الأمم المتحدة تحذر: أشد موجة جفاف في أفريقيا منذ قرن!
٢٧ يوليو ٢٠٢٤
حذرت الأمم المتحدة من أن الجفاف القياسي الذي أتلف المحاصيل في جنوب القارة الأفريقية وتسبب بتجويع ملايين الأشخاص ودفع خمس دول لإعلان كارثة وطنية، دخل الآن أسوأ مراحله.
إعلان
ذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه يتوقع زيادة عدد الأشخاص الذين يكافحون لتأمين الطعام فيالقارة السمراء.
وصرحت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي بالوكالة في أفريقيا الجنوبية لولا كاسترو لفرانس برس في جوهانسبرغ يوم الجمعة (26 يوليو/ تموز 2024) أن "الفترة الأسوأ قادمة الآن. لم يتمكن المزارعين من حصاد أي شيء والمشكلة هي أن الحصاد المقبل في أبريل/ نيسان 2025".
بعد مالاوي وناميبيا وزامبيا وزيمبابوي أصبحت ليسوتو قبل أسبوعين آخر دولة تعلن حال الكارثة الوطنية في أعقاب الجفاف المرتبط بظاهرة النينيو.
وأضافت كاسترو أن دولا أخرى مثل أنغولا وموزمبيق قد تحذو قريبا حذوها أو تبلغ عن وجود فجوة بين الغذاء المتوفر وما يحتاجون إليه. وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن بعض التقديرات تفيد بأن الجفاف هو الأسوأ في المنطقة منذ قرن.
وقالت كاسترو الجمعة من مكتب برنامج الأغذية العالمي في جوهانسبرغ إن ما لا يقل عن 27 مليون شخص تضرروا في منطقة يعتمد الكثيرون فيها على الزراعة.
وأضافت أن الجفاف أتلف 70% من المحاصيل في زامبيا و80% في زيمبابوي، مما أدى إلى تراجع كبير في الطلب وارتفاع أسعار المواد الغذائية. وقالت كاسترو "الذرة جافة تماما ورقيقة ونموها ضعيف ويسأل المزارعون عما عليهم فعله ليتمكنوا من إطعام أسرهم".
حتى لو تراجعت ظاهرة النينيو، فإن آثارها لا تزال قائمة. وأضافت "لا يمكننا التحدث عن مجاعة لكن الأشخاص عاجزين عن شراء وجبات كافية أو استهلاك عدد كاف من السعرات الحرارية يوميا. بدأ الأطفال يخسرون الوزن والسكان يعانون".
ويشجع برنامج الأغذية العالمي المزارعين على زراعة محاصيل أكثر مقاومة للجفاف مثل الذرة الرفيعة والدخن والكسافا لمواجهة فترات الجفاف مستقبلا.
وقالت كاسترو إن برنامج الأغذية العالمي الذي وجه نداء للحصول على 409 ملايين دولار لتوفير الغذاء والأموال وغيرها من المساعدات لنحو ستة ملايين شخص في المنطقة لم يتلق حتى الآن سوى 200 مليون دولار.
د.ب/ أ.ح (أ ف ب)
الجفاف في حوض البحر المتوسط - واقع مرير وخسائر فادحة
يسود جفاف شتوي كبير في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا وتعم مخاوف من استفحال الجفاف مع بداية قدوم الربيع وارتفاع درجات الحرارة ما سيؤثر سلبا على السكان هناك وحتى على الحيوانات.
صورة من: PAU BARRENA/AFP/Getty Images
تأثير الجفاف على المحاصيل
البرتقال في صقلية هذا العام أصغر بكثير من المعتاد. بعض الثمار تجف حتى قبل أن تنضج . السبب هو نقص المياه في الجزيرة الواقعة جنوب إيطاليا: فقد أعلنت السلطات حالة الطوارئ بسبب الجفاف في بداية فبراير/شباط.
صورة من: ALBERTO PIZZOLI/AFP
جفاف في المغرب
ليست أوروبا هي المتأثرة فقط. فالنباتات في المغرب تواجه جفافا ونقصا في مناسيب المياه أيضا.
وفقًا لبيانات برنامج المراقبة الأوروبي Copernicus، تعاني مناطق من أوروبا وشمال أفريقيا من الجفاف. ويظهر هذا الجفاف في أجزاء واسعة من منطقة البحر الأبيض المتوسط. وبعد موجات الحر الهائلة في صيف 2023، لم تهطل كميات الأمطار الشتوية المأمولة في معظم الأماكن.
صورة من: FADEL SENNA/AFP/Getty Images
البحث عن طعام
بقرة تبحث عن قش في صقلية. يعاني المزارعون بسبب نقص الطعام المتوفر للماشية. في ربيع عام 2023، اجتاحت العواصف الجزيرة ودمرت أجزاء كبيرة من محصول القش. منذ ذلك الحين، شهدت الجزيرة قلة في هطول الأمطار. السبب يعود إلى التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري.
صورة من: ALBERTO PIZZOLI/AFP/Getty Images
مواجهة الجفاف
مزارع يمد أنابيب الري في حقل لزرع البطاطا في برشيد، إحدى المناطق الزراعية الرئيسية في المغرب. الجفاف هناك له تأثيرات سيئة جدا، كما هو الحال في جنوب إيطاليا وإسبانيا والجزائر وتونس. في العام الماضي، كانت الخسائر في المحاصيل كبيرة. في عام 2023، تأثر 31.3% من منطقة البحر الأبيض المتوسط بالجفاف.
صورة من: FADEL SENNA/AFP/Getty Images
المناطق الخضراء اختفت بفعل الجفاف
النظرة من الفضاء توضح الأمور أكثر: في الشهور الشتوية الممطرة تكون المناطق حول الدار البيضاء في المغرب عادة خضراء وخصبة بدلاً من أن تكون جافة وبنية اللون. بالإضافة إلى الجفاف ترتفع درجات الحرارة وتتجاوز بكثير المعدل المتوسط. في شهر فبراير/ شباط، ارتفعت الحرارة إلى 37 درجة مئوية. ويعيش المغرب الجفاف للعام السادس على التوالي.
صورة من: NASA Earth/Zumapress/picture alliance
قطف ما هو صالح من الثمار
في تونس، الوضع صعب أيضًا: يمكن لهذه الفلاحة قطف بعض الزيتون الصالح فقط. 2023 تراجع إنتاج الزيتون، وهو أحد القطاعات الزراعية الرئيسية في البلاد، بنسبة تقدر بحوالي 30 في المائة. الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة هي أيضًا سبب في هذا الانخفاض. كان يناير الماضي وفقًا لبرنامج Copernicus، أدفأ شهر يناير على مستوى العالم منذ بداية السجلات.
صورة من: Yassine Gaidi/Andalou/picture alliance
شتاء دافئ
حمام الشمس في الشتاء: عاشت إسبانيا أيضًا في عام 2024 أدفأ شهر يناير في تاريخ البلاد. في بعض المناطق مثل مالقة، ارتفعت درجة الحرارة إلى ما يقرب من 30 درجة مئوية - درجات حرارة مثل هذه هذ يتم تسجيلها فقط ابتداء من يونيو/ حزيران.
صورة من: Europa Press/abaca/picture alliance
الجفاف يمتد
كاتالونيا في إسبانيا أيضًا تعاني من نقص المياه: في بحيرة فيلانوفا دي ساو ربطت القوارب على اليابسة. بعد ثلاث سنوات من الجفاف انخفضت مستويات مياه إحدى أهم السدود لتوفير مياه إقليم برشلونة الكبير إلى أقل من أربعة في المئة. إنه أدنى مستوى في تاريخ البحيرة. تم الإعلان عن حالة الطوارئ في كاتالونيا أيضًا، وتم تقييد استهلاك المياه.
صورة من: PAU BARRENA/AFP/Getty Images
لا يوجد ماء في الأفق
في بداية فبراير، جف مجرى نهر أغلي (Agly) في جبال البيرينيه الفرنسية تقريبًا تمامًا. ولا توجد آمال كبيرة لهطول الأمطار. يتوقع الخبراء ارتفاع درجات الحرارة في منطقة البحر الأبيض المتوسط خلال ربيع 2024، مع توقعات بكمية ثلوج قليلة في الجبال والتي يمكن أن يؤدي ذوبانه إلى زيادة في مستوى الأنهار. (اعداد: نيلي غينش ـ أعده للعربية: علاء جمعة)