الأمم المتحدة تتبنى قرارا ضد إنكار الهولوكوست ومعادة السامية
٢١ يناير ٢٠٢٢
تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعو جميع الدول إلى محاربة إنكار الـ"هولوكوست" ومعاداة السامية وخصوصا على وسائل التواصل. تمت صياغة النص غير الملزم قانونيا، لكنه يرتدي أهمية سياسية كبيرة، من قبل إسرائيل وألمانيا.
ويدعو القرار الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى "تطوير برامج تعليمية يمكنها أن تغرس في أذهان الأجيال القادمة دروس المحرقة من أجل المساعدة على منع أعمال إبادة جماعية"، وتكرار ما حدث. كما يدعو الشركات التي تدير شبكات التواصل الاجتماعي إلى "اتخاذ تدابير فعّالة لمكافحة معاداة السامية وإنكار أو تشويه المحرقة".
ويشيد النص بالبلدان التي تحافظ على "المواقع التي استخدمت كمعسكرات للموت ومعسكرات للاعتقال ومعسكرات للعمل القسري وللإعدام والاحتجاز، من قبل النازيين خلال الهولوكوست".
واقترحت إسرائيل بمساعدة ألمانيا النص غير الملزم قانونا، لكنه يرتدي أهمية سياسية كبيرة. تبنته 114 من الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة، فيما أعلنت إيران رسميا معارضتها للنص مؤكدة أنها "تنأى بنفسها" عنه.
ترحيب إسرائيلي ألماني
ورحب وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك في بيان مشترك باعتماد القرار، معتبرين أن ذلك دليل على أن المجتمع الدولي "يتحدث بصوت واحد" في هذه القضية. وعبر وزيرا الخارجية عن قلقهما من "الصعود الكبير" لإنكار الهولوكوست ودانا "المقارنات بين نزاعات سياسية حالية والمحرقة" التي رأيا فيها "ظلمًا" للضحايا.
وكان السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة غلعاد إردان رحب مسبقا في بيان بـ"القرار التاريخي" الذي تم التفاوض حوله لأشهر، مشيرا إلى أنه "ثاني نص يطرح بمبادرة من إسرائيل وتتبناه الجمعية العامة" للأمم المتحدة.
وكان القرار الأول الذي تم تبنيه في 2005 قد نص على اعتبار السابع والعشرين من كانون الثاني/يناير من كل عام يوما دوليا لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست.
وقال البيان الإسرائيلي إن القرار الذي اعتمد الخميس "يعطي للمرة الأولى تعريفا واضحا لإنكار الهولوكوست" و"يدعو الدول إلى اتخاذ إجراءات في المعركة ضد معاداة السامية" ويطلب من مجموعات الإنترنت العملاقة (فيسبوك وانستغرام وتويتر) مكافحة محتويات الكراهية على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتحدث غلعاد إردان سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة إلى الجمعية العامة مشيراً في إشارة ضمنية إلى إيران. وقال: "دول لها مقاعد في هذه القاعة تنكر علنا المحرقة وتثير الشك في حدوثها وتمتدح مرتكبيها". وأضاف "في الواقع، أكثر من ينكرون إنكارا سافرا معاناة اليهود من إبادة جماعية هم من يهددون اليهود الآن بإبادة أخرى".
ع.ج.م/و.ب (أ ف ب، رويترز)
إحياء ذكرى الهولوكست.. كي لا تتكرر أسوأ جريمة في تاريخ البشرية
بحلول الذكرى السنوية ألـ 75 لتحرير معسكر الإبادة النازية "أوشفيتز"، تشارك أكثر من 50 دولة في فعالية ينظمها مركز ياد فاشيم في القدس. الخارجية الإسرائيلية وصفت الفعالية بأنها "أكبر حدث سياسي" منذ تأسيس دولة إسرائيل.
صورة من: Holokauszt Emlékközpont, Budapest
يشارك في الفعاليات التي تقام في أورشليم/ القدس اليوم الخميس 23 كانون الثاني/ يناير وفود من نحو 50 دولة لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لتحرير معسكر الموت في أوشفيتز. وذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن التجمع في مركز ياد فاشيم لضحايا الهولوكست، يعد "أكبر حدث سياسي" منذ تأسيس دولة إسرائيل عام 1948.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Zvulun
يشارك في الفعالية رؤساء كل من فرنسا وألمانيا وروسيا، وكذلك ملوك إسبانيا وهولندا وبلجيكا إضافة إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والأمير البريطاني تشارلز. وتعتبر إسرائيل الحضور الكبير علامة على التضامن في وقت تتصاعد فيه معاداة السامية في جميع أنحاء العالم.
صورة من: picture-alliance/abaca/E. Blondet
وتأتي هذه الفعاليات بمناسبة مرور 75 عاما على تحرير معسكر الاعتقالات والإبادة النازي "أوشفيتز" في 27 كانون ثاني/ يناير عام 1945 على يد القوات السوفيتية. وتقام الفاعلية تحت شعار "تذَكُر الهولوكست، مكافحة معاداة السامية"، وذلك في ظل تصاعد المشاعر المعادية للسامية.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير جدد التأكيد خلال مشاركته في الفعالية على مسؤولية بلاده في المحرقة وقال "إننا نكافح معاداة السامية، إننا نتحدى سم القومية، إننا نحمي الحياة اليهودية، إننا نقف إلى جانب إسرائيل. هذا التعهد أجدده هنا في ياد فاشيم أمام أعين العالم". وأضاف "أنحني بشدة" لذكرى "القتل الجماعي لستة ملايين يهودي، ارتكب أبناء بلدي أسوأ جريمة في تاريخ البشرية".
صورة من: Reuters/A. Safadi
ويعتبر معسكر الاعتقال والإبادة النازي "أوشفيتز- بيركناو"، الذي أقامه النازيون في بولندا التي كانت في ذلك الوقت قد وقعت تحت الاحتلال النازي، رمزا للمحرقة النازية (الهولوكست). مليون إنسان قضوا نحبهم في هذا المعسكر سيء الذكر.
صورة من: Holokauszt Emlékközpont, Budapest
زار أكثر من 25 مليون شخص معسكر اعتقال أوشفيتز السابق النصب التذكاري لضحايا المحرق، منذ افتتاحه للزوار في عام 1947. وحاليا يستقبل المعسكر مليوني زائر من جميع أنحاء العالم يأتون إلى هناك كل عام.
صورة من: AP
واليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة ( 27 يناير/كانون الثاني) تم اعتماده من قبل الأمم المتحدة في 1 نوفمبر 2005 لتخليد ذكرى المحرقة النازية والإبادة الجماعية التي أسفرت عن مقتل 6 ملايين يهودي. وبقرارها هذا تحث الجمعية العامة للامم المتحدة دول العالم على إحياء هذه الذكرى وذلك لتجنيب الأجيال القادمة من القيام بعمال الإبادة الجماعية.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com
يرفض القرار الأممي (60/7) أي إنكار للمحرقة ويدين جميع مظاهر التعصب الديني أو التحريض أو المضايقة أو العنف ضد الأشخاص أو المجتمعات على أساس الأصل العرقي أو المعتقد الديني. كما يدعو إلى الحفاظ على مواقع حدوث الهولوكست والتي كانت بمثابة معسكرات الموت النازية ومعسكرات الاعتقال ومعسكرات العمل القسري والسجون، وكذلك إنشاء برنامج دولي للتوعية وتعبئة المجتمع من أجل ذكرى المحرقة النازية. اعداد: علاء جمعة