الأمم المتحدة: الحديث عن منطقة آمنة في جنوب غزة "مهزلة"
وفاق بنكيران ا ف ب، رويترز، د ب أ
٣ أكتوبر ٢٠٢٥
أكدت الأمم المتحدة الجمعة أن لا وجود لمكان آمن يلجأ إليه الفلسطينيون في مدينة غزة، وأن المناطق التي حددها الجيش الإسرائيلي لهم في الجنوب ليست سوى "أماكن للموت". والمتحدث عن اليونيسيف ينقل مشاهد مآساوية من مستشفى ناصر.
عن وضع الأمهات والرضع حديثي الولادة فيغزة، فقد قال جيمس إلدر "إنه لم يكن أبداً أسوأ مما هو عليه الآن"!صورة من: Ebrahim Hajjaj/REUTERS
إعلان
منذ بدء الهجوم البري الذي استبقه قصف عنيف، يكرّر الجيش الإسرائيلي دعوته لسكان غزة للتوجه جنوبا، غير أن المتحدث باسم منظمة اليونيسف جيمس إلدر أكد الجمعة (الثالث من أكتوبر / تشرين الثاني 2025)، عبر رابط فيديو من غزةبأن "فكرة وجود منطقة آمنة في الجنوب مهزلة".
وأضاف متحدثا عن دير البلح وسط غزة أن "القنابل تُلقى من السماء بوتيرة مرعبة يمكن التنبؤ بها، والمدارس التي حُددت كملاجئ مؤقتة تُحوّل بانتظام إلى ركام، والخيام... تحرقها الغارات الجوية على نحو ممنهج".
يأتي هذا بعدما أمر الجيش الإسرائيليالفلسطينيين بالانتقال إلى منطقة المواصي على الساحل، معتبرا إياها"منطقة إنسانية"، ووعد "بتوفير" المساعدات والرعاية الطبية والبنى التحتية الإنسانية.
لكن إلدر حذر من أن "ما يُسمى بالمناطق الآمنة... هي أيضا أماكن للموت". وأوضح أن المواصي "أصبحت الآن واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض. مكتظة بشكل بشع وقد جُرّدت من أبسط مقومات البقاء".
"القانون واضح جدا"
في ذات الوقت شدد المتحدث باسم اليونيسيف بأن "إصدار أمر عام أو شامل بإجلاء المدنيين لا يعني أن المتبقين يفقدون حقهم في الحماية كمدنيين". كما لفت إلى أن الأمم المتحدة بدأت في أواخر العام 2023 "تفنيد فكرة المنطقة الآمنة المعلنة من طرف واحد"، مؤكدا أن "القانون واضح جدا". وتابع القول: "تقع على عاتق إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال مسؤولية ضمان أن تحوي المنطقة الآمنة كافة مقومات البقاء: الغذاء والمأوى والصرف الصحي. ولا يتوفر أي من هذه المقومات بالمستوى الملائم للسكان".
وأضاف إلدر أن الأمم المتحدةكانت قد "افترضت على الأقل في البداية أن هذه الأماكن لن تتعرض للقصف". لكن خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، تعرضت المناطق الآمنة المعلنة للقصف "عشرات المرات"، وتعرض النازحون "في الخيام لغارات جوية".
" لم يكن وضع الأمهات في غزة أبدا أسوأ"
وعن وضع الأمهات والرضع حديثي الولادة فيغزة، فقد قال جيمس إلدر "إنه لم يكن أبداً أسوأ مما هو عليه الآن"، مشددا أنهم يواجهون ظروفا صعبة "في مجمع ناصر، نرى ممرات المستشفى مكتظة بالنساء اللاتي وضعن للتو". ووصف إلدر مشاهد الأمهات الجدد وأطفالهن حديثي الولادة وهم يرقدون على الأرض في مستشفى ناصر، وأفاد أيضا بأنه رأى ثلاثة أطفال خدج يتشاركون مصدر أكسجين واحد.
بينما أفاد ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إنه لم ير مستشفى ناصر مكتظا بهذا القدر من قبل، إذ يفر المرضى من مدينة غزة، قبل الهجوم العسكري الإسرائيلي الموسع، نحو جنوب القطاع.
وقال بيبركورن "في كل ممر ترى حشايا ومرضى على الأرض. هناك زيادة هائلة"، مضيفا أن عددا كبيرا من المرضى يأتون من الشمال. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، لم يتبق سوى 14 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في غزة تعمل جزئيا، وأن النظام الصحي "على وشك الانهيار".
الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.. سلسلة طويلة من محاولات تحقيق السلام
تسعى الدول العربية لوضع خطة واقعية لمستقبل غزة في مواجهة ترامب الذي يدعو لطرد الفلسطينيين إلى مصر والأردن. جولة مع أبرز مبادرات السلام منذ حرب 1967، التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وسيناء وغزة.
صورة من: Oded Balilty/AP Photo/picture alliance/dpa
1967 - قرار مجلس الأمن رقم 242
في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة والتي وقعت في حزيران/ يونيو 1967 وأسفرت عن هزيمة الجيوش العربية واحتلال إسرائيل لمناطق عربية جديدة، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني قراره رقم 242. ودعا القرار إلى "انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في الصراع في الآونة الأخيرة" مقابل احترام جميع الدول لسيادة بعضها البعض وسلامة أراضيها واستقلالها.
صورة من: Getty Images/Keystone
اتفاقية كامب ديفيد - 1978
اتفقت إسرائيل ومصر على إطار عمل ضمن اتفاقية كامب ديفيد أدى في 1979 إلى معاهدة برعاية الولايات المتحدة تلزم إسرائيل بالانسحاب من سيناء. وكانت هذه أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
مؤتمر مدريد للسلام - 1991
حضر ممثلو إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية مؤتمرا للسلام بمشاركة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، في محاولة من قبل المجتمع الدولي لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية من خلال المفاوضات. ولم يتم التوصل إلى أي اتفاقات مهمة، لكن المؤتمر فتح الباب أمام إمكانية اتصالات مباشرة بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Hollander
اتفاقات أوسلو - 1993-1995
توصلت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى اتفاق في محادثات سرية بالنرويج بشأن اتفاق سلام مؤقت يعترف فيه كل طرف بحقوق الآخر. ودعا الاتفاق إلى انتخابات فلسطينية وحكم ذاتي لمدة خمس سنوات، وانسحاب القوات الإسرائيلية، ومفاوضات لتسوية دائمة. تعتبر اتفاقية أوسلو التي تمَ توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أوَّل اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
صورة من: Avi Ohayon/GPO
اتفاق إسرائيل والأردن - 1994
أصبح الأردن ثاني بلد عربي يوقع معاهدة سلام مع إسرائيل. لكن المعاهدة لم تحظ بشعبية، وانتشرت المشاعر المؤيدة للفلسطينيين على نطاق واسع في الأردن.
صورة من: Wilfredo Lee/AP Photo/picture alliance
قمة كامب ديفيد - 2000
في هذه القمة تباحث الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات. وقد عقدت القمة في الفترة من 11 إلى 25 تموز/ يوليو 2000 وكانت محاولة لإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. لكن القمة انتهت بدون اتفاق. واندلعت انتفاضة فلسطينية أخرى في 28 أيلول/ سبتمبر 2000 ولم تتوقف فعليا إلا في 8 شباط/ فبراير 2005 بعد اتفاق هدنة عقد في قمة شرم الشيخ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
مبادرة السلام العربية - 2002
في عام 2002 قدمت المملكة العربية السعودية خطة سلام مدعومة من جامعة الدول العربية، تقضي بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وتأسيس دولة فلسطينية. مقابل ذلك، تعرض الدول العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
صورة من: Courtney Kealy/Getty Images
قمة أنابوليس – 2007
فشل الزعماء الفلسطينيون والإسرائيليون مرة أخرى في التوصل إلى اتفاق في قمة أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط الذي عُقد في الولايات المتحدة في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، ورغم المساعي الكبيرة للتوصل إلى اتفاقية سلام وإحياء خارطة الطريق بهدف قيام دولة فلسطينية، إلا أنه لم يكلل بالنجاح، لتندلع بعدها حرب غزة في 2008.
صورة من: AP
اتفاقيات أبراهام - 2020
اتفق زعماء إسرائيل والإمارات والبحرين على تطبيع العلاقات في أيلول/ سبتمبر 2020. وفي الشهر التالي، أعلنت إسرائيل والسودان أنهما ستطبعان العلاقات، وأقام المغرب علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه. سميت اتفاقيات أبراهام بهذا الاسم نسبة إلى إبراهيم الذي تنتسب إليه الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، للإحالة إلى الأصل المشترك بين اليهود والمسلمين.