الأمم المتحدة: الصراع في جنوب السودان يتسبب في عنف جنسي مروع
٢ ديسمبر ٢٠١٦
اندلع الاقتتال بين مجموعات مختلفة في جنوب السودان بنهاية 2013 بعد خصومة بين الرئيس سلفا كير ونائبه ريك مشار، وأخذ طابعا عرقيا. وتحول الاغتصاب إلى واحدة من الأدوات التي تستخدم في التطهير العرقي، وفقا للأمم المتحدة.
إعلان
قال محققون في الأمم المتحدة إن جنوداً من جنوب السودان اغتصبوا امرأة مسنة وفقدت سيدة حامل جنينها بعد إقدام سبعة جنود على اغتصابها. وعرض محققون في قضايا حقوق الإنسان بالأمم المتحدة الشهادات اليوم الجمعة (الثاني من ديسمبر/ كانون الأول) قائلين إن الهجمات الوحشية المتزايدة على النساء باتت جزءا متمما لعمليات تطهير عرقي متزايدة. وقالوا إن العنف قد يتحول إلى إبادة جماعية.
وقالت رئيسة لجنة الأمم المتحدة المستقلة لحقوق الإنسان ياسمين سوكا "اتساع نطاق الاغتصاب الجماعي لنساء مدنيات والأسلوب الشنيع للاغتصاب من قبل رجال مسلحين يتبعون كل الأطراف كلها أمور بشعة تماما." وأضافت "النساء يتحملن وطأة هذه الحرب ومعهن أطفالهن...الاغتصاب واحدة من الأدوات التي تستخدم في التطهير العرقي." وتابعت سوكا إن نساء من مختلف أنحاء جنوب السودان تعرضن للاسترقاق الجنسي وبعضهن ربطن بالأشجار أو جرى اغتصابهن أو قام جنود بنقلهن من منزل لآخر. وأضافت أن المتمردين ارتكبوا فظائع أيضا.
وقال كينيث سكوت المدعي العام السابق وزميل سوكا في فريق التحقيق إن مسؤولي الحكومة والقادة الميدانيين لكل الأطراف عليهم التزام قانوني بمنع الجنود من ترويع المدنيين. وأضاف "القادة والضباط سيحاسبون على إخفاقهم في القيام بمهامهم في القيادة والضبط" محذرا من أن الفشل في منع الأعمال الوحشية سيقود لمقاضاتهم.
ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين في جنوب السودان للتعليق على نتائج التحقيق، لكن سيلفا كير رئيس جنوب السودان أبلغ رويترز يوم أمس الخميس بأن بلاده لا تشهد تطهيرا عرقيا. ونفى الجيش مرارا استهداف المدنيين. لكن سكوت قال إن الحكومة لم يصدر عنها "أي رد فعل" تقريبا على ما خلصت إليه اللجنة من نتائج.
ص.ش/ع.ج (رويترز)
60 عاماً من الحرب والسلام في جنوب السودان
عاد قائد المتمردين في جنوب السودان ريك مشار إلى العاصمة جوبا، قادماً من منفاه في أثيوبيا. وبمقتضى اتفاق السلام الموقع بينهما في شهر آب/ أغسطس 2015 يعيد الرئيس سيلفا كير تعيين مشار نائباً له بحماية عسكرية خاصة به.
صورة من: AFP/Getty Images
بعد حرب استقلال طويلة ودامية، انفصل الجزء الجنوبي من السودان وقامت عليه جمهورية جنوب السودان. واندلعت هذه الحرب عام 1955، حيث قاتل مسيحيو جنوب السودان من أجل الاستقلال عن الشمال حتى قبل أن ينقل المستعمرون البريطانيون صلاحياتهم إلى حكومة الخرطوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Pendl
تمتع جنوب السودان نسبياً بحالة من السلم والحكم الذاتي للفترة من عام 1972 إلى 1983، قبل أن يسقط مجدداً في أتون حرب أهلية. وخاضت الحركة الشعبية لتحرير السودان وذراعها العسكري قتالاً، قاده الجنرال جون قرنق، ثم سرعان ما انقسمت الحركة بين سيلفا كير ورياك مشار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Rosenthal
في يناير/ كانون الثاني 2011 صوت سكان جنوب السودان لصالح الاستقلال في استفتاء شعبي. وصار سيلفا كير رئيساً للدولة ورياك مشار نائباً له. واستندت الدولة الوليدة على اتفاق سلام أبرمه قرنق عام 2005 قُبيل مقتله في حادث تحطم مروحية بعد أسابيع من التوقيع.
صورة من: AP
لكن التحالف بين خصوم الأمس وحلفاء اليوم لم يدم طويلاً، فبعد سنتين من إعلان الاستقلال في تموز/ يوليو 2013 تجاهل الرئيس كير نائبه مشار وجميع أعضاء الحكومة الآخرين. وفي خطوة ذات دلالة ارتدى بزته العسكرية مجدداً عند إلقائه إحدى خطاباته أمام وسائل الإعلام، متهماً مشار وحلفاءه بمحاولة الانقلاب عليه. وكانت تلك بداية الحرب الأهلية مستمرة.
صورة من: Reuters
لقي خمسون ألف شخص على الأقل حتفهم في هذا النزاع، وأُجبر أكثر من 2.4 مليون شخص على ترك منازلهم، وفشلت جميع محاولات إنهائه. وفي أيار/ مايو 2014 أُعيد تشكيل بعثة تابعة للأمم المتحدة مكونة من 14000 عنصر للانتشار في مواقع محددة لحماية المدنيين.
صورة من: Reuters
تمخض لقاء بين كير (يسار الصورة) ومشار (يمين الصورة) في أيار/مايو 2015 بأديس أبابا عن اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما بعث الآمال مجدداً بتحقيق السلام، لكن تلك الآمال سرعان ما تبخرت، إذ اندلع القتال بين أنصارهما بعد ساعات من التوقيع. وأخفق القائدان في الالتزام بالاتفاق والأسوأ من ذلك أنهما فقدا السيطرة على المقاتلين التابعين لهما بحسب ما قال مراقبون.
صورة من: Reuters
بصعوبة ولد اتفاق السلام الأخير الموقع في آب/ أغسطس 2015، إذ رفض الرئيس سيلفا كير في البدء التوقيع لكنه رضخ أخيراً للضغوط الدولية. كان جزء من الصفقة هو ضمان حماية عودة مشار من منفاه في أثيوبيا. وتمثل الخلاف الرئيسي بعدد الجنود ونوعية الأسلحة التي ستكون تحت سيطرته في جوبا.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
بينما حول النزاع البلاد إلى ركام من الدمار قال مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سعيد رعد الحسين إن كلاً من القوات الحكومية والمتمردين يلجؤون إلى الاغتصاب كوسيلة للإرهاب والحرب. وهو ما دفع مجلس الأمن لإرسال لجنة للتحقيق في هذا الشأن.