الأمم المتحدة: تراجع المساعدات يهدد اللاجئين بشتاء قارس
عادل الشروعات د ب أ
١١ نوفمبر ٢٠٢٥
حذّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من شتاء قاسٍ يواجهه ملايين اللاجئين والنازحين هذا العام، مع تراجع التمويل الإنساني وتقلص المساعدات الدولية، ما يهدد بتفاقم المعاناة في مناطق النزوح.
تراجع الدعم الدولي يترك ملايين اللاجئين في مواجهة البرد القارس، والأمم المتحدة تحذر من أزمة إنسانية وشيكة هذا الشتاء.صورة من: Marwan Naamani/dpa/picture alliance
إعلان
قالت المفوضية الساميةللأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الثلاثاء (11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025)، إن ملايين اللاجئين والنازحين حول العالم يستعدون لمواجهة شتاء قارس وسط تراجع حاد في المساعدات مقارنة بالسنوات السابقة. وذكرت دومينيك هايد، ممثلة المفوضية، أن الانخفاض الكبير في التمويل القادم من ألمانيا والولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى أدى إلى تقليص كبير في حجم الدعم المتاح هذا العام.
وقالت هايد: "الميزانيات الإنسانية بلغت حد الانهيار، والدعم الشتوي الذي نقدمه سيكون أقل بكثير من السابق. ستضطر عائلات لتحمل درجات حرارة قد تصل للتجمد دون ما يعتبره كثيرون منا من المسلمات: سقف مناسب، أو عزل أو تدفئة أو بطانيات أو ملابس دافئة أو أدوية."
تعويض النقص في التمويل الحكومي عبر جمع تبرعات
وتسعى المفوضية إلى تعويض النقص في التمويل الحكومي عبر جمع تبرعات من القطاع الخاص، وقد أطلقت حملة تستهدف جمع ما لا يقل عن 35 مليون دولار. وأوضح البيان أن الأموال ستستخدم لترميم المنازل المتضررة من القصف وعزلها حراريا، إضافة إلى تقديم بطانيات وأموال لشراء الأدوية والوجبات الساخنة.
ووفقا للمفوضية، فإن كسوة شتوية لطفل لاجئ في مولدوفا تكلف 95 دولارا، بينما يمكن بمبلغ 30 دولارا توفير موقد تقليدي لعائلة في أفغانستان، وبـ 120 دولارا يمكن لعائلة في لبنان تدعيم مأواها لمواجهة البرد. كما أشارت المفوضية إلى أنها تعمل على مساعدة سكان أوكرانيا الذين يواجهون شتاءهم الرابع في ظل الحرب، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون 20 درجة مئوية تحت الصفر، إلى جانب أكثر من مليوني أفغاني أجبروا على العودة من باكستان وإيران إلى بلادهم "خالي الوفاض ووسط غياب للأمل".
تحرير: يوسف بوفيجلين
موجة صقيع تضرب اليونان ـ لاجئون بأمس الحاجة للمساعدة
رغم شدة البرد مازال آلاف اللاجئين يعيشون في اليونان داخل خيم وحاويات بدون تدفئة. والوضع مترد جدا لاسيما في جزيرة ليسبوس حيث تعتزم سفينة تابعة للبحرية العسكرية تقديم المساعدة.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa/M. Muheisen
الانتظار وسط الصقيع
موجة برد شديد اجتاحت مناطق شاسعة في اليونان حيث أُعلنت حالة الطوارئ في بعض المناطق. وفي مخيم ريستونا للاجئين في شرق البلاد لم تتعد درجات الحرارة منذ أيام عتبة الصفر. ولاجئون بينهم الكثير من الأطفال يسكنون داخل حاويات سفن متردية.
صورة من: picture-alliance /dpa/AP/M. Muheisen
حالة طوارئ في ليسبوس
موجة البرد ضربت بوجه خاص جزيرة ليسبوس حيث يعيش نحو 6.000 مهاجر ـ غالبيتهم من سوريا. ومنذ نهاية الأسبوع لم ينقطع سقوط الثلوج التي يثقل وزنها الخيم التي تنهار، والأرض مجمدة.
صورة من: Reuters/Intime
محتاجون بدون مؤن
منظمات الإغاثة عاجزة عن توفير حاجيات الناس، والكثير من اللاجئين مرضى بحيث أن حالات الإصابة بالتهاب الرئة تضاعفت في الشهرين الماضيين، حسب منظمة "أطباء العالم".
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
نداء للحكومة
انتقد الاتحاد الأوروبي والمنظمات الإنسانية الأوضاع السائدة في المخيمات باعتبارها غير قابلة للتحمل مع دعوة اليونان إلى التحرك. ففي مخيم موريا في جزيرة ليسبوس يعيش نحو 2.500 شخص دون ماء ساخن ولا تدفئة، بينهم الكثير من النساء والأطفال وأشخاص ذوي إعاقة، كما أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود".
صورة من: Getty Images/AFP/Str
البحرية ترسل سفينة إلى ليسبوس
وصلت سفينة تابعة للبحرية اليونانية الأربعاء إلى ليسبوس لإيواء لاجئين. هذا ما أعلنته الحكومة الثلاثاء في أثينا. ويمكن استقبال نحو 500 شخص على متن السفينة. ويمكن توزيع أجهزة تدفئة وأغطية. ويوجد في اليونان ما مجموعه نحو 60.000 لاجئ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. Apostolou
الأمل في تحسن حالة الطقس
صباح الأربعاء هبت رياح من الجهة الجنوبية ـ وهذا مؤشر على قدوم طقس دافئ. ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة إلى عشر درجات ـ لكن ذوبان الثلوج وهطول الأمطار الغزيرة يهددان بجرف الخيم وتصدع الأرض. وهذا لا يبشر بتحسن الوضع والتغلب على مظاهر البؤس.