1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الأمم المتحدة تحذر من تراجع خطير في التنوع الحيوي

١٢ مايو ٢٠١٠

يواجه 50 ألفا من الأنواع النباتية و4000 من الفقاريات خطر الانقراض. ويقول الخبراء إن فقدان هذه الأنواع يعد تهديدا اقتصاديا متزايدا ويطالبون بأهداف جديدة لحماية الطبيعة بعد فشل تحقيق هدف إبطاء الانقراض بحلول عام 2010.

أحد الطيور المهددة بالانقراض والموجود فقط في المحمية الطبيعية ريزلفيلدر مونستر في ولاية شمال الراين ويستفاليا والتي تعتبر موطنا لعدد آخر من الطيور والحيوانات المهددة بالانقراض.صورة من: picture-alliance/ dpa

قال تقرير جديد للأمم المتحدة إن التنوع الحيوي يتدهور بشكل غير مسبوق وإن التغير المناخي ُيسرّع هذا التدهور. فبالرغم من تعهد العديد من دول العالم بالحفاظ على التنوع الحيوي وحمايته، فإن هذه الدول لم تفعل الكثير بعد للوفاء بوعودها التي تضمنتها اتفاقية التنوع الحيوي الدولية.

ووفقا للمراجعة العالمية الثالثة للتنوع الحيوي التي أعدتها الاتفاقية المنبثقة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فقد أضحى مرجحا بصورة كبيرة أن يحدث اختفاء واسع النطاق للعديد من الحيوانات والنباتات، ما قد يؤدي إلى نقص حاد في كثير من الخدمات الأساسية للمجتمعات البشرية.

وأوضح التقرير، الذي ينشر كل أربع سنوات، أنه مع وصول الأمر إلى مستوى حرج سيكون من الصعب أو المستحيل تدارك الموقف. وقد وصف مانفريد نيكيش، مدير حديقة الحيوانات في فرانكفورت والعضو في المجلس الاستشاري لشؤون البيئة هذا التقرير بـ"المحزن جدا، لأنه يُظهر وبشكل لا يدع مجالا للشك أننا لم نحرز تقدما يذكر في حماية التنوع البيولوجي".

18 عاما من المؤتمرات والكلام

الأمم المتحدة فشلت في تحقيق هدفها بوقف انقراض الأنواع مع حلول عام 2010

وكانت 193 دولة قد تعهدت في عام 1992 في مؤتمر ريو دي جانيرو بالحفاظ على التنوع الحيوي، إلا أن هذا التعهد "بقي حبرا على ورق" حسب أنانتا كومار دورسيابّا، الأستاذ في جامعة الأمم المتحدة في بون، الذي انتقد في الوقت نفسه كثرة الاجتماعات معتبرا أنها قليلة الجدوى "للأسف لم يحدث تقدم يذكر منذ عام 1992 باستثناء عقد عدة مؤتمرات دولية كلفت الكثير من المال. وكان الأجدر بنا استثمار هذه الأموال في مشاريع وإجراءات للحفاظ على الأنواع بدلا من صرفها على الكلام". مؤكدا على أن "التنوع الحيوي هو رصيد البشرية بغض النظر عن مكان ُُسكناهم".

العدو الأول للتنوع في الطبيعة هو الإنسان من خلال سعيه الدائم إلى تحقيق نسب نمو اقتصادية عاليه ونظرته إلى الثروات الطبيعية كالماء والهواء والغذاء وكأنها ملكه الخاص يستغلها كما يشاء. هذا هو الوضع السائد منذ مائة عام وأكثر وهذه هي الفلسفة التي تقوم عليها المجتمعات الصناعية. والنتيجة أن الطبيعة في دول صناعية كثيرة مثل ألمانيا لم تعد طبيعية كما تقول إلزا نيكل من وزارة البيئة الألمانية عن نهر الراين "هذا النهر الجميل الذي طالما تغنى الشعراء الرومانسيون بجماله لم يعد يمكن من ناحية الاصطلاح إطلاق تسمية نهر عليه، إنه اليوم قناة أكثر من كونه نهرا طبيعيا".

الطبيعة في أوروبا لم تعد طبيعية

منظر لنهر الراين، أطول أنهار ألمانيا وأوروبا والذي فقد الكثير من سحره الطبيعي بعد إتسويته ليصبح صالحا للملاحة النهريةصورة من: picture-alliance / Helga Lade

في الماضي كانت أوروبا مليئة بما يسمى بالنظم الإيكولوجية،وهي مناطق طبيعية تنمو فيها نباتات وتعيش فيها حيوانات قد لا توجد في أمكنة أخرى، أما اليوم فإن 80 بالمائة من أنواع الحيوانات والنباتات المعروفة موجودة في دول العالم الثالث، أي في الدول الفقيرة غير الصناعية.

ويحذر مانفريد نيكيش، مدير حديقة الحيوانات في فرانكفورت، من مغبة هذا التطور السلبي الذي لا يمكن إصلاحُه بالأموال مشيرا إلى الدور الحاسم الذي تلعبه القرارات السياسية ومحذرا: "ما لم نبذل جهدا متواصلا للحفاظ على التنوع الحيوي فإن تكاليف ذلك ستكون عالية جدا".

يذكر أن الأمم المتحدة أعلنت عام 2010 "عاما دوليا للتنوع البيولوجي" حيث ستعقد اجتماعات دولية كبرى تركز على الموضوع خلال النصف الثاني من العام، بينها اجتماع يعقد في الجمعية العامة في أيلول/سبتمبر ومؤتمر في اليابان في تشرين أول/أكتوبر.

الكاتب:هيليه يبيسين/ عبدالرحمن عثمان

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW