وصلت أول طائرة محملة بالمساعدات إلى مطار مقديشو الدولي. وكان مسؤول ببرنامج الغذاء العالمي قد أعلن أن أول طائرة محملة بالمساعدات للصومال أقلعت من العاصمة الكينية نيروبي الأربعاء (27 يوليو / تموز 2011). وقال ديفيد أور المسؤول ببرنامج الغذاء العالمي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الطائرة تحمل مساعدات طارئة للصومال التي تعانى من الجفاف.

وسيتم إرسال نحو 14 طنا من المكملات الغذائية الجاهزة بواسطة الطائرات من أجل الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. ويحتوى هذا الغذاء على نسب عالية من البروتين والسعرات الحرارية وكذلك الفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية. وتعتبر الكمية كافية لدعم ما يصل إلى 10 آلاف طفل لمدة شهر واحد. وأكد أور أن الأمم المتحدة لا تزال تفتقر إلى القدرة الكاملة على الوصول إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الشباب الإسلامية المتشددة. يُذكر أن أغلب المساعدات التي تصل إلى العاصمة مقديشو يتم نقلها إلى المشردين في الداخل الذين فروا من المناطق الواقعة في قبضة جماعة المسلحين.

الاتحاد الأوروبي يعتزم المساعدة

وقالت كريستالينا جورجييفا مفوضة الاستجابة للأزمات بالاتحاد الأوروبي بعد زيارتها لكينيا والصومال إن المفوضية الأوروبية ستزيد التمويل لضحايا الجفاف والمجاعة في القرن الإفريقي. وصرحت بأن المفوضية ستقدم على الفور 28 مليون يورو (40 مليون دولار) أخرى فضلا عن 70 مليون يورو قدمتها للمنطقة هذا العام.

ومضت تقول "علاوة على التمويل الجديد الذي يبلغ 27.8 مليون يورو بدأت عملية جمع تبرعات بقيمة 60 مليون يورو أخرى لتخفيف معاناة الكثيرين. وبهذا ستصل مساهمتنا إلى نحو 158 مليون يورو". وقالت جورجييفا بعد زيارة مخيم داداب في كينيا الذي يقيم به 400 ألف لاجئ صومالي إن "هذه الأزمة التي لم يسبق لها مثيل في القرن الإفريقي تستدعي استجابة لم يسبق لها مثيل".

ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه بحاجة إلى تمويل عاجل إضافي قيمته 360 مليون دولار. فيما تقول منظمة أوكسفام الدولية التي تهدف لمكافحة الفقر إن هناك حاجة إلى مليار دولار أخرى للتعامل مع الموقف. وكانت سنوات من الصراع في جنوب الصومال قد فاقمت من الوضع، مما حال دون مساعدة وكالات الإغاثة للسكان. وفر قرابة 135 ألف صومالي منذ يناير/ كانون الثاني الماضي معظمهم إلى كينيا وأثيوبيا.

مئات الآلاف من اللاجئين في مخيم داداب

طفل صومالي تبدو عيناه خائفتين واسمه ميهاغ، وقد أحضرته أمه من الصومال إلى مخيم داداب للاجئين في كينيا. وزنه ثلاثة كيلوغرامات فقط وكأنه طفل ولد للتو. وزن صغير جداً لميهاغ البالغ من العمر سنة واحدة، كما يقول المساعد في أعمال الإغاثة سيرات أمين: "الأطفال الطبيعيون بعمر سنة واحدة ينبغي أن يكون وزنهم ثمانية إلى تسعة كيلوغرامات. والطفل ميهاغ لا يبلغ وزنه حتى نصف ذلك. وهذا يعني أنه يعاني من سوء تغذية شديدة".

ويوجد عدد لا يحصى من الأطفال الصوماليين اللاجئين مثل الطفل ميهاغ في مخيم داداب الكيني الذي يؤوي حاليا 400 ألف لاجئ جائع. ولو كان المخيم مدينة لكان واحدة من أكبر المدن في كينيا. وتعد حالة ضحايا الجفاف من اللاجئين في المخيم على الحدود الصومالية الكينية سيئة للغاية مقارنة بالحال الأكثر سوءاً لأولئك الذين لا يزالون في الصومال!

هل ستكون حركة الشباب عائقاً أمام المساعدات؟

وفي العاصمة الصومالية مقديشو يخاطر العاملون في منظمات الإغاثة بحياتهم في ظروف الحرب الأهلية. فنصف مساحة المدينة واقعة في أيدي متشددي حركة الشباب الذين كانوا يهددون العاملين في المنظمات الإنسانية بل ويقتلون بعضهم أحياناً في السنوات الماضية.

وتقول شريفة أبو بكر إحدى العاملات في إحدى المنظمات الإنسانية بهذا الصدد: "أحياناً نعمل في السر. الكثير من أعضاء حركة الشباب المتشددة أمّيون ولا يعرفون من يقف وراء منظمتنا. ولا يستطيعون التفريق بين ما هو صومالي وما هو أجنبي. وأحياناً لا يفيدنا رمز المنظمة التي نحمله على أكتافنا. ولذلك فإن عملنا محاط بالخطر".

الصوماليون لا يتوقعون الحصول على أية مساعدات من جانب حكومتهم لقلة الإمكانيات، لكنهم يأملون في أن تصل المساعدات الدولية الجوية التي خططت لها الأمم المتحدة بأسرع وقت ممكن لتنقذهم من الموت جوعاً.

(ع م/ س ك/ دويتشه فيله، د ب أ، رويترز)

مراجعة: أحمد حسو