دعت الأمم المتحدة لخطة اقتصادية شاملة مماثلة لـ"العقد الجديد" بغية مساعدة دول الجوار السوري والتي تتحمل متاعب اقتصادية بسبب تدفق اللاجئين، واعتبرت المنظمة الدولية الذين يرفضون اللاجئين السوريين "أفضل حلفاء تنظيم "داعش".
إعلان
دعا المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة انطونيو غوتيريس أمام مجلس الأمن الدولي إلى إقرار خطة اقتصادية مماثلة "للعقد الجديد" بهدف مساعدة الدول المجاورة لسوريا على تحمل أعباء ملايين اللاجئين المقيمين لديها والحد بذلك من تدفقهم على أوروبا. و"العقد الجديد" (نيو ديل) هو برنامج واسع للاستثمارات أطلقته الولايات المتحدة في ثلاثينيات القرن الماضي للخروج من الكساد الكبير. وقال غوتيريس "نحن بحاجة الى عقد جديد بين المجتمع الدولي ولا سيما أوروبا، وجيران سوريا". وأكد انه "من دون تأمين تعليم لأطفالهم وفرص عمل لهم أو حماية من الفقر فان أعدادا متزايدة من السوريين لن يكون أمامها من خيار سوى مواصلة طريقها" نحو أوروبا.
لاجئون عالقون: "نحن ساخطون لأن صبرنا قد نفد"
إنه وضع إنساني صعب والأجواء متوترة، بعد أن نصبت مقدونيا سياجا طويلا يمتد على مسافة ثلاثة كيلومترات على الحدود اليونانية. منظمات الإغاثة تطالب حكومة اليونان بضرورة التدخل.
صورة من: DW/D. Cupolo
عالقون في إيدوميني
يحاول الأخوان حسن (يسار الصورة) ومحمد سجير من باكستان إيقاد النار من فضلات بالقرب من صخرة فاصلة للحدود. مقدونيا وصربيا وسلوفينيا تسمح بعبور لاجئين فقط من سوريا وأفغانستان والعراق. لهذا وجب على الأخوان وحوالي 2000 شخص للبقاء في مخيم للاجئين بمدينة إيدوميني اليونانية.
صورة من: DW/D. Cupolo
برد قارس في المخيم
وفرت منظمة "أطباء بلا حدود" حوالي 2000 خيمة مجهزة بمدافئ، إلا أن ذلك غير كاف. العديد من الناس يضطرون لقضاء الليل في العراء. "ينام أكثر من ألف شخص في العراء حيث درجات الحرارة منخفضة وقد تبلغ ستة درجات"،كما يؤكد موظف المنظمة أنطونيس ريقاس ويضيف: "طلبنا من الحكومة بتوفير المزيد من الخيم، لتوسيع الطاقة الاستعابية هنا، لكننا لم نتلق أي رد"
صورة من: DW/D. Cupolo
غياب المساعدات الرسمية
ينتظر شاب مغربي فتح الحدود أمام كل المهاجرين. لكن ريقاس من منظمة "أطباء بلا حدود" يستبعد هذا الأمر. "نطالب الحكومة اليونانية بإرسال ممثلين عنها، ليقتسموا معنا أعباء إدارة أمور المخيم". ويضيف: "الجمعيات الخيرية ظلت دون مساندة، علما أن تقديم يد العون هو في الواقع من مهمة الحكومة".
صورة من: DW/D. Cupolo
تقسيم اللاجئين حسب أوطانهم
آلاف السوريين والعراقيين والأفغان يحق لهم يوميا العبور إلى مقدونيا. أما الآخرون فعليهم أن يعودوا من حيث أتوا، مما يثير غضبهم."لا نريد أن نعبر إلى أوروبا بشكل سري، بل عبر طرق شرعية." ، كما يقول شيامال رابي (32 سنة) من بنغلادش. "نحن أيضا بشر ولنا أيضا حقوق مثل الآخرين. ويحق لنا مواصلة العبور مثلهم".
صورة من: DW/D. Cupolo
توتر وشجارات بين اللاجئين
أوضاع المخيم الصعبة تساهم في توتر الأجواء، مما يؤدي الى شجارات بين اللاجئين في إيدوميني. تعرض رايج من نيبال إلى الضرب المبرح من قبل إيراني بسبب خلاف بينهما. في الجمعة الماضية عالج أطباء من منظمة "أطباء العالم - اليونان" شخصان من شمال افريقيا تعرضا للطعن. الشجارات العنيفة تندلع حتى خلال عملية توزيع الوجبات.
صورة من: DW/D. Cupolo
احتجاجات أو مواجهات عنيفة
قام لاجئون عالقون بخياطة أفواههم الأسبوع الماضي كما أضربوا عن الطعام. لكن هذا الإحتجاج السلمي سرعان ما تحول إلى مواجهات عنيفة مع الشرطة المقدونية. "منذ أسبوعين لم يستحم العشرات من اللاجئين ومنهم من يتناول الكحول بشكل مستمر"، حسب فاتيني كيليكسوغلو من منظمة "براكسيس" .
صورة من: DW/D. Cupolo
حالة طورائ
"الأوضاع على الحدود قد تنفجر بسرعة لنصف ساعة، لتعود بعدها للهدوء"، يقول أليكساندر فولقاريس، من المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويضيف: "لا يمكننا التنبؤ بما سيحصل، نحن في حالة طورائ. أقصى ما يمكن فعله هو حماية الناس فقط". يحاول فولقاريس إقناع اللاجئين بالذهاب إلى الملعب الأولمبي في أثينا، الذي تحول إلى مخيم للاجئين.
صورة من: DW/D. Cupolo
لا يريدون العودة للحرب
رامي الطاهري (22 سنة) من اليمن يعرض صورة حيه المدمر في صنعاء. هرب الطاهري صحبة 11 يمنيا، بعد أن أرغموا على القتال مع ميليشيات الحوثي، ويقول: "إنهم يريدون أن نعود إلى الحرب. لكننا لا نريد القتال... سيقتلنا السعوديون". سننتظر هنا إلى أن تتم إعادة فتح الحدود من جديد للجميع".
صورة من: DW/D. Cupolo
"كاليه" جديدة
عمال نقابة يونانية يوزعون مساعدات غذائية. " إذا لم نسرع في التحرك فقد يتحول الأمر إلى "كاليه" جديدة (منطقة العبور بين شمال فرنسا وبريطانيا)"، يحذر نيكيتاس كانيكاس من منظمة "أطباء العالم - اليونان". ويضيف: "التجهيزات لا تكفي لكل اللاجئين هنا. ما يثير قلقنا هو أنهم سيحاولون العثور على طرق بديلة بسبب قساوة الشتاء، فمهربو البشر أذكياء جدا".
صورة من: DW/D. Cupolo
بحث عن البديل
نهاية الأسبوع الماضي شيدت مقدونيا على حدودها سياجا طوله ثلاث كيلومترات. "العشرات من المتطوعين قدموا من كافة أنحاء العالم، باستثناء ممثلين عن الحكومة اليونانية" يقول كاناكيس ويضيف: "هناك مخاوف من إغلاق الحدود بالكامل في الأيام القادمة. سنظطر لترحيلهم جميعا إلى أثينا.. لكن ماذا بعد؟ ما الذي سيحصل؟ ماهي الخطة البديلة؟".
صورة من: DW/D. Cupolo
10 صورة1 | 10
وأشار غوتيريس إلى دراسة أعدتها مفوضيته بالاشتراك مع البنك الدولي وتظهر أن تسعة من كل عشرة لاجئين سوريين في الأردن ولبنان يعيشون تحت خط الفقر وان نصف الأطفال اللاجئين في هذين البلدين لا يذهبون إلى المدرسة. وأضاف "نحتاج إلى استثمارات ضخمة في لبنان والأردن وتركيا لمنع اللاجئين من التجذر في البؤس ولمساعدة الحكومات" على تحمل الأعباء الاقتصادية لاستضافتهم. ولفت المفوض الأعلى إلى أن أوروبا منحت تركيا "الاقتصاد الأكثر صلابة في المنطقة" ثلاثة مليارات دولار في محاولة منها لإبقاء اللاجئين السوريين في هذا البلد ومنع انتقالهم إلى القارة العجوز. لكنه أكد أن "الكلفة الإجمالية ستتجاوز هذا المبلغ بكثير وستتزايد باستمرار والأمر نفسه بالنسبة إلى كلفة إعادة أعمار سوريا".
وأضاف غوتيريس أن الذين يرفضون اللاجئين السوريين هم "أفضل حلفاء" لمتشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" والمتطرفين الآخرين منتقدا اقتراح دونالد ترامب الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية لحظر دخول المسلمين الأجانب إلى الولايات المتحدة.