الأمم المتحدة تدعو "لتحقيق مستقل" في أسباب وفاة مرسي
١٨ يونيو ٢٠١٩
لا يزال الغموض يكتنف ظروف وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي أمس الاثنين، فيما طالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء "بتحقيق مستقل" في الأسباب التي أدت إلى وفاته خلال جلسة محكمة.
إعلان
دعت مفوضية حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء(18 حزيران/يونيو) إلى "تحقيق مستقل" في الأسباب التي أدت الى وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي أثناء حضوره جلسة محاكمته. وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة روبرت كولفيل "أي وفاة مفاجئة أثناء الاعتقال يجب أن يتبعها تحقيق سريع وحيادي وشامل وشفاف من جانب هيئة مستقلة لتوضيح سبب الوفاة".
ويعد مرسي، الذي تولى الرئاسة في العام 2012 بعد أكثر من عام على الثورة التي أطاحت سلفه حسني مبارك، أول رئيس انتخب ديموقراطيا في مصر. وتوفي مرسي عن 67 عاما بعد ظهر الاثنين في معهد أمناء الشرطة داخل مجمع سجون طرة بجنوب القاهرة حيث كان يخضع للمحاكمة.
ونقلت النيابة العامة في بيان عن النائب العام أنه أثناء وجود مرسي وباقي المتهمين "في القفص سقط مغشياً عليه ونقل على الفور الى المستشفى حيث تبيّن وفاته".
وقال كولفيل "برزت مخاوف إزاء ظروف اعتقال السيد مرسي بينها وصوله إلى الرعاية الطبية المناسبة وكذلك تواصله الكافي مع محاميه وعائلته". وأشار إلى أن مرسي "يبدو أنه احتجز في سجن انفرادي لفترة طويلة" وقال إن التحقيقات يجب أن "تشمل جميع نواحي معاملة السلطات للسيد مرسي للنظر فيما إذا كانت لظروف اعتقاله أثر في موته".
يذكر أن الرئيس الأسبق مرسي وُري الثرى فجر الثلاثاء في القاهرة من دون تشييع. وباستثناء النيابة العامة، لم يصدر أي تعليق عن السلطات المصرية حول الوفاة، ولم تخصّص وسائل الإعلام المصرية حيزا واسعا للموضوع الذي ورد على شكل خبر قصير جدا من دون تعليق في معظم الصحف.
وقال محامي الرئيس الأسبق، عبد المنعم عبد المقصود لوكالة فرانس برس "تم دفنه بحضور أسرته في مدينة نصر في القاهرة بعد تأدية صلاة الجنازة عقب صلاة الفجر في مستشفى سجن طرة" حيث نقل عقب وفاته. وأخرجت الشرطة كل الصحافيين من المدافن ولم تسمح لهم بالتغطية أو بالتقاط الصور، ولا تزال تنتشر في محيط المكان. وأوضح المحامي أن عشرة أفراد من العائلة وأصدقاء مقربين، بينهم هو، شاركوا في الدفن.
ح.ع.ح/م.س (أ.ف.ب/رويترز)
بالصور: عزل مرسي بين الاحتفال والاحتجاج
تفاوت مزاج الشارع المصري بعد خلع الجيش لمحمد مرسي بين إحباط المتعاطفين معه وفرح كل الذين كانوا يرون فيه رئيسا إقصائيا يضع مصلحة جماعته فوق مصلحة الدولة، فيما احتد الجدل حول دور الجيش ومستقبل العملية الديمقراطية في البلاد
صورة من: OZAN KOSE/AFP/Getty Images
تكريس للانقسام
تراوحت ردود فعل الشارع المصري بعد إطاحة الجيش بمحمد مرسي بين الفرح العارم والاحتجاجات، ففيما أبدى أنصار الإخوان المسلمين عن حزنهم وغضبهم تعالت أصوات الاحتفالات لدى المعارضين لأول رئيس إسلامي منتخب ديمقراطياً، لكنه أحدث انقسامات عميقة في الساحة المصرية خلال عام من توليه مقاليد الحكم.
صورة من: Reuters
عودة الجيش للواجهة
الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة المصرية وهو يلقي الخطاب الذي رسم فيه ملامح المرحلة الانتقالية بحضور أقطاب المعارضة وممثلي الشباب والقيادات الدينية. عودة الجيش إلى الواجهة تؤكد مركزية المؤسسة العسكرية في مصر، إلا أن ذلك يطرح أكثر من سؤال حول المستقبل الديمقراطي للبلاد.
صورة من: picture alliance/AA
الجيش يضع "خارطة المستقبل"
وضعت قيادة الجيش المصري بالتشاور مع ممثل المعارضة محمد البرادعي وشيخ الأزهر احمد الطيب وبابا الأقباط تواضروس الثاني ما أسمته "خارطة المستقبل". وقد أعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد لعام للقوات المسلحة تعطيل العمل بالدستور. ويتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا رئاسة البلاد مؤقتاً بمساعدة مجلس انتقالي وحكومة كفاءات لحين إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة.
صورة من: Reuters
فرح ميدان التحرير
شابان متعانقان فرحاً في ميدان التحرير بعد أن أعلن الجيش المصري عزل محمد مرسي، صورة معبرة عن إحباط الشباب المصري الذي قاد الثورة التي أطاحت بنظام حسني مبارك. يرى الكثير من الشباب أن محمد مرسي بقي رئيساً للإخوان المسلمين وفشل في أن يصبح رئيساً لكل المصريين.
صورة من: Reuters
إحباط كامل في معسكر الإخوان
عبر الإسلاميون المؤيدون لمحمد مرسي في ميدان رابعة العدوية عن غضبهم عقب إعلان الجيش تعليق العمل بالدستور وتعيين رئيس مؤقت للبلاد. وأدان الحشد الفريق عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وهتف بعضهم قائلين "السيسي باطل" و"الإسلام قادم" "ومش هنمشي". كما أصيب الكثير من المتظاهرين بالانهيار النفسي من وقع الصدمة.
صورة من: Reuters
مرسي تحت الإقامة الجبرية
احتجز الجيش المصري الرئيس المعزول محمد مرسي بـ "صورة وقائية" في مكان غير معروف. كما اعتقلت قوات الأمن قياجات إخوانية أخرى.
صورة من: Reuters
نهاية مرسي لا تعني نهاية الإخوان
عزل مرسي لا يعني حلاً للمشكل، فتنظيم الإخوان المسلمين متجذر في المجتمع المصري، ويعتبر قوة سياسية رئيسية في البلاد. ويجمع المراقبون على أن نجاح المرحلة المقبلة تقتضي مشاركة كل الأطياف السياسية دون إقصاء لأي طرف.