الأمم المتحدة: السوريون المحاصرون طعامهم العشب فقط
١٨ مارس ٢٠١٦
قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن سوريين في المنطقتين المحاصرتين في داريا ودير الزور لا يجدون طعاما سوى العشب بسبب انقطاع الإمدادات الغذائية، وفي حالات قصوى يقضون أياما بدون طعام.
إعلان
قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن سوريين في المنطقتين المحاصرتين في داريا ودير الزور يضطرون لأكل العشب بسبب انقطاع الإمدادات الغذائية. وأضاف في تقرير "في الحالات الأكثر شدة يتحملون أياما بدون تناول طعام ويرسلون أبناءهم للتسول وأكل العشب والنباتات البرية". وتخضع دير الزور لحصار تنظيم "الدولة الإسلامية" بينما تحاصر القوات الحكومية داريا. ولم تعط الحكومة السورية الإذن حتى الآن لقوافل المساعدات بدخول المدينة.
وأظهر تقرير البرنامج وهو مسح لأوضاع سوق الغذاء في سوريا في فبراير/ شباط المنصرم أن الأسر في المدينتين لا تتمكن من تناول الطعام أكثر من مرة واحدة في اليوم وأنها تعطي الأولوية للأطفال.
وأضاف أن الخبز الطازج يتوفر في داريا من حين لآخر وبأسعار باهظة تفوق سعر السوق في دمشق بثلاثين مرة. كما فاق سعر الأرز في داريا سعره في دمشق بسبعة عشر مرة.
مضايا المحاصرة يقتلها الجوع- صور من الداخل
تتعرض بلدة مضايا السورية لحصار متواصل من قبل قوات نظام بشار الأسد وحليفه حزب الله منذ شهر تموز/ يوليو 2015. وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن 23 شخصا قضوا جوعا في مضايا منذ الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2015.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Krzysiek
نقص المواد الغذائية جعل الأمهات في مضايا غير قادرات على إرضاع صغارهن، كما أنه لا يوجد حليب من مصادر أخرى لإرضاع الصغار. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن 23 شخصا قضوا جوعا، بينهم ستة لا تتجاوز أعمارهم عاما واحدا، وخمسة تجاوزت اعمارهم الستين من العمر.
صورة من: Aktivisten aus Madaja
طعام مصنوع من ورق الشجر ، كما توضح هذه الصورة التي أرسلها ناشطون عن الأوضاع في مضايا المحاصرة ولم يتسن لDW عربية التحقق من صحتها. لكن إحدى سكان مضايا قالت لوكالة فرانس برس: "أكلنا كل أوراق الشجر وقطعنا الجذوع للتدفئة، ونفد كل ما لدينا".
صورة من: Aktivisten aus Madaja
مضايا تحاصرها قوات الرئيس السوري بشار الأسد وحليفه حزب الله منذ يوليو/ تموز 2015. وبحسب بيان للإمم المتحدة، فان آخر قافلة مساعدات دخلت إلى مضايا كانت في 18 تشرين الأول / أكتوبر، وتعذر الوصول اليها منذ ذلك الحين. لكن حزب الله نفى الجمعة (8 يناير/ كانون الثاني) مشاركة مقاتليه في "تجويع" سكان مضايا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Malla
صبي برزت عظامه لشدة جوعه في مضايا. هذه الصورة أرسلها ناشطون لموقعنا. ونقلت الأمم المتحدة عن "تقارير موثقة بأن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها نحو 42 ألف شخص".
صورة من: Aktivisten aus Madaja
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وأشرطة فيديو لأشخاص من مضايا بدا عليهم الوهن الشديد. المتحدث باسم الصليب الأحمر الدولي في سوريا بافل كشيشيك قال: "هناك نقص في كل شيء منذ مدة طويلة، يعيش السكان في ظل غياب المواد الاساسية من طعام ودواء ولا يوجد حتى كهرباء أو مياه"
صورة من: Aktivisten aus Madaja
ليست بلدة مضايا وحدها المحاصرة، ففي شمال محافظة إدلب يحاصر متمردون معارضون بلدتي فوعه وكفريا الشيعيتين اللتين تسيطر عليهما القوات الحكومية منذ شهر نيسان/أبريل الماضي. وتسعى الأمم المتحدة لتقديم المساعدات للبلدات المحاصرة الثلاثة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
خرجت مظاهرات في سوريا وخارجها تطالب العالم بالنظر إلى المجاعة في مضايا، مذكرة بمأساة المدنيين في البلدة التي تبعد عن دمشق 25 كليومترا. وتحدثت الأمم المتحدة الى الحكومة السورية من أجل السماح بدخول المساعدات.
صورة من: picture-alliance/AA/F. Faham
وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال الأربعاء (6 يناير/ كانون الثاني) بحصار مضايا، القريبة من الحدود اللبنانية، قائلا إنه وضع "لا يطاق وغير مقبول". وأضاف نادال إن "فرنسا تدعو إلى الرفع الفوري للحصار ووصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى مضايا وجميع المناطق المحاصرة في سوريا وفقا لقراري 2254 و2258 لمجلس الأمن الدولي".
صورة من: public domain
وافقت الحكومة السورية الخميس (7 يناير/ كانون الثاني 2016 ) على دخول مساعدات لمضايا حسب باول كرزيسيك، وهو متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي قال "تلقينا إذنا بدخول بلدات مضايا وفوعه وكفريا ". وسوف يبدأ ايصال المساعدات للبلدات الثلاث الأحد في العاشر من يناير على أقرب تقدير.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Krzysiek
9 صورة1 | 9
وعلى الرغم من الهدنة واسعة النطاق المستمرة منذ نحو ثلاثة أسابيع فإن الحكومة السورية رفضت السماح لقوافل الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بدخول ست مناطق تحاصرها قواتها بينها داريا.
وقال يان إيجلاند مستشار الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة الخميس إن الدول التي تدعم محادثات السلام السورية أمهلت الحكومة السورية سبعة أيام للرد على طلب من الأمم المتحدة لإيصال المساعدات.
وأضاف "منعنا من الدخول انتهاك للقانون الدولي" مضيفا أن المناطق الست ليست استراتيجية أو رمزية أكثر من المناطق الأخرى التي دخلتها بالفعل قوافل مساعدات.
ومضى إيجلاند قائلا "كان هناك قتال في داريا لكن كان لدينا انطباع واضح للغاية بأننا لن نواجه أي مشاكل في إيصال المساعدات إذا نجحنا في جعل الطرفين يتفقان على وقف القتال حتى نتمكن من الوصول إلى بضعة آلاف هناك من المدنيين الذين هم في موقف صعب جدا جدا".
وفي غياب الأمل في دخول المساعدات إلى دير الزور عن طريق البر تأمل الأمم المتحدة في القيام بعمليات إسقاط جوي للأغذية. لكن محاولة أولى فشلت لأن الطائرة اضطرت للتحليق على ارتفاع كبير وبسرعة شديدة لتفادي تهديد الصواريخ أرض-جو وهو ما أدى لخلل في المظلات لأنها ارتجت بشدة عند فتحها.