الأمم المتحدة تحذر من تهديد استقرار العراق بعد هجمات أربيل
١٥ أبريل ٢٠٢١
بعد استهداف طائرة محملة بالمتفجرات قوات أمريكية في مطار أربيل ومقتل جندي تركي في قاعدة عسكرية قرب المدينة في هجوم صارخي آخر، أدانت الأمم المتحدة الهجمات ووصفتها بأنها تهديد لاستقرار العراق.
إعلان
أكدت الممثلة الأممية الخاصة في العراق جينين هينيس بلاسخارت اليوم الخميس (15 نيسان/أبريل) أن الأحداث التي شهدها إقليم كردستان الليلة الماضية تهدد استقرار العراق.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن بلاسخارت قولها إن"أحداث الليلة الماضية في إربيل هي مثال آخر على المحاولات الطائشة لتأجيج التوترات وتهديد استقرار العراق". وأدانت بلاسخارت "أعمال العنف هذه"، داعية "الحكومتين الاتحادية وإقليم کردستان إلى التحرك بسرعة وانسجام لمنع المزيد من التصعيد".
وقال مسؤولون أكراد إن طائرة مسيرة ألقت متفجرات قرب قوات أمريكية متمركزة في مطار أربيل بكردستان العراق في وقت متأخر يوم الأربعاء (15 نيسان/أبريل)، لكن لم ترد تقاريرعن وقوع خسائر بشرية.وأسفر هجوم صاروخي آخر عن مقتل جندي تركي في قاعدة عسكرية قريبة، حسبما أفادت وزارة الدفاع التركية.
وقالت وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان ومقرها أربيل في بيان إن الطائرة المسيرة كانت تحمل مادة تي.إن.تي التي استخدمتها لاستهداف القوات الأمريكية. وأضافت أن أحداً لم يُصب في الهجوم. وأشادت جماعة يقول مسؤولون غربيون وبعض المسؤولين العراقيين إنها متحالفة مع إيران بالهجوم لكنها لم تعلن مسؤوليتها عنه صراحة.
وأصاب وابل من الصواريخ نفس القاعدة العسكرية التي يقودها الأمريكيون في محيط مطار أربيل الدولي في شباط/فبراير، ما أسفر عن مقتل متعاقد غير أمريكي يعمل مع جيش الولايات المتحدة.
ولم تتبن أي جهة بعد هجوم أربيل الذي سمع دوي انفجاره في كل أرجاء المدينة، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس، لكنه يأتي بعد حوالى شهرين من هجوم صاروخي استهدف مجمعاً عسكرياً في المطار، تتمركز فيه قوات أجنبية تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم العراق في مكافحة الجهاديين، وسقط فيه قتيلان بينهم متعاقد مدني أجنبي يعمل مع التحالف.
وقبيل الهجوم الصاروخي في أربيل، سقط صاروخان على الأقل في محيط قاعدة إلى الغرب من المدينة التي تستضيف قوات تركية حسبما ذكر مسؤولو أمن عراقيون. وقالت أنقرة إن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل جندي تركي. وأصاب صاروخ قاعدة تابعة لفصيل شيعي عراقي بالقرب من تلك القاعدة التركية بعد بضع ساعات، بحسب تصريحات مسؤول أمني، مما أسفر عن إصابة مقاتل واحد على الأقل. ولتركيا أيضاً قوات في العراق في إطار قوة تابعة لحلف شمال الأطلسي وكذلك قوة تهاجم انفصاليين أكراد في شمال العراق.
وتعارض الجماعات المسلحة المدعومة من إيران كلا من الوجود الأمريكي والتركي وتطالب بانسحاب جميع القوات الأجنبية بالكامل. وترد الولايات المتحدة أحياناً بضربات جوية على فصائل مسلحة متحالفة مع إيران في مواقع منها الحدود العراقية السورية. وتسببت ضربة جوية أمر بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وأودت بحياة القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني في دفع المنطقة إلى شفا حرب شاملة.
م.ع.ح/ع.أ.ج (د ب أ ، رويترز،أ ف ب)
قاسم سليماني.. نهاية دموية لجنرال إيران النافذ بالمنطقة العربية
ساعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بسط نفوذ إيران في دول عربية عديدة، لكن نهايته جاءت مفزعة في ضربة جوية أمريكية بالعراق. كان يعتبر ثاني أقوى رجل في إيران، وفتح مقتله الباب لنتائج غير معلومة العواقب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
نهاية مفاجأة
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
احتراق مركبته مع قادة بالحشد الشعبي
نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."
صورة من: AFP/Iraqi Military
عقود في خدمة التمدد الإيراني بالمنطقة
عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.
صورة من: FARS
محاربة الثوار في سوريا وداعش في العراق
مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.
صورة من: khabaronline.ir
الجنرال ذو الشعر المصفف واللحية المشذبة
كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
صورة من: Mehrnews
خامنئي- "انتقام عنيف ينتظر من قتلوه" !
قلّده خامنئي وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذا الوسام منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. وفي بيان بعد مقتل سليماني، قال خامنئي إن انتقاما عنيفا ينتظر "المجرمين" الذين قتلوه. وأضاف أنه رغم أن مقتل سليماني "يشعرنا بالمرارة" فإنه سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.
صورة من: Khamenei.ir
الرجل الثاني بعد المرشد ويتحدى ترامب
وقال المسؤول العراقي المذكور إنه "لا يسبقه في تسلسل القيادة سوى الزعيم الأعلى. عندما كان يحتاج الأموال كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه".
وتحدى سليماني الرئيس الأمريكي علنا. وقال في مقطع فيديو نشر بالإنترنت "أقول لك يا سيد ترامب المقامر... اعلم أننا قريبون منك في مكان لا يخطر لك أننا فيه". وأضاف "ستبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".
صورة من: Fararu
"عواقب لا يمكن التكهن بها"
عبّر نواب جمهوريون عن دعمهم لترامب الذي أمر بتنفيذ العملية، فيما حذّر آخرون من تداعياتها. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة". في إشارة على ما يبدو لإحراق السفارة الأمريكية في بغداد. لكن الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قال إنها "تشكل "تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها".