الأمم المتحدة: المدنيون في قطاع غزة يعيشون في "رعب مطلق"
٦ ديسمبر ٢٠٢٣
حذرت الأمم المتحدة من الوضع "المرعب" الذي يعيشه الفلسطينيون في قطاع غزة بسبب الحرب الدائرة هناك، فيما طالبت إسرائيل بوصول الصليب الأحمر الدولي إلى الرهائن المحتجزين لدى حماس.
إعلان
أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون في "رعب مطلق يتفاقم"، متحدثا خلال مؤتمر صحافي في جنيف اليوم (الأربعاء السادس من ديسمبر/ كانون الأول 2023). وقال تورك إنه بعد شهرين على "الهجمات المروعة التي نفذتها حماس ومجموعات فلسطينية مسلحة أخرى على إسرائيل ... ما زال المدنيون في غزة يتعرضون لقصف إسرائيلي متواصل ولعقاب جماعي". ودعا إلى وقف فوري للأعمال العسكرية وإطلاق سراح جميع الرهائن الين أختطفتهم حماس.
وتشن إسرائيلحملة قصف مدمر على قطاع غزة، وتنفذ فيه منذ 27 تشرين الأول / أكتوبر مليات برية واسعة النطاق بدأت في، ردا على هجوم نفذته حركة حماس داخل أراضي الدولة العبرية في 7 تشرين الأول / أكتوبر. وقتل 16.248 شخصا أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال في قطاع غزة منذ بدء الحرب، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس. وفي إسرائيل، قتل 1.200 شخص غالبيتهم من المدنيين قضوا في اليوم الأول من هجوم حماس، وفق السلطات الإسرائيلية.
وتفيد إسرائيل أن 138 رهينة اقتيدوا إلى قطاع غزة في يوم الهجوم لا يزالون محتجزين بعد الإفراج خلال الهدنة عن 105 رهائن من بينهم 80 أفرج عنهم مقابل إطلاق الدولة العبرية سراح 240 سجينا فلسطينيا من سجونها. وأكد تورك أن "الوضع الإنساني كارثي" مضيفا أن "الفلسطينيين في غزة يعيشون في رعب مطلق يتفاقم". وأشار إلى "مخاطر متزايدة" بوقوع "جرائم فظيعة" من إبادة وجرائم في حق الإنسانية وجرائم حرب.
ودعا إلى "اتخاذ تدابير بصورة عاجلة سواء من الطرفين المعنيين أو من جميع الدول وخصوصا تلك التي لديها نفوذ، لمنع وقوع مثل هذه الجرائم". كذلك، أعرب عن مخاوفه حيال "تصريحات تنزع الصفة البشرية" عن الأشخاص، أدلى بها "مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى حاليون أو سابقون، وكذلك ممثلون عن حماس"، مشددا على أن "التاريخ أثبت لنا إلى أين يمكن أن يقود هذا النوع من الكلام". وتابع "هذا ليس غير مقبول وحسب، بل يمكن لمحكمة مختصة اعتبار مثل هذه التصريحات ... بمثابة تحريض على ارتكاب جرائم فظيعة".
مطالب بالوصول للرهائن
من جهته، وجه الجيش الإسرائيلي اليوم "دعوة عاجلة" طالب من خلالها الصليب الأحمر بالتدخل "للوصول إلى الرهائن المحتجزين لدى حماس" منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر. وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري في بيان "بينما يوسع الجيش الإسرائيلي عملياته لتفكيك حماس في غزة، لم نتخل عن مهمتنا المتمثلة في إعادة الرهائن إلى الوطن". وأضاف "يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك، يجب أن يتمكن الصليب الأحمر من الوصول إلى الرهائن الذين هم في أيدي حماس، 138 رهينة من الأطفال والنساء والمسنين ما زالوا في الأسر لدى حماس منذ أكثر من 60 يومًا".
وكانتحركة حماس أخذت 240 رهينة إلى قطاع غزة إبان الهجوم المباغت الذي شنته على البلدات الحدودية الجنوبية في إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص معظمهم من المدنيين وفقا للسلطات الإسرائيلية.
وفي 24 من تشرين الثاني/نوفمبر توصل الجانبان إلى اتفاق هدنة امتد لأسبوع أفرج بموجبه عن 105 من الرهائن لدى حماس بينهم 80 إسرائيليا، كما أطلقت إسرائيل سراح 240 فلسطينيا كانوا في سجونها.
ميدانيا، ذكر الجيش الإسرائيلي أنه عثر على مخبأ ضخم للأسلحة، بالقرب من مستشفى ومدرسة، في شمال قطاع غزة. وأعلن الجيش أنه تم العثور على "المئات من القنابل والقذائف الصاروخية المضادة للدبابات وعشرات من الصواريخ المضادة للدبابات وعشرات من العبوات الناسفة والصواريخ بعيدة المدى وعشرات من القنابل اليدوية والطائرات بدون طيار هناك". وأضاف أنه "واحد من أكبر مخابئ الأسلحة" التي تم العثور عليها على الإطلاق في قطاع غزة. وكتب المتحدث باسم الجيش أن" البنية التحتية بأكملها للمسلحين تقع بالقرب من المباني السكنية، وسط السكان المدنيين". وأضاف "هذا دليل آخر للاستخدام السافر لسكان غزة، كدروع بشرية، من قبل حركة حماس".
أطباء بلا حدود: الإمدادات منخفضة بشكل خطير
في سياق متصل، حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" اليوم من وصول إمدادات الوقود والأدوية إلى "مستويات منخفضة بشكل خطير"، بمستشفى الأقصى في غزة، داعية إلى إنهاء الحصار على المنطقة الساحلية الفلسطينية. وفي منشور على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، أضافت المنظمة "يحتاج مئات المرضى إلى رعاية طارئة، بسبب القصف الإسرائيلي المستمر" لكن الإمدادات لا تصل إلى المستشفى " بسبب إغلاق الطرق".
وتابعت أنه "يجب رفع الحصار ويتعين توفير إمدادات ومساعدات إنسانية طبية بشكل عاجل إلى قطاع غزة بكامله". ومنذ انتهاء الهدنة المؤقتة بين الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس" في الأول من كانون الأول / ديسمبر، يتم نقل ما يتراوح بين 150 و200 شخص في المتوسط، إلى المستشفى، يوميا، مصابين بجروح جراء القتال.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ح.ز/ ا.ف/ع.ج.م (أ.ف.ب / د.ب.أ)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance