الأمم المتحدة تحذر من العنف الجنسي في مراكز اللجوء باليونان
٩ فبراير ٢٠١٨
تعاني النساء بين طالبي اللجوء في اليونان من انتشار ظاهرتي العنف الجنسي والتحرش في مراكز استقبال مكتظة وغير مستوفية للمعايير، حسب الأمم المتحدة.
إعلان
تلقت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة تقارير من 622 شخصا في 2017، تفيد بأنهم تعرضوا إلى عنف جنسي في جزر يونانية حيث أفاد نحو ثلثهم أنهم تعرضوا لاعتداء من طالبي لجوء بعد وصولهم إلى الدولة الأوروبية، وفقا لما أعلنته الأمم المتحدة اليوم الجمعة (التاسع من شباط/فبراير 2018). لكن المتحدثة باسم المفوضية سيسيل بويي أشارت إلى وجود تردد في أوساط اللاجئين للكشف عن أعمال عنف من هذا النوع نتيجة الخوف والخجل والقلق من التعرض إلى التمييز أو الانتقام. وقالت للصحافيين في جنيف "لذا، من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير مما تم الإعلان عنه"، موضحة أن لدى الأمم المتحدة "صورة مجتزأة للغاية عن الواقع".
وأوضحت بويي أن الوضع أكثر إثارة للقلق في مركزي مويرا بجزيرة ليسبوس وفاثي بجزيرة ساموس للاستقبال والتعرف على الهويات حيث "يعيش آلاف اللاجئين في مكان غير مناسب ووسط إجراءات أمنية غير كافية". وأضافت أن هذه المراكز تضم حاليا نحو 5500 شخص، أي ضعف قدرتها الاستيعابية. وقالت "في هذين المركزين، تتحول الحمامات والمراحيض ليلا إلى أماكن لا يمكن للنساء والأطفال الاقتراب منها".
وفي مويرا، قالت امرأة لموظفي المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إنها لم تستحم منذ شهرين خوفا من التعرض لاعتداء. وأوضحت بويي أن تسريع عمليات نقل اللاجئين إلى الأراضي اليونانية خفف بعض الشيء من الاكتظاظ. لكنها حذرت من أن "الاكتظاظ يعرقل أنشطة التوعية والوقاية" حتى الآن.
وأضافت أن 30 موظفا صحيا حكوميا واستشاريا نفسيا وعاملا اجتماعا مكدسون في ثلاث غرف بمويرا حيث يجرون فحوصات في ظل غياب للخصوصية. وفيما رحبت المفوضية بالجهود التي تبذلها اليونان لخفض العنف، إلا أنها أشارت إلى ضرورة اتخاذ إجراءات إضافية. وأشارت مثلا إلى وجوب عدم إجبار النساء على السكن قرب رجال لا يعرفونهم.
ودعت الوكالة الأممية كذلك إلى بذل مزيد من الجهود للتقليل من الاكتظاظ وتحسين الإضاءة في دورات المياه وأماكن الاستحمام، إضافة إلى تكثيف تواجد الشرطة. وشكل بحر ايجه نقطة عبور رئيسية للمهاجرين المتجهين إلى أوروبا التي واجهت أسوأ أزمة هجرة في تاريخها منذ الحرب العالمية الثانية. لكن تدفق المهاجرين إلى اليونان انخفض بشكل كبير منذ وقع الاتحاد الأوروبي اتفاقية مثيرة للجدل مع تركيا عام 2016 لإعادة المهاجرين.
وأفادت اليونان الشهر الماضي أنها تتحمل "عبئا غير متناسب" من طلبات اللجوء إلى أوروبا عام 2017 حيث استقبلت 8,5 بالمئة من مجموع هذه الطلبات في التكتل. وسجلت الدولة التي تعد 11 مليون نسمة 58661 طلب لجوء العام الماضي، ما يجعل اليونان الأكثر استقبالا للاجئين قياسا إلى عدد السكان، وفقا للجهاز الرسمي المسؤول عن شؤون الهجرة.
ز.أ.ب/ح.ع.ح (أ ف ب)
اللاجئون في جزيرة ليسبوس: أوضاع مزرية على أبواب الفردوس الأوروبي
من المنتظر أن تزداد مآسي طالبي اللجوء الذين تقطعت بهم السبل في جزيرة لسبوس اليونانية، فالعديد من المنظمات غير الحكومية المهتمة بالخدمات الصحية والقانونية تستعد الان للانسحاب أو انسحبت بالفعل.
صورة من: DW/V. Haiges
عالقون في بحر ايجة
يقبل التمويل الأوروبي للمنظمات غير الحكومية التي استجابت لأزمة المهاجرين في الجزر اليونانية، على الانتهاء شهرآب/أغسطس. ومنذ ذلك الحين كانت الدولة اليونانية المسؤولة الوحيدة عن التعامل مع طالبي اللجوء. الا أن غياب خطة انتقال واضحة، ساهمت في ظهور ثغرات واضحة على مستوى الخدمات الإنسانية في جميع أنحاء جزيرة ليسبوس.
صورة من: DW/V. Haiges
لا هنا ولا هناك
موريا ليست مرفق الاستقبال الرئيسي في ليسبوس، وانما توجد مخيمات أخرى غير قادرة على التعامل مع استمرار وصول الأعدادا القليلة لطالبي اللجوء. تزايد التوتر يؤدي الى تحول الإحباط بسرعة إلى عنف وعدوانية، والصراعات بين الأفراد تتحول إلى معارك بين مختلف المجموعات العرقية.
صورة من: DW/V. Haiges
جديد ونظيف
خارج موريا، يتم التخلص من عبوات الشامبو والمياه بالقرب من أماكن الاستحمام غير القارة أو المتنقلة. بسبب النقص في المرافق الصحية في المخيم، الكثير من الناس هناك يبحثون عن خيارات أخرى. وهم يرون أن الفشل في توفير مرافق كافية، استراتيجية متعمدة لتدهور الظروف المعيشية بالمخيم.
صورة من: DW/V. Haiges
في انتظار المصير
أمان من إريتريا، يعتذر عن عدم قدرته على تقديم الشاي أو الماء في خيمته. انه ينتظر قرارا بشأن طلب لجوئه منذ وصوله الى ليسبوس قبل ثلاثة اشهر. "حتى في موريا توجد مشاكل كثيرة". اكتظاظ الملاجئ والتوترات بين مختلف المجموعات يولد معارك وصراعات بين أفرادها.
صورة من: DW/V. Haiges
نحن بشر أيضاً
طالب لجوء أفغاني يقوم بإعداد علامات احتجاج ضد الظروف السيئة والفقيرة في موريا. معظم الأفغان الذين يحتجون في ليسبوس لأكثر من عام لايزالون ينتظرون الرد على طلبات لجوئهم. غياب المعلومة، صعوبة الظروف المعيشية والخوف من الترحيل إلى أفغانستان تجعل الكثيرين من هؤلاء يعيشون في حالة قلق دائم ومستمر.
صورة من: DW/V. Haiges
حدود الكرم
يناقش سكان ليسبوس احتجاج الأفغان. أزمة اللاجئين تسببت في انخفاض كبير في السياحة في ليسبوس، حيث انخفضت بنسبة 75 في المائة تقريبا هذا العام مقارنة بعام 2015. كما كان للأزمة الاقتصادية في اليونان أثر كبير على الجزيرة. وبالرغم من تعاطف العديد من السكان المحليين مع احتياجات طالبي اللجوء، إلا أنهم لا يعتقدون أن اليونان قادرة على استضافتهم في الوقت الحالي.
صورة من: DW/V. Haiges
كفاح ضد الإحباط وخيبة الأمل
يحاول بعض المتطوعين بموريا، سد الثغرات الموجودة هنا. فهم يقومون بتوفير الرعاية الصحية مثلا، والتي تعتبر من المطالب الملحة للساكنة. الطبيبة الألمانية جوتا ميوالد قدمت إلى ليسبوس لمدة أسبوعين لتقديم مساعدتها، وقالت إن السبب الرئيسي في الكثير من المشاكل الصحية هنا بموريا، هو الظروف المعيشية للسكان. وقد اشتكى الموجودون في المخيمات من أن الأطباء هناك عادة ما يعطونهم مسكنات للألم بغض النظر عن آلامهم.
صورة من: DW/V. Haiges
استعادة الحياة
في مركز الموزاييك للدعم طالبي اللجوء يحولون - سترات الحياة - أو سترات الإنقاذ التي يتم تجميعها من الشاطئ في أكياس ومحافظ. مثل هذه الأنشطة مرحب بها لمحاربة رتابة الحياة في المخيمات، بالإضافة إلى الحصول على دخل للعالقين هنا، مثل هذه المرأة الإيرانية، ولو كان الدخل صغيرا.
صورة من: DW/V. Haiges
وافدون جدد يوميا
منذ بداية سنة 2015، اضطر الوافدون الجدد إلى البقاء في الجزيرة إلى أن تتم معالجة طلبات لجوئهم. إلا أن تراكم الطلبات وعملية معالجتها المطولة لم تساعد الكثيرعلى الاستفادة منها. أكثر من 14 ألف مهاجر وصلوا إلى اليونان هذا العام، وفقا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين. وفي العام الماضي منحت اليونان اللجوء لحوالي 12500 شخص، في حين جاء 173 ألف لاجئ.
فينسنت هايغس/ مريم مرغيش