الأمم المتحدة تحذر من تدهور الوضع الإنساني في جنوب سوريا
٢٧ يونيو ٢٠١٨
مع استمرار التصعيد واشتداد حدة المعارك في جنوب غرب سوريا، الأمم المتحدة تحذر من مواجهة المنطقة مصير حلب والغوطة الشرقية. في حين تم توسيع صلاحيات منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بشأن تحقيقاتها في سوريا.
إعلان
حذرت الأمم المتحدة من نشوب معركة شاملة في جنوب غرب سوريا، قائلة إنها قد تؤثر على سكان ومنطقة مثل التي تأثرت بالمعارك في الغوطة الشرقية وحلب مجتمعة. وقالت اليوم الأربعاء (27 حزيران/ يونيو 2018) إن الأمور تسير حاليا في ذلك الاتجاه.
وأبلغ مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، دي ميستورا، مجلس الأمن الدولي أن معركة على ذلك النحو قد تزيد التوتر مع إسرائيل ومن شأنها أيضا أن تقوض التقدم المحدود الذي تحقق حاليا في المحادثات السياسية الدولية، والتي تركز على جهود لتشكيل لجنة دستورية.
وبشأن تطورات الوضع الميداني في المنطقة قالت مجموعة إغاثة طبية الأربعاء إن قصف قوات موالية للحكومة السورية لمناطق تسيطر عليها المعارضة في جنوب غرب البلاد أدى إلى توقف العمل في أربعة مراكز طبية الليلة الماضية مع اشتداد الهجوم المدعوم روسيا.وتقول الأمم المتحدة إن الهجوم المستمر منذ عشرة أيام أدى لنزوح 45 ألف مدني على الأقل.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "الضربات العشوائية التي تستهدف البنية التحتية المدنية لا تزال إحدى سمات الصراع". وتتقدم قوات النظام السوري داخل مناطق المعارضة بدعم روسي رغم تحذيرات الولايات المتحدة التي توسطت في اتفاق "خفض التصعيد" في جنوب غرب سوريا مع موسكو العام الماضي.
وقال نشطاء بالمعارضة إن طائرات حربية استهدفت بلدتي داعل وصيدا للمرة الأولى منذ بدء الهجوم. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، المحسوب على المعارضة، أن الهجوم أسفر عن سقوط 47 قتيلا حتى الآن، لكن اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، وهو جمعية خيرية طبية تعمل في المنطقة، قال إن عدد القتلى وصل إلى 68 قتيلا.
جيش النظام السوري يتقدم باتجاه درعا.. فهل حصل على ضوء أخضر دولي؟
02:18
تحديد المسؤول عن استخدام الأسلحة الكيماوية
في غضون ذلك قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها "قلقة إزاء أمن عشرات الآلاف من المدنيين العالقين في مرمى النيران أو الفارين من العنف في محافظة درعا في الجنوب".
من ناحية أخرى، تبنّت دول منظمة حظر الأسلحة الكيماوية اليوم قرارا يهدف إلى تعزيز صلاحيات المنظمة، لتشمل تحديد المسؤول عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا. وينص القرار على أنه يجوز للمنظمة "أن تعتمد أحكاما لتحديد هوية مرتكبي (الهجمات) بالأسلحة الكيماوية في الجمهورية العربية السورية عن طريق تحديد جميع المعلومات المحتملة المتصلة بمصدر هذه الأسلحة الكيماوية والإبلاغ عنها".
وأعلن الوفد البريطاني الذي قدم مشروع القرار أن 82 دولة صوّتت لصالح تمكين منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في المستقبل من تحديد الجهات المسؤولة عن الاعتداءات بالأسلحة الكيماوية في سوريا، مقابل تصويت 24 دولة ضد وذلك أثناء جلسة تصويت مغلقة.
وكانت روسيا وسوريا المتهمتان باستخدام مواد سامة مؤخرا، معارضتين للمشروع، وكذلك ايران.
ع.ج/ أ. ح (أ ف ب، د ب أ)
ضرب أهداف محددة في سوريا ردا على "كيماوي دوما"
بعد أسبوع من وقوع هجوم في دوما، يفترض أن يكون النظام السوري استخدم خلاله أسلحة كيماوية، أعلن الرئيس الأمريكي ترامب قيام قوات بلاده بالتعاون مع فرنسا وانجلترا بضرب أهداف "دقيقة" لها علاقة ببرنامج الأسلحة الكيماوية للأسد.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/S. Walsh
ترامب ينفذ تهديداته
نفذت الولايات المتحدة بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا هجمات جوية على سوريا فجر السبت (14 أبريل/ نيسان 2018). وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الضربات استهدفت ثلاث مناطق لها علاقة بإنتاج الأسلحة الكيماوية. وذلك بعد أسبوع من هجوم كيماوي محتمل على بلدة دوما وتهديد ترامب بتوجيه ضربة لسوريا، فقد اتهمت الدول الثلاث نظام الأسد بالوقوف وراء الهجوم.
صورة من: Reuters/Twitter/French Military
أهداف تحيط بدمشق
المواقع التي قُصفت تضمنت مطار الشراعي بغربي دمشق في منطقة الديماس قرب الحدود اللبنانية. كما أصاب الهجوم موقعا في مدينة مصياف ومستودعات للجيش في شرق القلمون ومنطقة الكسوة جنوبي دمشق وموقعا في منطقة جبل قاسيون المطلة على دمشق، حسب مصدر مقرب من النظام السوري.
صورة من: picture alliance/AP Photo/H. Ammar
ضرب المركز الرئيسي للأبحاث الكيماوية
قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن الهجوم أصاب أيضا منشأة للأبحاث العلمية في دمشق حيث قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن المنشأة تستخدم في تطوير وإنتاج واختبار أسلحة كيماوية وبيولوجية. بينما قالت باريس إن الضربات استهدفت المركز الرئيسي للأبحاث الكيماوية وموقعي إنتاج في سوريا.
صورة من: Imago/Xinhua/A. Safarjalani
أعلام سوريا وإيران وروسيا في شوارع دمشق
عندما طلع النهار على دمشق خرج المتظاهرون حاملين الأعلام السورية والروسية والإيرانية وصور الأسد. ونددت الخارجية السورية بـ"العدوان البربري الغاشم". بينما قالت الخارجية الإيرانية في بيان إن الولايات المتحدة وحلفاءها، الذين قاموا بالعمل العسكري ضد سوريا "رغم غياب أي أدلة مؤكدة... سيتحملون المسؤولية عن تداعيات سياسة المغامرة على مستوى المنطقة وما يتجاوزها".
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
ترامب: ضربات دقيقة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من البيت الأبيض أن هذه الضربات هي قصاص لاستخدام حكومة الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبها. وأضاف "إنها ليست أفعال إنسان وإنما جرائم ارتكبها وحش" وأوضح ترامب أنها "ضربات دقيقة" قصدت أهدافا لها علاقة ببرنامج الأسلحة الكيماوية للأسد.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
فرنسا أبلغت روسيا قبل الضربات
قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي إن الجيش الفرنسي استهدف المركز الرئيسي للبحوث الكيماوية في سوريا ومنشأتين أخريين وإن باريس أخطرت روسيا قبل تنفيذ الضربات. وكانت الوزيرة تتحدث بعد ساعات من إصدار الرئيس إيمانويل ماكرون أمرا بتدخل عسكري في سوريا مع الولايات المتحدة وبريطانيا. وأضافت للصحفيين "لا نتطلع لمواجهة ونرفض أي منطق للتصعيد. وهذا هو السبب في أننا وحلفاءنا تأكدنا من تنبيه الروس مسبقا".
صورة من: Reuters/Twitter/Emmanuel Macron
اعتراض "عدد كبير" من الصواريخ
أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الولايات المتحدة وحلفاءها أطلقوا أكثر من مئة صاروخ على سوريا، مشيرة إلى أن القوات السورية اعترضت "عددا كبيرا" منها. وقال فلاديمير دجاباروف الذي يتولى منصب نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، إن موسكو ستدعو على الأرجح لاجتماع في مجلس الأمن الدولي لمناقشة الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية على سوريا.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Antonov
سبع سنوات ولانهاية في الأفق
دخلت الأزمة السورية عامها الثامن في (مارس/ آذار 2018)، ولا تبدو نهاية في الأفق. ورغم استرجاع بشار الأسد لمناطق كثيرة من أيادي المعارضة وتنظيمات أخرى متطرفة وإرهابية، إلا أنه لا يستطيع بسط نفوذه على بلده. ويقدر ضحايا الحرب السورية حتى الآن بنحو 480 ألف قتيل من كافة الجبهات، بينهم 19 ألف طفل، كما نزح 11 مليون شخص، وبلغ عدد اللاجئين خارج سوريا 5.5 مليون سوري. إعداد: صلاح شرارة