الأمم المتحدة تدعو المجتمع الدولي لمساعدة اللاجئين في ليبيا
١٥ سبتمبر ٢٠١٩
مرة أخرى تدق الأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن اللاجئين العالقين في ليبيا وتدعو لتضامن دولي أوسع فيما يخص توزيع المهاجرين في ليبيا الذين يواجهون ظروفا قاسية للغاية، خصوصا في مراكز الاعتقال وفي ظروف احتدام المعارك في البلاد.
إعلان
دعت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة الأحد (15 أيلول/سبتمبر 2019) إلى "تضامن دولي" أكبر للسماح بتوزيع اللاجئين العالقين في ليبيا الذين يواجهون ظروفا صعبة جدا خصوصا في مراكز الاعتقال ووسط احتدام المعارك في البلاد بين أطراف الصراع السياسي والعسكري.
وصرح جان بول كافالييري المسؤول عن بعثة المفوضية في ليبيا لفرانس برس في طرابلس "ما زلنا ندعو الأسرة الدولية لإظهار سخاء لإعطاء فرص أكبر لتوزيع اللاجئين". وأشاد كافالييري بالاتفاق المبرم الأسبوع الماضي بين رواندا لاستقبال مؤقت لاجئين وطالبي لجوء أفارقة عالقين في ليبيا.
ومن أصل اللاجئين الخمسين ألفا المسجلين لدى المفوضية العليا في ليبيا تم توزيع 4600 فقط في دول أخرى - غير ليبيا وبلدانهم الأصلية - منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2017 نقل حوالى ثلاثة آلاف منهم إلى مركز ترانزيت في النيجر. ونقل أكثر من 800 آخر مباشرة إلى إيطاليا و456 إلى رومانيا و371 إلى دول أخرى بحسب أرقام المفوضية.
من جانبه، قال فينسان كوشتيل الموفد الخاص للمفوضية للمنطقة الوسطى من المتوسط إن الدول الغربية تتأخر في الإيفاء بتعهداتها لاستقبال وتوزيع اللاجئين العالقين في هذا البلد. وفي الأول من أيلول/سبتمبر وعدت 14 دولة - كندا وفرنسا وهولندا والنرويج والسويد وسويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة وفنلندا وألمانيا وإيطاليا ولوكسمبورغ وإسبانيا وبلجيكا - باستقبال عدد من هؤلاء اللاجئين وطالبي اللجوء.
من جانب آخر، أفادت البحرية الليبية اليوم أن قوات حرس السواحل تمكنت من إنقاذ 300 مهاجر أول أمس الجمعة. وفي بيان صحفي نشر مساء اليوم الأحد، أفاد مكتب الإعلام بالبحرية الليبية بأن بلاغا واردا دفع الزورق فزان للبحث عن 3 قوارب مطاطية موجودة على أبعاد مختلفة (80 ميلا، 55 ميلا، 44 ميلا على التوالي) شمال شرق طرابلس.
وأشار المكتب إلى أن المهاجرين ينتمون لجنسيات مختلفة "لم يسمها"، وأن من بينهم نساء وأطفال، مؤكدا نقلهم جميعا فجر يوم السبت لنقطة إنزال حرس السواحل بقاعدة طرابلس البحرية حيث جرى تقديم ما يلزم من مساعدات قبل تسليمهم لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بمراكز إيواء: طريق السكة وجنزور.
ح.ع.ح/أ.ح(أ.ف.ب/د.ب.أ)
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.