حذر نيكولاي ملادينوف مبعوث الأمم المتحدة للسلام بالشرق الأوسط في رسالة متلفزة وجهها من القدس من "تصاعد العنف في غزة" الذي يظهر مدى قربنا من شفا الحرب كل يوم".
إعلان
دعا نيكولاي ملادينوف مبعوث الأمم المتحدة للسلام بالشرق الأوسط المجتمع الدولي إلى "إدانة لا لبس فيها لإطلاق أكثر من 100 قذيفة هاون وصاروخ على إسرائيل من جانب المسلحين الفلسطينيين". في الوقت ذاته أشار المبعوث الأممي إلى أنه "لا يمكن فصل هذا الاحتدام للوضع عن سياق شهرين من الاحتجاجات التي قتل فيها 100 فلسطيني على الأقل على أيدي القوات الإسرائيلية في اشتباكات بالأسابيع الأخيرة".
من جانبها، قالت نيكي هيلي، المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة الأربعاء (30 مايو/ أيار 2018)، إن عدم تأييد مجلس الأمن الدولي لمحاولة الولايات المتحدة شجب حماس بعد إطلاق الصواريخ على إسرائيل من غزة، "أمر مثير للغضب".
وكانت الكويت العضو غير الدائم في مجلس الأمن، قد عرقلت الاقتراح الأميركي بإصدار بيان، موضحة أنه لا يمكنها "الموافقة على نص يتم التداول فيه من قبل بعثتكم بينما نعمل على مشروع قرار يتطرق الى حماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة".
ولا يزال مجلس الأمن في طريق مسدود بشأن اتخاذ إجراء حيال العنف المتصاعد في غزة، حيث من المتوقع أن ترفض الولايات المتحدة تحرك الكويت لتشكيل بعثة حماية تابعة للأمم المتحدة للفلسطينيين في غزة.
وقد وزعت الكويت مشروع قرار اطلعت عليه وكالة فرانس برس يدعو إلى "النظر في اتخاذ اجراءات لضمان سلامة وحماية المدنيين الفلسطينيين" في المناطق الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة. وأكد السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون ان الأميركيين الذين يتمتعون بحق النقض (الفيتو) في المجلس، سيعترضون على النص.
من جهته، دان السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر المأزق الذي يواجهه مجلس الأمن، قائلا إن "هذا الصمت (...) لم يعد مقبولا. لم يعد مقبولا للسكان الفلسطينيين والإسرائيليين المتضررين الأوائل من هذا النزاع، لم يعد مقبولا للعالم الذي ينظر الينا وافضل ما يرى في هذا الصمت هو العجز واسوأ ما يراه هو الازدراء".
وفي سياق منفصل، أكد نقلت هيئة البث الإسرائيلي اليوم الخميس عن منسق شؤون الأسرى والمفقودين يارون بلوم القول إن "إسرائيل لن تبرم أية صفقة تبادل مع حركة حماس على غرار صفقة (الجندي الإسرائيلي جلعاد) شاليط". وأضاف أن الاتفاق المقبول إسرائيليا هو إعادة "الجنديين والمواطنيْن" لقاء خطة لإعادة إعمار قطاع غزة بالكامل.
ويأتي ذلك تعقيبا على تصريحات سابقة لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" كشف فيها عن استعداد الحركة لإجراء صفقة تبادل جديدة للأسرى مع إسرائيل، على أن يكون ذلك عبر طرف ثالث وسيط.
وتقول حماس إنها تحتجز أربعة جنود إسرائيليين من دون أن تحدد مصيرهم، فيما تقول إسرائيل إن اثنين من المحتجزين جنديان قتيلان والآخرين مدنيان دخلا قطاع غزة بالخطأ.
و.ب/م.س (أ ف ب، رويتر)
السفارة الأمريكية في القدس: يوم فرحت إسرائيل واحتج الفلسطينيون
فيما افتتحت الولايات المتحدة رسمياً سفارتها في القدس تزامناً مع احتفال دولة إسرائيل بالذكرى السبعين لقيامها، قُتل عشرات الفلسطينيين في تصاعد غير مسبوق لحدة المواجهات مع الجيش الإسرائيلي على حدود غزة.
صورة من: Reuters/I. Abu Mustafa
تدشين بمباركة إيفانكا
نقلت الولايات المتحدة الاثنين (5 مايو/ آيار2018) سفارتها من تل أبيب إلى القدس، بعد وعد الرئيس ترامب في نهاية العام الماضي، واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. الاستنكار الدولي والغضب الفلسطيني من الوعد لم يمنعا تحقيقه ومشاركة ابنته إيفانكا إلى جانب زوجها جاريد كوشنر في مراسم الافتتاح. إيفانكا شاركت متتبعيها على تويتر لحظات استقبالها من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أيضاً.
صورة من: Reuters/A. Cohen
حضور دبلوماسي من أمريكا
أعلن ترامب قبل أيام عدم حضوره لافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، لكنه بعث وفداً دبلوماسياً يتكون من شخصيات مهمة داخل البيت الأبيض، على رأسهم وزير الخزانة ستيفن منوتشين ومساعد وزير الخارجية جون سوليفان، فضلاً عن إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر. وستفتح مكاتب سفارة مؤقتة داخل مبنى القنصلية الأمريكية في القدس، في انتظار اختيار مبنى أكبر لها مستقبلاً.
صورة من: Reuters
"ترامب صديق الصهاينة"
زُينت شوارع القدس قرب السفارة الأمريكية الجديدة بالعلمين الاسرائيلي والأمريكي استعداداً للاحتفال بعهد جديد واستبدلت لافتات مرورية بأخرى تشير لموقع السفارة الكائن بحي أرنونا بالقدس. كما عُلقت لافتات تشيد بترامب كـ"صديق للصهاينة". شعار الصداقة حمل معه عقوداً من الحياد الأمريكي تجاه القضية، لكن اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة لاسرائيل غير معالمها وجعل نتانياهو يقول: "إن نقل السفارة مدعاة للاحتفال".
صورة من: DW/D. Regev
ذكرى "قيام إسرائيل"
افتتاح السفارة الأمريكية وإقامة احتفال دبلوماسي بين أمريكا وإسرائيل، تعدى إلى المواطنين الاسرائليين الذين عبروا عن فرحتهم بانتقال السفارة إلى القدس. خاصة وأن هذا الحدث يصادف الذكرى السبعين "لقيام دولة إسرائيل" الاثنين (14 أيار/ مايو 2018) وفق التقويم الغريغوري. كما أن إسرائيل بدأت احتفالاتها التقليدية، قبل أيام، بمناسبة الذكرى 51 لـ "ضم القدس" أو "توحيد القدس"، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.
صورة من: Getty Images/L. Mizrahi
احتفال مستمر
منذ أيام والأفراح والاحتفالات تسود المنطقة الغربية من القدس. ويشارك في هذا كل الإسرائليين باختلاف أعمارهم وأجناسهم استعدادا للاحتفال بـ "مرور 70 عاماً على قيام دولتهم". ووسط أغاني ممجدة للشعب اليهودي والدولة العبرية وللقدس، وفي جو من الرقص والسعادة الغامرة البادية على كل المشاركين في الإحتفالات، رفعوا علم إسرائيل معبرين عن "انتصار" انتظروه منذ عقود.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Gharabli
"نكبة جديدة"؟
يتزامن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس قبل يوم من الذكرى السبعين لـ"النكبة"، عندما نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948. وعلى ما يبدو، فالفلسطينيون يحيون الذكرى السبعين للحدث بـ"نكبة جديدة" كما وصفتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
صورة من: Reuters/M. Salem
سخط فلسطيني
في مقابل الأفراح الإسرائيلية، يعيش الفلسطينيون وسط أجواء من الحزن والسخط على قرار ترامب الذي يعترف فيه بأن بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعن نقل سفارة دولته إلى القدس. هذا القرار الذي "استفز" الفلسطينيين باعتبارهم رافضين منذ البداية لـ"احتلال" إسرائيل للقدس كـ"عاصمة أبدية" منذ 1980، بغض النظر عن عدم اعتراف المجتمع الدولي بذلك، وفي ظل رغبة فلسطين في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.
صورة من: Reuters/I. Abu Mustafa
رغم الوعيد.. اقتحموا السياج!
شارك الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة في مسيرة إلى الحدود مع إسرائيل، وخاطر بعضهم مقتحماً السياج الأمني، رغم وعيد الجيش الإسرائيلي، ورغم أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قد ألقت منشورات على قطاع غزة للتحذير من الاقتراب من السياج. كما أعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، عن وضع قواته في حالة تأهب قصوى، فضلاً عن مضاعفة عدد وحدات جيشه المقاتلة وتعبئة الآلاف من شرطييه لضمان الأمن في السفارة ومحيطها.
صورة من: Reuters/B. Ratner
نار وغضب
العشرات من الشباب الفلسطينيين اجتازوا السياج الحدودي الفاصل شرق غزة وأضرموا النار في إطارات سيارات في الجانب الإسرائيلي من الحدود، كما ألقوا الحجارة على الجيش الاسرائيلي تعبيراً عن غضبهم من تدشين السفارة الأمريكية في القدس، وبينما يتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس بتحريض الفلسطينيين على اختراق السياج الحدودي، يشهد قطاع غزة "مسيرات العودة"، منذ نهاية آذار/ مارس2018.
صورة من: Reuters/M. Salem
"مذبحة رهيبة"
أسفرت المواجهات بين الجنود الإسرائيليين وفلسطينيين في الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، قبل ساعات من تدشين مقر السفارة الأمريكية، عن سقوط عشرات القتلى، وإصابة أكثر من ألف فلسطيني بالرصاص الحي. المواجهة جاءت بعد أن ألقى فلسطينيون الحجارة على الجنود الإسرائيليين الذين ردوا بإطلاق النار. وعلى وقع ارتفاع القتلى والجرحى، اتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل بارتكاب "مذبحة رهيبة" في قطاع غزة. إعداد: مريم مرغيش.