الأمم المتحدة: أكثر من 8 ملايين يمني "على شفا المجاعة"
١١ ديسمبر ٢٠١٧
جددت الأمم المتحدة تحذيراتها من تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن ودعت الأطراف المتحاربة للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى هذا البلد. المنظمة الدولية قالت إن حياة أكثر من 8 ملايين يمني في خطر وهم على "شفا المجاعة".
إعلان
قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة اليوم الاثنين (11 كانون الأول/ ديسمبر 2017) إنه يجب على الأطراف المتحاربة في اليمن السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى 8.4 مليون شخص "على شفا المجاعة". وتقول المنظمة الدولية إن نقص الغذاء الناتج عن منع الأطراف المتحاربة مرور الإمدادات تسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وذكر جيمي مكجولدريك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن في بيان أن " الحصار المستمر على الموانئ يتسبب في الحدّ من توفر الوقود والغذاء والدواء وهو الأمر الذي يزيد بشكل كبير من عدد السكان الضعفاء الذي يحتاجون للمساعدة".
وأضاف المسؤول الأممي أن "حياة الملايين من السكان، بمن فيهم 8.4 ملايين شخص يمني الذين باتوا على شفا المجاعة، متوقفة على قدراتنا في مواصلة عملياتنا لتوفير المساعدات الصحية والإيوائية والمياه الآمنة والمواد الغذائية".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش قد دعا الاحد لإنهاء "الحرب العبثية" في اليمن، معربا عن أمله أن تضغط الادارة الأمريكية على السعودية لتخفيف الازمة الانسانية المتفجرة التي تعصف باليمنيين. وقال لمحطة "سي إن إن" بلهجة صريحة غير معتادة "أعتقد أنها حرب عبثية. اعتقد أنها حرب ضد مصالح السعودية والامارات (...) وشعب اليمن". وتابع "ما نحتاج إليه هو حل سياسي". ودعا ترامب الاربعاء السعودية الى افساح المجال "للدخول الكامل للمؤن والمحروقات والمياه والادوية الى الشعب اليمني الذي هو بأمس الحاجة اليها" قبل ان يضيف "لا بد أن يتم ذلك على الفور لاسباب انسانية".
وفرض التحالف بقيادة السعودية حصارا على موانئ اليمن الشهر الماضي بعدما تم اعتراض صاروخ أطلق من اليمن صوب العاصمة الرياض. وقال التلفزيون الرسمي السعودي الاثنين إن وفدا من الخبراء تابعا للأمم المتحدة وصل إلى الرياض للاجتماع مع التحالف وحكومة الرئيس هادي، بهدف منع نقل أسلحة وصواريخ إلى الحوثيين.
ويتهم التحالف إيران بإرسال أسلحة إلى حلفائها الحوثيين بما في ذلك أجزاء صواريخ عبر ميناء الحديدة الرئيسي الذي تدخل منه أغلب إمدادات الغذاء إلى اليمن. بيد أن إيران تنفي إمداد الحوثيين بالأسلحة وتقول إن المزاعم الأمريكية والسعودية "لا أساس لها من الصحة".
في غضون ذلك اتهم الحوثيون قوات التحالف بتقويض جهود مكافحة وباء الكوليرا في اليمن. وقال عبدالكريم الكحلاني، الناطق باسم وزارة الصحة الخاضعة لسيطرتهم، في بيان إن التحالف "يستمر بقصف مستشفى حيس بمحافظة الحديدة، غربي اليمن، والتي تحتل المرتبة الأولى في الإصابة بوباء الكوليرا".
وحمل بيان الوزارة قوات التحالف "المسؤولية المباشرة وغير المباشرة في حدوث أكبر وباء عرفته البشرية، منذ الحرب العالمية الثانية، والذي أوشك وصول عدد المصابين في هذا الوباء مليون حالة وتجاوزت الوفيات أكثر من 22 الف حالة".
ويشار إلى أنه لم يأت رد رسمي من التحالف على الاتهامات الحوثية حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
أ.ح/ ع.ج.م (رويترز، د ب أ)
اليمن- جوع وقحط وأوبئة بسبب الحصار
دعت الأمم المتحدة إلى رفع كامل للحصارالمفروض على اليمن بسبب تدهور الوضع الإنساني، كما حثت بريطانيا حليفتها المملكة العربية السعودية على تخفيف الحصار ما يظهر حجم الكارثة التي ألمت بهذا البلد الفقير. ملف صور لليمن الحزين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mohammed
الحصار يفاقم الأزمة
فاقم الحصار الذي فُرض على اليمن من الأزمة ولم يتمكن العاملون بالإغاثة من الدخول إلى البلد و إيصال شحنات الغذاء والامدادات، كما ارتفعت أسعار الوقود إلى أكثر من 60 بالمئة في صنعاء. وقال مدير فرع منظمة أوكسفام باليمن إنّ ندرة الوقود تعني توقف المولدات التي تضخ المياه النظيفة للأسر، وتضيء المدارس وتحافظ على المستشفيات كما أنه مهم لنقل ما تبقى من غذاء في اليمن.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
مسؤولية التحالف
ودعت منظمة أوكسفام الدولية الإنسانية إلى رفع الحصار عن اليمن ووقف إطلاق النار وفي هذا الصدد قال مدير فرع منظمة أوكسفام باليمن أنه "إن لم تتحرك جميع أطراف النزاع ومن في ايديهم قرار الحرب، فإن التاريخ سيحاسب هذه الدول الخمس بأنها إما كانت متواطئة أو مسؤولة عن القتل غير المبرر لآلاف المدنيين في اليمن".
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
مطالب برفع كامل للحصار
من جانبه دعا مسؤول الإغاثة بالأمم المتحدة مارك لوكوك التحالف العسكري الذي تقوده السعودية إلى رفع كامل للحصار المفروض على اليمن، وقال لوكوك" هذا الحصار رفع جزئياً لكن ليس بالكامل. يتعين رفعه بالكامل لتجنب حدوث مأساة إنسانية فظيعة تشمل موت الملايين لم يشهد لها العالم مثيلاُ منذ عقود".
صورة من: Reuters/K. Abdullah
التحالف يخفف الحصار جزئياً
التحالف الذي تقوده السعودية بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى خفف الحصار هذا الأسبوع متيحاً لللسفن ايصال المساعدات والغذاء إلى ميناء الحديدة والصليف على البحر الأحمر، بالإضافة إلى هبوط طائرات إغاثة في مطار صنعاء لأول مرة بعد ثلاثة أسابيع من إغلاق التحالف بقيادة السعودية المنافذ اليمنية رداً على صاروخ أطلقه الحوثيون على الرياض.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Hyder
نحو نصف المعونات الأممية لعام 2018 لسوريا واليمن
وأعلنت الأمم المتحدة أنها ستخصص للحربين في سوريا واليمن حوالي نصف المبلغ الذي تعتزم إنفاقه على معونات الأزمات الإنسانية لعام 2018 والذي يقدر بـنحو 22.5 مليار دولار. كما سيتم تخصيص 2.5 مليار دولار للحرب الدائرة في اليمن، والتي تصنفها الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
صورة من: Reuters
الحصار بسبب الصواريخ؟
واستخدم التحالف بقيادة السعودية الهجوم الصاروخي الذي وقع في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر2017 لتبرير حصار اليمن، الذي دام لأسابيع مؤكداً ضرورة ذلك لوقف تدفق الأسلحة إلى الحوثيين من إيران.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
صورايخ الحوثيين تبدو إيرانية
وأشار تقرير سري أعده مراقبو العقوبات بالأمم المتحدة إلى أن بقايا أربعة صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون اليمنيون على السعودية هذا العام تبدو من تصميم وتصنيع إيران. من جهتها نفت إيران تزويد الحوثيين بالأسلحة ولم تعلق لدى الأمم المتحدة على طلب للتعقيب على تقرير مراقبي الأمم المتحدة.
صورة من: Reuters
ماي تحث السعودية على تخفيف الحصار
في خطوة تُوضح حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها اليمن، حثت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي السعودية عقب لقائها القادة السعوديين في الرياض على تخفيف الحصار المفروض على اليمن بشكل عاجل لتجنب كارثة انسانية، كما جاء في البيان الحكومي البريطاني الذي صدر في الـ 30 تشرين/ نوفمبر2017.
صورة من: Reuters/Saudi Royal Court/B. Algaloud
اتهام التحالف
البيان الحكومي البريطاني نصّ على أن "الجانبين البريطاني والسعودي اتفقا على ضرورة اتخاذ خطوات بشكل ملح لمعالجة هذه المسألة". في المقابل تتهم منظمات إنسانية التحالف البريطاني السعودي بالتسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين خلال عمليات القصف التي يقوم بها التحالف على اليمن.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تفشي المزيد من الأوبئة
ويسير الوضع الإنساني في اليمن من سيء إلى أسوأ، بسبب انهيار النظام الصحي وتفشي الأمراض والأوبئة وارتفاع حدة المجاعة في البلاد. فبعد تفشي وباء الكوليرا الذى راح ضحيته أكثر من ألفي شخص، يحصد مرض الديفتيريا أرواح اليمنيين، خاصة الأطفال منهم. إعداد: إيمان ملوك