1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الألمان يرفضون شراء موادهم الغذائية في سوق افتراضية

٢ أغسطس ٢٠١٢

أشارت دراسة حديثة بأن إقبال الألمان على شراء المواد الغذائية بواسطة الإنترنت مازال ضعيفا، إذ يفضل أغلبهم اقتناءها من أسواق سوبر ماركت، بسبب قربها من مكان سكناهم وأيضا لرغبتهم في رؤية الأشياء التي يريدون في شرائها.

صورة من: Bilderbox

"أنا شخصيا لا أقوم بذلك، ولا أفكر في اقتناء المواد الغذائية عبر الإنترنت"، تقول هذه الزبونة الشابة، وتضيف:" أفضل الذهاب بنفسي إلى السوبر ماركت لأرى عن كتب الأشياء التي أود شراءها. وعندما تريد شراء المواد الغذائية الطازجة مثل الفواكه فهي تذهب إلى إحدى المزارع، أما السلع الأخرى فتقتنيها من المحلات الخاصة ببيع المواد الغذائية. تقول هذه السيدة وهي تجر حقيبة تسوق.

تصريحات هذه الزبونة تعكس رأي أغلبية المستهلكين الألمان. فحسب استطلاع للرأي أجري في أوساط المستهلكين قامت به مؤسسة G fK المتخصصة في دراسة الأسواق عام 2012، فإن عشرة في المائة فقط من الألمان هم من سبق لهم شراء مواد غذائية أو مشروبات عبر الإنترنت. صحيح أن الألمان يفضلون حجز سفرياتهم عبر الإنترنت، ويحبذون أن تصلهم الروايات الجديدة التي اشتروها من مواقع الإنترنت إلى البيت، لكن عندما يتعلق الأمر بالمواد الغذائية فلا تزال النسبة الكبيرة من الألمان تلتزم الحذر. في عام 2010 لم يتعد مبلغ ما أنفقه الألمان في شراء المواد الغذائية عبر الإنترنت 2 يورو لكل فرد. أما في بريطانيا فوصل هذا المبلغ في نفس الفترة إلى 82 يورو.

الإنترنت يسلب الزبون متعة التسوقصورة من: picture-alliance/dpa

سوق شبه غائبة

لذلك ليس من المستغرب أن تكون سوق المواد الغذائية على الانترنت سوقا ثانوية فقط في ألمانيا. فحجم المبيعات من المواد الغذائية عبر الإنترنت لا يتعدى 200 مليون يورو سنويا، وهو ما يشكل نسبة 0،2 فقط من المبيعات الغذائية بشكل عام.

مستشارة الشركات A.T. Kearney قامت بالتعاون مع جامعة كولونيا بدراسة سألت من خلالها 700 مستهلك عن شرائهم للمواد الغذائية عبر الإنترنت. وكانت النتيجة أن 82 في المائة ممن شملتهم الدراسة لم يسبق لهم أن اقتنوا مواد غذائية عبر الإنترنت.

وحسب الدراسة أيضا، فإن واحدا في المائة فقط من المشاركين في استطلاع الرأي هم من يواظبون على شراء المواد الغذائية بواسطة الإنترنت كل شهر. ويقول كريستيان كوكفا أحد المشرفين على هذه الدراسة، بأن أغلب المستهلكين لم يكونوا يعلموا بوجود إمكانية اقتناء المواد الغذائية عن طريق الإنترنت، خاصة المواد الطازجة.

العلامة التجارية لشبكة REWE التجارية في ألمانياصورة من: dapd

بدورها لا تقدم المراكز التجارية الكبرى في ألمانيا أمثال Edeka و Netto و Rewe سوى خدمات محدودة فيما يتعلق بشراء المواد الغذائية عبر الإنترنت. ففي إحدى عشرة مدينة ألمانية فقط، يمكن لزبائن Rewe التسوق عبر الإنترنت، والتوجه بعد ذلك إلى المركز التجاري لإحضار ما قاموا بشرائه. أما خدمة إيصال البضاعة إلى البيت فلا يقوم بها Rewe إلا في مدينتي هامبورغ وفرانكفورت. وحسب مدير قسم التجارة الإلكترونية ب Rewe فإن هذا المركز التجاري لا يزال في المرحلة التجريبية فيما يخص التسوق عبر الإنترنت.

كريستيان كوكفا: اقتناء المواد الغذائية عبر الإنترنت لايزال في بدايتهصورة من: A.T. Kearney GmbH

بخلاف الإنترنت يكون التسوق في السوبر ماركت أكثر عفوية

والسبب في توخي الكثير من المراكز التجارية الحذر في توسيع نشاطاتها الخاصة بالتسوق عبر الإنترنت، هو خشيتها من أن يؤثر ذلك سلبا عليها. وفي هذا الصدد يقول كريستيان غرايم، بأن الزبون عندما يأتي إلى السوبر ماركت يبدأ بالتسوق بشكل أكثر عفوية، ويشتري أشياء ربما لم يكن ينوي شراءها من قبل. ويضيف:" للأسف يمكننا القول كتجار، بأن الزبون عندما يتسوق عبر الإنترنت فإنه يتسوق بشكل أكثر عقلانية، ولا يُقدم على شراء السلع المغرية، بل يقتني فقط الأشياء التي يحتاجها والتي خطط لشرائها من قبل".

بشكل عام يفضل الألمان رؤية السلع التي يودون شراءها ويرغبون أيضا في لمسها. وهي أشياء قال 70 في المائة من المشاركين في استطلاع الرأي بأنهم يفتقدونها في الشراء بواسطة الإنترنت. كما يتخوف الكثير منهم من أن تكون جودة السلع المعروضة على الإنترنت غير جيدة. ويقول كريستيان كوكفا بأن تواجد الكثير من مراكز التسوق بجانب بعضها البعض في ألمانيا، بخلاف بريطانيا، تؤثر سلبا على الإقبال على التسوق عبر الإنترنت. ويضيف:" الألمان يفضلون الذهاب إلى السوبر ماركت الموجود بالقرب منهم. ويتساءلون عن المغزى وراء اللجوء إلى الإنترنت، ما دام السوبر ماركت موجودا على مقربة منهم؟".

محل تجاري نصف مبيعاته تتم عبر الإنترنت

المحل التجاري "Emmas Enkel " يعتمد كثيرا على الإنترنت لزيادة حجم مبيعاتهصورة من: DW/A.Lichtenberg

المحل التجاري "Emmas Enkel" المتواجد بمدينة دوسلدورف هو واحد من محلات التسوق التي لا تريد الاستغناء عن الإنترنت. وعندما تطأ قدمك هذا المحل الذي يشبه المحلات التجارية التقليدية في ألمانيا والتي يٌطلق عليها اسم "Tante Emma-Laden" ترى الكثير من الأشياء التي تحيي في النفوس ذكريات الماضي، مثل صندوق نقود قديم وميزان يشبه ذلك الذي كان يستخدمه أجدادنا، بالإضافة إلى جهاز راديو وموقد قديم.

زبائن هذا المحل التجاري يمكنهم التسوق مباشرة منه أو عن طريق الإنترنت، حيث يمكنهم إحضار السلع التي اشتروها أو طلب إيصالها إلى منازلهم. ويقول سيبستيان ديل أحد المشرفين على محل "Emmas Enkel" بأن محله يقوم بإيصال السلع التي اشتراها الزبائن خلال ساعتين إلى مكان سكناهم. ويضيف:" إذا اشترى الزبون سلعا في الساعة السابعة مساءا فإنه يحصل عليها في الساعة الثامنة مساءا"، ويؤكد ديل على أنه من المهم أن يحصل الزبون على السلع التي طلبها من الإنترنت في نفس اليوم. أكثر من نصف مبيعات Emmas Enkel" تتم عبر الإنترنت، بل إن هذا المحل أصبح منذ شهر أبريل يقوم بتوزيع السلع في كافة أنحاء ألمانيا باستثناء السلع التي تتعرض للتلف بسرعة.

على الرغم من البداية المتواضعة التي يسجلها سوق المواد الغذائية عبر الإنترنت، فإن الدراسة التي أعدتها A.T. Kearney بالتعاون مع جامعة كولونيا، تتوقع أن تشهد مبيعات هذا السوق في عام 2016 نموا يصل إلى 700 في المائة.

أرنه ليشتنبيرغ/ هشام الدريوش

مراجعة: محمد المزياني

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW