قالت الأمم المتحدة إن الضربات التي ينفذها التحالف بقيادة السعودية على صعدة اليمنية، حيث الكثير من المدنيين المحاصرين، تنتهك القانون الدولي رغم توجيه نداءات للمدنيين لمغادرة المنطقة، ودعت كل الأطراف لتجنيب المدنيين الأذى.
إعلان
قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن يوهانيس فان دير كلاوف في بيان السبت (التاسع من مايو/أيار) إن "القصف العشوائي للمناطق السكنية" الذي ينفذه تحالف بقيادة السعودية على مدينة صعدة "يتنافى مع القانون الإنساني الدولي" سواء سبقه تحذير أو لم يسبقه. وأضاف في البيان الذي أوردته وكالة رويترز "توجيه تحذيرات بهجمات وشيكة لا يعفي الأطراف المعنية من التزاماتها بحماية المدنيين من الأذى بموجب القانون الدولي".
وقال إن أنباء أفادت بمقتل عشرات المدنيين وفرار الآلاف من منازلهم بعد أن أعلن التحالف، الذي يضم السعودية وتسع دول عربية أخرى وتدعمه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، محافظة صعدة بأكملها هدفا عسكريا.
وقال فان دير كلاوف "الكثير من المدنيين محاصرون فعليا في صعدة وغير قادرين على استخدام وسائل النقل بسبب نقص الوقود. استهداف محافظة بأكملها يعرض عددا لا يحصى من المدنيين للخطر".
ودعا المبعوث الأممي "كل الأطراف على نحو خاص تجنب استخدام المناطق السكنية نقطة انطلاق للهجمات". وبموجب القانون الدولي فإنه يتعين على كل أطراف الصراع تجنب تعريض المدنيين للأذى. وقال فان دير كلاوف إنه يجب عدم تمركز العسكريين والعتاد العسكري في المناطق المأهولة بالسكان.
رحى الحرب تطحن اليمنيين وتزيد معاناتهم
لا يسمع في العديد من مدن اليمن غير صوت المدافع وصواريخ طائرات التحالف العربي واطلاقات مقاومة الطائرات. وسط هذا تزداد معاناة الإنسان اليمني الذي كان أصلا ضحية صراعات سياسية طويلة وعقود من الفقر والفساد الحكومي.
صورة من: picture alliance/abaca
دقت المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونيسيف ناقوس الخطر مشددة على أن نصف سكان اليمن باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية في مجالات العلاج و المياه و الغذاء و الأمن والمأوى ، أو كل ذلك مجتمعا.
صورة من: AP
استمرار الحملة الجوية بقيادة السعودية والقتال الدائر بين اللجان الشعبية وبين الحوثيين زاد من معاناة الانسان اليمني الذي يعيش بالأصل في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية.
صورة من: Reuters/Str
هذه الطوابير تننتظر حقها من المساعدات الغذائية. ولأن اليمن يستورد عن طريق البحر 90 بالمائة من احتياجاته الغذائية، وبسبب انسحاب كثير من شركات الشحن فإن 20 مليون يمني باتوا مهددين بالجوع.
صورة من: picture alliance/abaca
تتفاقم ازمة المحروقات في مناطق القتال بشكل خاص، حتى ان الناس ينتظرون اياما كي تصل نوبتهم لشراء بضعة لترات من الوقود باسعار باهضة جدا.
صورة من: picture alliance/abaca
أما عملية توزيع الإمدادات فإنها تستغرق أسابيع بسبب تضرر شبكات الدعم اللوجستي بفعل العنف ونقص الوقود.
صورة من: picture alliance/abaca
الوقود معضلة إضافية، إذا أن النقص فيه أصاب المستشفيات وإمدادات الغذاء بالشلل، وقال برنامج الغذاء العالمي إن الحاجة الشهرية من الوقود قفزت من 40 ألف لتر إلى مليون لتر.
صورة من: picture alliance/abaca
وفي 10 نيسان/ أبريل الماضي، حطت في مطار صنعاء أول طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر محملة بـ16 طنا من المساعدات الطبية قبل أن تتبعها طائرة اخرى لصندوق الامم المتحدة للطفولة "يونيسف".
صورة من: AFP/Getty Images/M. Huwais
أثناء الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، أعربت السعودية عن نيتها في إقرار هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام تسمح بدخول المساعدات الإنسانية للبلد.
صورة من: Reuters/A. Harnik
ولإقرار الهدنة اشترطت السعودية التزام الحوثيين بوقف جميع الأعمال "العدوانية" باليمن، ورغم إعلانها وقف عاصفة الحزم قبل أسابيع إلا أن الغارات لا زالت متواصلة.
صورة من: AFP/Getty Images
الحوثيون من جهتهم يحملون السعودية ما آلت إليه أوضاع البلاد، فيما تراوح العملية العسكرية مكانها. ولم يتضح إذا كات الغارات الجوية قد نجحت في حرمان الحوثيين من المنشآت ومخازن السلاح..
صورة من: picture-alliance/dpa
..كما أن الغارات أوقفت تقدم الحوثيين في الجنوب، إلا أنها لم تحدث أي تغيير جوهري في المعطيات ميدانيا، وسط احتدام المعارك في عدة محافظات بين القوات الموالية للرئيس هادي وبين مقاتلي الحوثيين .
صورة من: Reuters
11 صورة1 | 11
وفي بيان منفصل أوردته وكالة رويترز قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الضربات الجوية أصابت عدة مناطق في صعدة منها المجمع الحكومي وسوق المجبلة. وأضاف المكتب أن ضربات جوية وقصفا واشتباكات عنيفة وقعت أيضا في ثمانية أحياء أخرى في التاسع من مايو أيار وان الضربات الجوية
تتواصل في محافظتي عمران وحجة. وقال إن عدد الأشخاص الذين نزحوا جراء القتال غير معروف بعد لكن السلطات المحلية تقول إن نحو 4 آلاف عائلة وصلت إلى محافظة عمران وإن ما بين 2000 و 2500 عائلة وصلت إلى العاصمة صنعاء.
ويقيم معظم هؤلاء الأشخاص في مباني عامة مثل المدارس والجامعات والمنشآت الحكومية أو لدى أقاربهم.