الأمم المتحدة تحذر من مخاطر "تجدد الصراع"... سوريا إلى أين؟
عارف جابو د ب أ، رويترز
٢٢ مايو ٢٠٢٥
حذر كبير مسؤولي الأمم المتحدة في سوريا من إمكانية "تجدد الصراع" في البلاد، لكنه أعرب عن تفاؤله بعد قرار رفع العقوبات الدولية. فيما أكد الاتحاد الأوروبي على دعمه لدمشق. وفي السويداء اقتحم مسلحون مكتب المحافظ واعتدوا عليه.
رغم تحذيره من مخاطر تجدد الصراع في سوريا أعرب غير بيدرسن عن تفاؤله بمستقبل البلاد بعد قرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن سورياصورة من: Syrian Transitional Government/Anadolu/picture alliance
وشدد بيدرسن على الهشاشة في البلد متعدد الأعراق و"الحاجة الملحة لمعالجة الاستقطاب المتزايد"، مشيرا إلى أعمال العنف ضد الأقلية الدرزية في أواخر أبريل/نيسان في أعقاب أعمال القتل التي وقعت في مناطق الأقلية العلوية في مارس/آذار.
وقال أمام مجلس الأمن الدولي إن "التحديات التي تواجه سوريا هائلة، والمخاطر الحقيقية لتجدد الصراع وتعميق التشرذم لم يتم التغلب عليها بعد".
لكنه قال أيضا إن الشعب السوري متفائل بحذر من أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة سترفع العقوبات وإعلان مماثل من الاتحاد الأوروبي الثلاثاء "سيمنحهم فرصة أفضل من ذي قبل للنجاح رغم الصعاب الكبيرة".
وفي كلمته عبر الفيديو من دمشق، وصف بيدرسن تخفيف العقوبات، بما في ذلك من قبل بريطانيا الشهر الماضي، بالإضافة إلى الدعم المالي والطاقة من المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا، بأنها "تطورات تاريخية". وقال: "إنها تنطوي على إمكانات كبيرة لتحسين الظروف المعيشية في جميع أنحاء البلاد ودعم الانتقال السياسي السوري". كما أنها "تمنح الشعب السوري فرصة للتعامل مع إرث سوء الحكم والصراع والانتهاكات والفقر الذي يحاول الخروج منه".
رفع العقوبات دعم لاستقرار سوريا
اعتبر أنطونيو كوستا رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أن قرار التكتل برفع العقوبات عن سوريا يمثل دعما كبيرا لاستقرار سوريا. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه الرئيس السوري أحمد الشرع من كوستا، تناول قرار التكتل برفع العقوبات المفروضة على سوريا، بحسب وكالة الأنباء السورية "سانا".
إعلان
وهنأ كوستا الشرع بهذه الخطوة، معتبرا أنها تمثل دعما كبيرا لاستقرار سوريا، مشيرا إلى أن انعقاد مؤتمر المانحين في بروكسل يؤكد التزام الاتحاد الأوروبي بمساعدة سوريا في تحقيق الاستقرار.
وأعرب الرئيس السوري عن شكره لرئيس مجلس الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء على قرار رفع العقوبات، واصفا إياه بالخطوة التاريخية التي ستساهم في دفع البلاد نحو مستقبل أكثر استقرارا، مشددا على أهميةدعم المجتمع الدولي لسوريا في هذه المرحلة.
وأشار الشرع إلى أن التدخلات الإسرائيلية لا تزال تؤثر على سوريا، مؤكدا ضرورة وقوف الاتحاد الأوروبي إلى جانب سوريا لوقف هذه التدخلات. وفي إطار تعزيز التعاون الاقتصادي رحب الرئيس السوري بالشركات الأوروبية الراغبة بالاستثمار في بلاده، مشيرا إلى أن البلاد تشكل اليوم فرصة استثمارية واعدة وممرا اقتصاديا مهما بين الشرق والغرب.
وأبدى كوستا رغبته في زيارة دمشق، معبرا عن ثقته بالشرع الذي دعا إلى ترجمة مضمون الاتصال إلى خطوات عملية وخارطة طريق تخدم مصالح سوريا وأوروبا على حد سواء.
احتجاز محافظ السويداء
قالت وزارة الإعلام السورية في بيان إن مجموعة مسلحة احتجزت محافظ السويداء رهينة لفترة وجيزة في مبنى المحافظة يوم أمس الأربعاء وطالبت بالإفراج عن سجين. وقالت العلاقات العامة في الوزارة في بيان لها تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) نسخة منه إن "مجموعة مسلحة خارجة عن القانون اقتحمت مبنى محافظة السويداء بهدف إخراج المدعو راغب قرقوط المتهم بسرقة سيارات، والمجموعة كانت بقيادة المدعو طارق المغوش وآخرين واقتحموا مبنى المحافظة خلال وجود المحافظ". وأضاف البيان أن المهاجمين "أشهروا الأسلحة بوجه المحافظ والموظفين وجرى إطلاق سراح الموقوف تحت ضغط السلاح". وأكد بيان وزارة الإعلام أن "فصائل السويداء الوطنية تدخلت على إثر الحادثة وعملت على تأمين طريق خروج المحافظ من المكان وفرض القانون".
تحرير: خالد سلامة
مسارات الثورة السورية - سقوط نظام بشار الأسد بعد سنوات من سفك الدماء
مع الانهيار المفاجئ لحكم بشار الأسد في سوريا ثم سقوطه يوم الأحد 08/ 12/ 2024 حققت المعارضة السورية أهدافها بعد قرابة 14 عاما، في لحظة حاسمة من حرب أهلية حصدت أرواح مئات الآلاف ونزح بسببها نصف السكان واستقطبت قوى خارجية.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
2011 - احتجاجات سلمية وقمع
انتشرت الاحتجاجات الأولى سلميا ضد الأسد سريعا في أنحاء البلاد، وواجهتها قوات الأمن بالاعتقالات والرصاص. ثم حمل بعض المتظاهرين السلاح وانشقت وحدات عسكرية بالجيش مع تحول الانتفاضة إلى ثورة مسلحة حظيت بدعم دول غربية وعربية وكذلك تركيا.
صورة من: AP
2012 - تفجير هو الأول من نوعه في دمشق
وقع تفجير بدمشق هو الأول من نوعه نفذته جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الجديد بسوريا والتي اكتسبت قوة وبدأت بسحق جماعات ذات مبادئ قومية. واجتمعت القوى العالمية بجنيف واتفقت على الحاجة لانتقال سياسي لكن انقسمت حول كيفية تحقيق ذلك. الأسد وجه قواته الجوية نحو معاقل المعارضة مع سيطرة المقاتلين على أراضٍ لتتصاعد الحرب مع وقوع مجازر على الجانبين.
صورة من: Reuters
2013 – دعم إيران وحزب الله للأسد واتهام نظامه باستخدام السلاح الكيماوي
ساعد حزب الله اللبناني الأسد على تحقيق النصر في القُصَير ليوقف زخم المعارضة ويظهر الدور المتزايد للجماعة المدعومة من إيران في الصراع. حددت واشنطن استخدام الأسلحة الكيميائية كخط أحمر، لكن هجوما بغاز السارين [كما في الصورة هنا] على الغوطة الشرقية التي سيطرت عليها المعارضة قرب دمشق أودى بحياة عشرات المدنيين دون أن يثير ردا عسكريا أمريكيا.
صورة من: Reuters
2014 - استسلام مقاتلي المعارضة في حمص القديمة
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية فجأة على الرقة بالشمال الشرقي وعلى مساحات بسوريا والعراق. استسلم مقاتلو المعارضة [نرى بعضهم في الصورة] بحمص القديمة ووافقوا على المغادرة لمنطقة أخرى بأول هزيمة كبيرة لهم بمنطقة حضرية كبرى وهذا مهد لاتفاقات "إخلاء" بعد ذلك. شكلت واشنطن تحالفا ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبدأت بتنفيذ ضربات جوية مما ساعد القوات الكردية على وقف مد التنظيم لكنه تسبب بتوترات مع حليفتها تركيا.
صورة من: Salah Al-Ashkar/AFP/Getty Images
2015 - اكتساب المعارضة أراضيَ في إدلب ودعم روسيا للأسد
بفضل تحسين التعاون والحصول على الأسلحة من الخارج تمكنت الجماعات المعارضة من كسب المزيد من الأراضي والسيطرة على شمال غرب إدلب، لكن بات للمسلحين الإسلاميين دور أكبر. انضمت روسيا إلى الحرب لدعم الأسد بشن غارات جوية حولت دفة الصراع لصالح رئيس النظام السوري لسنوات لاحقة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
2016 - هزيمة المعارضة في حلب على أيدي قوات الأسد وحلفائه
مع قلقها من تقدم الأكراد على الحدود شنت تركيا عملية توغل مع جماعات معارضة متحالفة معها مما أدى لإقامة منطقة جديدة تحت السيطرة التركية. تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من هزيمة المعارضة في حلب، وهو ما اعتبر آنذاك أكبر انتصار للأسد في الحرب. انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وبدأت محاولة تقديم نفسها في صورة معتدلة، فأطلقت على نفسها سلسلة من الأسماء الجديدة قبل أن تستقر في النهاية على هيئة تحرير الشام.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
2017 - هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة
تمكنت قوات مدعومة من الولايات المتحدة بقيادة الأكراد [هنا في الصورة] من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة. وانتهى هذا الهجوم وهجوم آخر شنه الجيش السوري بطرد هذا التنظيم المتطرف من كل الأراضي تقريبا التي استولى عليها.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
2018 - استعادة الأسد للغوطة الشرقية ودرعا
استعاد الجيش السوري الغوطة الشرقية قبل أن يستعيد سريعا جيوبا أخرى للمعارضة في وسط سوريا ثم درعا معقلها الجنوبي. وأعلن الجيش الحكومي خروج جميع فصائل المعارضة من منطقة الغوطة الشرقية بعد نحو شهرين من هجوم عنيف على هذه المنطقة التي كانت معقلاً للمعارضة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
2019 - فقدان تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا
فقد تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا. وقررت الولايات المتحدة إبقاء بعض قواتها في البلاد لدعم حلفائها الأكراد. وبإعلانها السيطرة على آخر معاقله في سوريا طوت قوات سوريا الديمقراطية نحو خمس سنوات من "الخلافة" المزعومة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ورحب زعماء العالم بـ"تحرير" منطقة الباغوز مؤكدين على مواصلة "اليقظة" تجاه خطر التنظيم.
ساندت روسيا هجوما لقوات النظام السوري انتهى بتفاهمات روسية تركية ايرانية ليتجمد القتال عند معظم خطوط المواجهة. وسيطر الأسد على جل الأراضي وجميع المدن الرئيسية ليبدو أنه قد رسخ حكمه. وسيطر المعارضون على الشمال الغربي فيما سيطرت قوة مدعومة من تركيا على شريط حدودي. وسيطرت القوات التي يقودها الأكراد على الشمال الشرقي.
2023 - تقليص وجود إيران وحزب الله في سوريا وتقويض سيطرة الأسد
وقع هجوم حركة حماس الارهابي غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول ليندلع قتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني أدى في نهاية المطاف إلى تقليص وجود الجماعة في سوريا وتقويض سيطرة الأسد. في الصورة: قصف مبنى بالقرب من السفارة الإيرانية في دمشق منسوب لإسرائيل عام 2024.
صورة من: Firas Makdesi/REUTERS
2024 - سقوط نظام الأسد وحكم حزب البعث في سوريا 08 / 12 / 2024
شنت المعارضة هجوما جديدا على حلب. ومع تركيز حلفاء الأسد على مناطق أخرى، ينهار الجيش سريعا. وبعد ثمانية أيام من سقوط حلب استولى المعارضون على معظم المدن الكبرى من بينها دمشق ليسقط حكم الأسد في تاريخ الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024. الصورة من دمشق في تاريخ 08 / 12 / 2024 من الاحتفالات الشعبية بالإطاحة بنظام الأسد. إعداد: علي المخلافي