الأمم المتحدة: الحملة الانتخابية الأمريكية تسيء للاجئين
٨ ديسمبر ٢٠١٥
قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن لغة الخطاب في الحملة الانتخابية الأمريكية تضر ببرنامج هام لإعادة توطين اللاجئين السوريين وغيرهم من اللاجئين في الولايات المتحدة بعد ان فروا من الحروب والاضطهاد .
إعلان
قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الثلاثاء (الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2015) إن لغة الخطاب في الحملة الانتخابية الأمريكية تضر ببرنامج هام لإعادة توطين اللاجئين السوريين وغيرهم من اللاجئين في الولايات المتحدة بعد أن فروا من الحروب والاضطهاد .
وقالت ميليسا فليمينغ المتحدثة باسم المفوضية في إفادة صحفية في جنيف "ما كان يتحدث عنه (ترامب) هو قطاع كامل من السكان وهو يؤثر أيضا على برنامج اللاجئين". وكان المرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب دعا أمس الاثنين إلى حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة في أشد تصريحات المرشحين المحتملين في الانتخابات إثارة للجدل بعد هجوم كاليفورنيا الأسبوع الماضي الذي نفذه زوجان مسلمان قال مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي إنهما تحولا للتطرف.
وقالت فليمينغ إنه يجري إعادة توطين نحو 120 ألف لاجئ في أنحاء العالم كل عام، بما في ذلك في الولايات المتحدة أكبر بلد يستقبل لاجئين وفقا لبرنامج المفوضية. وأضافت فليمينغ "نحن قلقون من أن الخطاب المستخدم في الحملة الانتخابية يعرض للخطر برنامجا هاما جدا لإعادة التوطين يستهدف أناسا في وضع هش جدا- ضحايا الحروب التي لا يستطيع العالم وقفها."
وتتوقع المفوضية أن يبلغ هذا العام إجمالي عدد طالبي اللجوء الذين ستطلب من الولايات المتحدة استقبالهم من الشرق الأوسط وإفريقيا وأماكن أخرى 75 ألفا. وقالت فليمينغ إن عملية الفحص تستغرق نحو عامين وإن المفوضية تعطي الأولوية لمن هم في أمس الحاجة وبينهم نساء ربات أسر وأطفال في حاجة إلى رعاية طبية متخصصة وضحايا تعذيب.
وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن تستقبل الولايات المتحدة ما يصل إلى عشرة آلاف لاجئ سوري فارين من الحرب الأهلية. وقالت فليمينغ إن إدارة أوباما تدعم البرنامج، واستطردت "سيكون من العار أن يتوقف ذلك في وقت نحتاج فيه بشدة لأن يزيد فيه العالم مساعداته لضحايا الإرهاب والعنف اللذين يدفعان الكثير من الناس للفرار من أوطانهم." وتابعت أن ما يصل إلى 40 من حكام الولايات الأمريكية اعترضوا على برنامج إعادة التوطين.
وقال جول ميلمان المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة ردا على سؤال عن تصريحات ترامب "سأقول فقط ما قاله آخرون.. التحيز أو التمييز بسبب الدين أمر يتناقض تماما مع كل المواثيق التي نعرفها والمتعلقة بمساعدة أصحاب الحالات الإنسانية الطارئة وبالطبع إعادة توطينهم."
م.أ.م/أ.ح (رويترز)
لاجئون سوريون تقطعت بهم السبل على ضفتي البوسفور
في إسطنبول يعيش حاليا عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين. جلهم يشعرون بأنهم محاصرين في المدينة التركية الضخمة بين الحرب في وطنهم الأم وبين حلم الوصول إلى أوروبا.
صورة من: DW/C. Roman
يعيش حاليا في مدينة إسطنبول التركية حوالي 400 ألف لاجئ سوري، ويقترب هذا العدد من أعداد اللاجئين السوريين في أوروبا بأكملها. ويتم التعامل معهم من قبل السلطات التركية بصفتهم "مسافرين" أي أنهم ضيوف مؤقتون، وبالتالي فلا حق لهم في اللجوء أو العمل.
صورة من: DW/C. Roman
علي، صبي عمره 13 عاما، يتحدث عن تجربته في القدوم إلى تركيا قائلا: "بلدي سوريا لم يعد موجودا، لأن بشار الأسد دمره، لذلك هربت قبل عامين مع عائلتي من حلب. على الحدود أطلقت الشرطة التركية النار علينا، فانبطحنا على الأرض واختبئنا لحين قدوم المهربين الذين أحضرونا إلى إسطنبول."
صورة من: DW/C. Roman
ويضيف علي "يتحتم أن أساعد عائلتي، والداي وستة إخوة وأخوات." وبدلا من أن يذهب إلى المدرسة، يعمل علي بشكل غير قانوني في سوبر ماركت في إحدى ضواحي مدينة إسطنبول، حيث يحصل على حوالي 47 يورو أسبوعيا ، مقابل ساعات عمل طويلة تصل إلى 14 ساعة يوميا. ويقول الصبي السوري: "أفتقد بيتي وأصدقائي، وأفتقد لعب الكرة معهم."
صورة من: DW/C. Roman
أما غيث، البالغ من العمر 22 عاما، فيقول: "كنت متشوقا دائما لدراسة الهندسة الكهربائية في مسقط رأسي، حمص. لكن بعد اندلاع الأحداث تم زجي في قوات الجيش السوري، وذلك لمقاتلة أبناء شعبي، ما اضطرني للهروب. أحلم أحيانا بعودتي لمدينتي حمص، وأن أجد فيها الحياة والسلام، اللذين عشناهما سابقا، لكن أعتقد أنني سأهرم قبل معايشتي ذلك مرة أخرى."
صورة من: DW/C. Roman
مارس غيث العديد من المهن ليتمكن من العيش، كان منها مهنة بواب في أحد الفنادق، المخصصة للسياح ويقول: " ألتقي هنا بالعديد من الأوروبيين، وأستمع باهتمام لقصصهم وحكاويهم، إلا أنني لا أعتقد أنهم يفهمون قصصي وتجاربي، مصطلحات الحرب والموت يعايشونها في الأفلام فقط."
صورة من: DW/Ch.Roman
ولا يرى الأخوان إبراهيم وغسان أي مستقبل في تركيا، لأنهما لا يملكان أي وضع قانوني كما يقولان. ويقول غسان الذي يعمل مع أخيه في أحد المخابز "هذا الوضع يشعرنا بالقلق. في سوريا كنت أعمل محاسبا، أما هنا فأنا لا شيء."
صورة من: DW/C. Roman
وتقول إليسار (32 عاما): "ما يشغل السوريين هنا، هو الطريق الأفضل للوصول إلى أوروبا، وهل هو بحرا بركوب القارب المطاطي؟ أم عن طريق البر؟" إليسار أنشأت محطة إذاعية في إسطنبول، موجهة للسوريين، الذين لم يهربوا بعد من مناطق إدلب وحماة وحلب، إلا أن إذاعتها أصبحت مصدرا مهما للمعلومات للكثير من اللاجئين في تركيا أيضا.
صورة من: DW/C. Roman
وتقول إليسار: "طفلتي ولدت هنا في تركيا، لكن ما حصلت عليه كغيرها من الأطفال، الذين يولودون هنا، مجرد ورقة إثبات تركية، لا تعني شيئا." وتتابع: "لا نستطيع الحصول أيضا على أية وثيقة سورية هنا، ما يعني أن الطفلة ليست سورية كما أنها ليست تركية."
صورة من: DW/C. Roman
يقول محمد، البالغ 19 عاما: "هربت بمفردي منذ عامين، عائلتي لا زالت تعيش في دمشق." ويتابع الشاب السوري: "أمنيتي كانت أن أكون مصورا محترفا، إلا أنه هنا لا أملك أي فرصة لذلك، ولم أتمكن من الحصول على أي عمل." ويضيف محمد: "أتعلم الآن اللغة التركية، وأعتقد أنه قد يكون من الأفضل أن أهرب إلى أوروبا."
صورة من: DW/C. Roman
قبل ثلاثة أسابيع كان محمد على وشك الانطلاق بقارب مطاطي للوصول إلى الشواطئ اليونانية، حيث طلب منه المهربون مبلغ 1200 دولار أمريكي من أجل ذلك. واضطر محمد إلى بيع آلة التصوير الثمينة، التي كانت بحوزته، من أجل تمويل هذه الرحلة، إلا أن الخوف تملكه في النهاية، ما اضطره إلى تأجيل السفر. "المرة القادمة لابد من أن أنجح"، يقولها محمد وهو لا يجيد حتى السباحة.