التصوير الجوي.
الفيلم يحاول إضفاء لمسة من الجمال على ألمانيا، و لكنه وفي نفس الوقت، يرصد الحياة اليومية للألمان وأفكارهم بمشاهد متحركة، البعض منها مضحكة أو مخيفة وفظة وشخصية للغاية في نفس الوقت، فهل الألمان أكثر تفاؤلاعكس ما يروج عنهم؟
كيف يرى الألمان أنفسهم في هذا العالم؟
يُعرف عن الألمان حبهم للعمل والنظام، ولكن فيلم ''المانيا من صنع ألمانيا" يقدم صورة مختلفة عن حياتهم وهمومهم، إذ يتضمن هذا الفيلم الذي أخرجه المخرج الألماني زونكه فورتمان مقاطع فيديو لألمان صوروا انفسهم بأنفسهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Jens Kalaene
حاول المخرج الألماني زونكه فورتمان في فيلمه "ألمانيا من صنع ألمانيا'' أن يستحضر بعض المقاطع التي تمثل المجتمع الألماني ككل، وقام بجهد كبير لرفع حماس الناس من مختلف الأعمار للمشاركة في العمل، غير أن أغلب ممن استطاع إقناعهم للمشاركة هم من فئة الشباب. والمحصلة: عمل ملون وصاخب.
صورة من: picture alliance/dpa/Warner Bros. Ent.
قبل فيلم ''ألمانيا من صنع ألمانيا"، كانت هناك العديد من الأفلام التي تضمنت تقنية ''عين الطائر'' في تصوير البلد، وهذا ما أظهره زونكه فورتمان في فيلمه، بواسطة العديد من المشاهد التي صورت بواسطة مروحيات ومظليين.
صورة من: Warner Bros.
بالرغم من أن أغلب المشاركين في المشروع، تجمعوا في مجموعات ووجهوا كاميراتهم إلى السماء، إلا أن الفيلم يحكي قصص صغيرة عديدة حول الحياة اليومية للناس، همومهم واهتماماتهم، والأهم من ذلك كله فهو يحكي عن فرحهم وشجاعتهم. "ألمانيا من صنع ألمانيا" فيلم يقدم صورة متفائلة عن البلد.
صورة من: Warner Bros.
الفيلم يعطي الانطباع بأن أغلب الألمان يستمتعون بحياتهم في الهواء الطلق أكثر من أي شيء آخر، إذ بدا التركيز أقل على حياة الألمان في المدن، وكانت أغلبية مشاهد المدينة المصورة جواً تعطي للحاضر بعداً من الفخر.
صورة من: Warner Bros.
كان المخرج الألماني زونكه فورتمان مضطراً للتعامل مع عدد لا محدود من الفيديوهات المصورة للقطط والكلاب، ولكن القليل فقط من تلك الفيديوهات هي التي كانت ضمن اللقطات النهائية للفيلم.
صورة من: Warner Bros.
أرسل العديد من الأشخاص مقاطع فيديو لهم وهم يمارسون الرياضة، وتجنبوا قدر الإمكان تصوير أنفسهم وهم يعملون في المكاتب أو يقومون بالكنس في منازلهم فذلك لم يكن مثيراً لإنجاز فيلم على حسب اعتقادهم، غير أن هذا الأمر كان مفيداً لاستكشاف الطريقة التي يريد الألمان أن يظهروا بها للعالم.
صورة من: Warner Bros.
''ألمانيا، حكاية صيفية" هو فيلم لزونكه فورتمان صُور أثناء مونديال كاس العالم الذي أُقيم بألمانيا سنة 2006، بعدها بعقد من الزمن قام نفس المخرج بتوسيع تصوره للفيلم، بإدراجه لصور متنوعة لألمانيا ومناظرها الطبيعية.
صورة من: Warner Bros.
اتصل المنتج رايدلي سكوت والمخرج كيفين ماكدونالد بأشخاص من مختلف مناطق العالم ليرسلوا فيديوهاتهم التي صوروها بأنفسهم في يوم واحد، وتم تجميع تلك الففيديوهات في فيلم أطلق عليه اسم ''الحياة في يوم'' (2011). قام ورتمان بنقل نفس الفكرة إلى ألمانيا، والآن فيلم '' ألمانيا من صنع ألمانيا'' يعرض في صالات السينما.