أكدت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء تحذيرها من "تفاقم المجاعة" في اليمن، حيث يعاني أكثر من نصف مليون طفل من سوء التغذية وحثت الأطراف المتصارعة على السماح للمساعدات الإنسانية في الوصول إلى مناطق النزاع.
إعلان
حذرت الأمم المتحدة من جديد اليوم الأربعاء (19 آب/أغسطس 2015) من "تفاقم المجاعة" في اليمن، حيث يعاني أكثر من نصف مليون طفل من سوء التغذية وحضت الأطراف المتصارعة على السماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مناطق النزاع.
وقالت رئيسة البرنامج ارثارين كازين للصحافيين في القاهرة "كل المؤشرات التي تقودنا إلى تعريف واضح للمجاعة تتطور بالفعل"، وذلك بعد زيارتها لليمن في مهمة استغرقت ثلاثة أيام. ودعت كازين إلى دخول عاجل ومنتظم لموظفي الإغاثة التابعين للبرنامج إلى مناطق القتال في اليمن.
وأضافت "إذا لم نستطع تزويد الأسواق بالمواد الغذائية مع التأكد من بقاء الموانئ مفتوحة... إذا لم تكن هناك زيادة في أموال المتبرعين، فسنواجه كارثة في اليمن". وتابعت "ليس في الأسواق المواد الغذائية الضرورية لمواجهة احتياجات عدد كبير من السكان... المجتمع الإنساني ليس لديه المال الكافي" لليمن.
وفي حزيران/يونيو، طالب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بوقف إطلاق النار وحذر قائلا "نحن على بعد خطوة واحدة من المجاعة".
اليمن: حرب وحصار مستمران والضحايا مدنيون
80 % من اليمنيين في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. الأطراف المتنازعة داخل البلاد، لم تحترم الهدنة التي أعلنها التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين منذ4 أشهر. منظمات الإغاثة والأمم المتحدة تندد بالأوضاع الكارثية.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
رأت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود بعد زيارة إلى اليمن أن الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية "يقتل" المدنيين كما تفعل الحرب تماما. الصورة لسكان من مدينة تعز اليمنية. وقد صرح قائد "المقاومة الشعبية" في تعز حمود المخلافي بأن مقاتليه بحاجة أكبر إلى دعم التحالف في مواجهتهم للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
المتمردون الحوثيون يقصفون مناطق مأهولة بالسكان في عدن، دون أن يكترثوا بالمدنيين الباقين هناك. في الصورة جندي سعودي يقف في مطار عدن بعد أن تمكنت قوات التحالف بقيادة السعودية وبالتعاون مع المقاتلين المولين للرئيس هادي من إخراج الحوثيين من المدينة.
صورة من: Reuters/F. Al Nasser
هيومن رايتس ووتش قالت إن غارة التحالف العربي، التي أودت بحياة 65 من المدنيين في "مخا" جنوب غرب اليمن يمكن تصنيفها كـ "جريمة حرب". ويشكل المدنيون القسم الأكبر من الضحايا الـ 3700 الذين سقطوا في النزاع المستمر منذ أربعة أشهر، بحسب الأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/Str
وقد أعلنت الأمم المتحدة أن طرفي النزاع في اليمن لم يلتزما بالهدنة، التي تم الإعلان عنها لمدة 5 أيام، لإدخال مساعدات طارئة وسط نقص حاد في الوقود والأغذية والأدوية.
صورة من: Reuters/Stringer
يعاني اليمن من نقص حاد في المواد الغذائية والوقود، وخصوصا الأدوية، نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. وتبرر السعودية هذا الحصار بأنه وسيلة لمنع إمداد الحوثيين بالسلاح، بيد أن المدنيين هم المتضررون في المقام الأول.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
وبعد أربعة أشهر من القتال العنيف، طلبت الأمم المتحدة من الرياض تخفيف الحصار البحري الذي تفرضه على الموانئ اليمنية للسماح للمزيد من السفن التجارية بتزويد البلاد باحتياجاتها من الوقود والمواد الغذائية.
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن حصيلة قتلى الصراع في اليمن بلغت نحو أربعة آلاف شخص .كما أفادت الأمم المتحدة بأن هناك 1859 مدنيا بين 3984 شخصا قتلوا منذ آذار/ مارس الماضي. وأشارت المنظمة الدولية إلى أنه فضلا على ذلك، أصيب نحو 19 ألف شخص، من بينهم 4200 مدني.
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
7 صورة1 | 7
وقال برنامج الأغذية العالمي إن دراسة قام بها أظهرت أن الأمن الغذائي لنحو 1.3 مليون يمني نزحوا داخليا في حالة خطر. وأضافت كازين في بيان أنه قدم دعما غذائيا لنحو 3,5 مليون يمني منذ بداية الأزمة لكنها قالت إن "القتال يجعل إيصال (الغذاء) أكثر صعوبة وخطرا".
وأوضحت أن أكثر من 1.2 طفل يعانون من سوء تغذية يتراوح بين المتوسط والحاد وأن أكثر من نصف مليون يعانون من سوء التغذية الحاد. وقدر برنامج الأغذية العالمي في تقريره عدد ممن يعانوا من انعدام الأمن الغذائي بنحو 13 مليون يمني، بينهم 6 ملايين اعتبرهم يعانون "من انعدام الأمن الغذائي الشديد وفي حاجة ماسة لمساعدة خارجية".
وقدم البرنامج العالمي طلبا عاجلا للمانحين لتقديم تبرعات قبيل بدء عملية عاجلة في اليمن الشهر المقبل من المتوقع أن تكلف قرابة 320 مليون دولار. وقالت كوزين في البيان إن "الجيل الجديد في اليمن سيعاني من أضرار ربما لا يمكن التعافي منها إذا لم نقدم للأطفال الغذاء المناسب في الوقت المناسب. لابد من التحرك الآن قبل أن يكون ذلك متأخرا جدا".